إيلاف من واشنطن: ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تفاصيل مرعبة ومثيرة عن الفترة التي قضاها رحالة أميركي شاب في سجون النظام السوري، مشيرة إلى دور والديه الكبير في إنقاذه من براثن ذلك الجحيم الذي عاش فيه.

وكان الشاب الأميركي، سام جودوين، البالغ من العمر حاليا 32 عاما قد قرر أن يستقيل من عمله في إحدى الشركات في سنغافورة لينطلق في رحلة حول العالم بغية زيارة 193 دولة، وفقًا لتقرير نشره موقع "الحرة" الأحد.

وعندما وصل إلى سوريا كان بقي أمامه عشر دول فقط قبل أن يتم حلمه، ولصعوبة الحصول على تأشيرة من النظام السوري وبسبب الحرب التي تعيشها البلاد، استعان جودوين بصحافي كردي عراقي لدخول شمال شرقي سوريا، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية عليها.

وفي 25 مايو من العام 2018، كان سام يتجول في مدينة قامشلي التي يتقاسم السيطرة عليها الأكراد والنظام والسوري، ولكن الرحالة الأميركي تجاهل نصائح معارفه وذهب إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام.

وبينما كان يجري مكالمة "فيس تايم" مع والدته وخلف صورة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، سمعت والدته صوته، وهو يقول "مهلا أنني أتحدث مع أمي"، قبل أن يختفي عن الأنظار، ولتبدأ رحلة شاقة للبحث عنه وإيجاده.

ولم يعرف الوالدان شيئا عن ابنهما أو أي جهة اختطفته، واحتاجا إلى الكثير من الوقت ليدركا أنه محتجز بسجون النظام السوري بعد أن جرى نقله من القامشلي إلى دمشق.

وبعد أسبوعين من اختطاف سام، سافر والداه إلى واشنطن لعقد اجتماع مع أعضاء خلية دمج الرهائن، التي يقودها مكتب التحقيقات الفيدرالي، والتي تضم موظفين من وزارة الخارجية والبنتاغون.

كما تواصلا مع آخر سفير أميركي في سوريا، روبرت فورد، الذي أخبرهما أنهما قد لا يريا ابنهما لفترة طويلة جدا، ولكن ذلك لم يفت في عضدهما وتواصلا مع مسؤول روسي ومع سفير الفاتيكان بدمشق وأطراف أخرى، بحسب "الحرة"، نقلًا عن الصحيفة الأميركية.

وبعد جهد حثيث، نجحا في الوصول إلى مدير الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، المقرب من حزب الله والنظام السوري، وسبق له أن نحج في إطلاق عدد من الرهائن الغربيين والأميركيين المتحتجزين في سجون ومعتقلات الأسد.

ووعد إبراهيم بالعمل على إطلاق سراح سام، في حال لم يكن جاسوسا أو مرتبطا بتنظيم داعش أو قوات سوريا الديمقراطية على حد زعمه، وعندما تأكد أنه مجرد رحالة كان يطوف بلدان العالم، تواصل مع رئيس مجلس الأمن الوطني، أعلى جهة أمنية في سوريا، والذي كان يرأسه علي مملوك، ولكن الأخير رفض فكرة أن يكون سام مجرد سائح، قائلا: " لا يوجد سيّاح يأتون إلى سوريا" في إشارة إلى الحرب التي تعيشها البلاد.

وخلال فترة الشهرين اللذين قضاهما سام في السجن قال إنه عانى جدا من القلق والخوف والتعذيب النفسي وكان طعامه خبزا يابسا وبطاطا مسلوقة واعتاد على سماع أصوات السجناء، وهم يتعرضون إلى التعذيب في سجن عدرا المركزي بريف دمشق.

وخلال نقله معصوب العينين من القامشلي إلى دمشق قال إنه كان خائفا من أن يجري إعدامه، مشيرا إلى أنه قضى 27 يوما في الحبس الانفرادي قبل أن يجري نقله إلى زنزانة تضم نحو 30 سجينا

وبعد الجهود الحثيثة التي بذلها والدا سام، استطاع الأخير أن يتنفس نسائم الحرية عقب نقله إلى لبنان، وهنا حضن والدته للمرة الاولى.

وتعقبيا على ما حدث، قال قال روبرت أوبراين ، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب، إن ما فعلته عائلة سام كان أمرا استثنائيا للغاية.

ولاحقا تابع الرحالة الشاب مغامرته لتتنهي رحلته في البرازيل، البلد 193 في جولته حول العالم.