نيقوسيا: استخدمت الشرطة القبرصية السبت خراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع في مواجهات نادرة مع محتجين في العاصمة نيقوسيا، حيث تظاهر المئات ضد الفساد الحكومي والقيود المفروضة على خلفية وباء كوفيد-19.

وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس أنّ المتظاهرين، بمن فيهم عائلات تصطحب أطفالا اضافة الى شبان وشابات يرتدون أغطية رؤوس سوداء وأقنعة، تحركوا عبر وسط نيقوسيا، وأعاقوا حركة المرور في عدة شوارع رئيسية.

وكان منظمو الاحتجاج من اليسار والنشطاء المعادين للفاشية ونقابات العمال، ودعوا على وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم التظاهرة لقول "كفى" لـ "استبداد الدولة" و"الإدارة الفاشلة للوباء" و"الفساد".

وقالت المحتجة أوليفيا باتسالو (37 عاما) التي أوضحت أنّها تبحث عن عمل، إنها كانت تحتج بشكل أساسي على قضية جوازات السفر والقيود "الشديدة" المتعلقة بفيروس كورونا التي زادت من مصاعبها للحصول على وظيفة.

وتابعت أنها كانت تأمل في "تظاهرة سلمية لإظهار استيائنا من الحكومة وكيفية تعاملها مع كل فضيحة ومع وضع فيروس كورونا".

قرع بعض المحتجين طبولا وهتفوا في وجه عشرات من رجال الشرطة الذين ارتدوا زي قوات مكافحة الشغب، بينما حمل آخرون لافتات سوداء كبيرة كُتب عليها باليونانية "علينا النزول إلى الشوارع لمحاربة الخوف".

وردت الشرطة بخراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع لتفريق التجمع المحظور بموجب قيود فيروس كورونا.

واضافت باتسالو "لم أكن أتوقع أن تكون (الشرطة) حريصة جدًا على ممارسة القوة والعنف".

وشوهد أحد المتظاهرين ملقى على الأرض وهو يعاني آثار الغاز المسيل للدموع، فيما هرع متظاهر على كرسي متحرك للاحتماء في مجمع سكني.

وعالج مسعفون متظاهرا آخر بعد أن طرحته خراطيم المياه أرضا.

وأفادت الشرطة فرانس برس أنّ عشرة أشخاص اعتقلوا لتسببهم في حدوث "عراك واضطرابات" في الاحتجاج الذي نُظم في تحد لقيود فيروس كورونا.

وأوضحت أنّه تم تغريم ستة اشخاص لخرقهم قيود التجمع المرتبطة بكوفيد-19.

وأفاد صحافي في فرانس برس أنّ معظم المتظاهرين كانوا يضعون كمامات.

وذكرت الشرطة أنها استخدمت خراطيم المياه بعدما بدأ المحتجون "برشق عناصر الشرطة بالحجارة وأشياء أخرى".

كشفت قبرص في كانون الثاني/يناير سلسلة من الإجراءات لمكافحة الفساد بعد أشهر من الكشف عن انتهاكات مفترضة في برنامج "جوازات السفر الذهبية" الممنوحة لمستثمرين أجانب.

لطالما واجهت نيقوسيا ضغوطا من بروكسل لإصلاح البرنامج المثير للجدل بسبب مخاوف من أنها قد تكون ساعدت عصابات الجريمة المنظمة على التسلل إلى الاتحاد الأوروبي.

وألغت قبرص البرنامج العام الفائت واستقال مسؤولان على صلة بالقضية، رغم أنهما نفيا ارتكاب أي مخالفات.

بدأت قبرص بتخفيف الإغلاق الشامل بحذر بعد انخفاض انتشار عدوى كوفيد-19 الذي بلغ ذروته بعد عيد الميلاد.

وكانت سلطات الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط قررت فرض إغلاق في 10 كانون الثاني/يناير للمرة الثانية منذ آذار/مارس الماضي بعد أن بلغ عدد الاصابات اليومية 907 حالات في 29 كانون الأول/ديسمبر.

وسجل أكثر من 35 ألف إصابة وأكثر من 230 وفاة في الجزيرة المقسّمة.

وقال أندرياس (26 عاما) وهو محام وعضو في الفريق القانوني للمنظمين لفرانس برس إنّ "الحكومة فقدت شرعيتها بعد فضيحة جوازات السفر وهم يستخدمون الوباء كذريعة لوقف الاحتجاجات".

وأوضح الشاب الذي لم يشأ كشف اسمه الكامل أنّ الناس من مختلف الأطياف السياسية شاركوا في الاحتجاج.

وأضاف "نعتقد أن الحق في الاحتجاج هو أساس ديموقراطيتنا، وأن الوضع الوبائي يسمح للناس بالتظاهر بسلام"، لكنه تابع "يريدوننا (السلطات) أن نصمت".