إيلاف من لندن: إثر تجدد الاحتجاجات والصدامات في محافظة ذي قار العراقية الجنوبية خلال الساعات الاخيرة، دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الاحد الى تولي الملف الامني هناك والعمل على ايقاف ما اسمته بمسلسل الاغتيالات والخطف وتقييد الحريات اثر اغتيال ناشطين واعتقال 30 اخرين واصابة 43 متظاهرا ورجل امن في مصادمات شهدتها مدينة الناصرية عاصمة المحافظة.

وقالت المفوضية انها راقبت من خلال فرقها الرصدية الاحداث الجارية في محافظة ذي قار خلال اليومين الماضيين والتي وثقت فيها حصول حالات اغتيالات واختطاف وحصول صادمات بين المتظاهرين والقوات الامنية التي استخدمت فيها الرصاص الحي والمطاطي والغازات المسيلة للدموع، كما استخدم المتظاهرون الحجارة ضدها.

واشارت المفوضية في بيان صحافي تابعته "ايلاف" الى ان عدد الاصابات في هذه المصادمات بلغ 43 شخصا من المتظاهرين والقوات الامنية واغتيال ناشطين تلتها حملة اعتقالات قامت بها القوات الامنية ضد ناشطين ومتظاهرين بلغ عددهم 30 متظاهرا، بينهم صحافي.

وأضافت انها في الوقت الذي تؤكد فيه "على حق المواطن بحرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي والامن والامان فإنها تطالب جميع الاطراف بالتهدئة وضبط النفس وتغليب لغة الحوار بدلا من لغة العنف والعمل معا للحفاظ على امن المحافظة وحقوق ابنائها".

ودعت المفوضية الحقوقية العليا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى تولي الملف الامني في المحافظة الذي شهد العديد من الانتكاسات والانتهاكات والعمل على معالجة جميع الملفات واعادة الامن والامان لهذه المحافظة وايقاف مسلسل الاغتيالات والخطف وتقييد الحريات.

ويوم الخميس الماضي، قُتل الناشط المحامي علي الحمامي في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار.. وقالت غرفة محامي المحافظة في بيان إن الحمامي وهو منتدب غرفة محامي الشطرة قتل داخل منزله خنقا بعد تكتيف يديه ورجليه بواسطة جامعات حديدية وتكميمه بلاصق ووضعه في اكياس من النايلون.

وطالبت نقابة محامي ذي قار بسرعة الكشف عن مرتكبي الجريمة واوضحت انها ستتابع الموضوع للوصول إلى أسباب الإغتيال وملاحقة المتهمين و التعاون مع الجهات الأمنية و التحقيقية لينال المجرمون جزاءهم العادل.

كما اعتقل في اليوم نفسه عدد من الناشطين من بينهم إحسان ابو كوثر، وهو كان مقاتلاً في الحشد الشعبي شارك في معارك عدة في سوريا والانبار والموصل ضد تنظيم داعش لينضم بعدها الى التظاهرات .

تجددت الاحتجاجات في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار خلال الساعات الاخيرة حيث سيطر المحتجون على الساحة ليل السبت بعد ان كانت الشرطة قد ابعدتهم عنها خلال النهار.

وانطلقت التظاهرات في الساحة والمناطق القريبة منها احتجاجاً على اعتقال الناشطين واستمرار الاغتيالات قبل أن تتحول إلى صدامات مع القوات الأمنية التي أطلقت الرصاص الحي في الهواء لمنع المتظاهرين من الوصول إلى الساحة، والذين قطعوا عدة شوارع بالاطارات المحترقة.

وكانت القوات الأمنية تمكنت الشهر الماضي بالاتفاق مع المتظاهرين من فض الاعتصام في ساحة الحبوبي بعد ان استمر اكثر من عام غير أن الاحتجاجات عادت من جديد الى اطرافها، اذ تمكن المحتجون من استعادتها أمس السبت.

وفي اواخر نوفمبر الماضي قرر الكاظمي تشكيل خلية برئاسة مستشار الأمن الوطني، قاسم الأعرجي لإدارة الأزمة في ذي قار مؤكداً "قطع الطريق أمام كل ما من شأنه زرع الفتنة وجعل المتظاهرين السلميين في مواجهة مع الدولة"، وذلك بعد قتل سبعة أشخاص وأصابة حوالي ستين آخرين في هجوم شنه ضدهم أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بإطلاق النار عليهم وإحراق خيامهم في ساحة الحبوبي.

وفي 30 يوليو الماضي اعلنت السلطات العراقية رسميا ان العدد الكلي لقتلى الاحتجاجات الشعبية التي عمت بغداد و9 محافظات في الوسط والجنوب اواخر العام الماضي من المتظاهرين والقوات الامنية قد بلغ 560 ضحية. واشارت الى ان معظم الضحايا هم من الشباب والشابات ونصفهم من بغداد، فيما جاءت ذي قار بعدها في عدد الضحايا منوهة الى ان الحكومة اعتبرتهم جميعا من الشهداء لهم ولعائلات حقوقا .

وكانت احتجاجات شعبية مليونية قد تفجرت في العراق في الاول من اكتوبر عام 2019 ضد فساد الطبقة السياسية وفقدان الخدمات العامة الضرورية وللمطالبة بفرص عمل .. اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق وادت في نهاية الشهر التالي الى ارغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على تقديم الاستقالة.