ايلاف من لندن : وصل الى بغداد الجمعة البابا فرنسيس بابا الفاتكيان مبتدءا زيارة تاريخية للعراق مؤكدا انه يحمل رسالة للعفو والمصالحة بعد سنوات من الحرب والإرهاب حيث استقبله في المطار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مرحبا به في أرض سومر وبابل وآشور والأنبياء والأولياء.. بينما اكدت السلطات تأمين الزيارة جوا وبرا مع نشر آلاف إضافية من عناص القوات الامنية.
فقد هبطت الطائرة التي اقلت البابا من روما في مطار بغداد الدولي قبل ظهر اليوم حيث سار على البساط الاحمر الذي وقف على جانبيه حرس الشرف العراقي حتى صالة الشرف حيث كان ينتظره فيها الكاظمي مرحبا. وقال البابا انه يقوم بأول رحلة إلى هذا البلد كحاج سلام وأمل.. وقال "أنا ذاهب كحاج لأدعو الرب من أجل العفو والمصالحة بعد سنوات من الحرب والإرهاب" التي انهكت البلاد على مدى السبعة عشر عاما الماضية.
مراسم ترحيب في القصر الرئاسي وقداس بكنيسة سيدة النجاة
وانتقل البابا من مطار بغداد حيث كان المواطنون يرحبون به حاملين الاعلام العراقية على طول الطريق الى القصر الرئاسي حيث جرت المراسيم الرسمية لاستقباله من قبل الرئيس العراقي برهم صالح وبعدها قادة المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي.
وفي وقت لاحق اليوم سيفتحح البابا صحبة الرئيس العراقي برهم صالح معرضا للمخطوطات المسيحية النادرة التي تعود تواريخها لمئات السنين والمكتوبة بلغات قديمة مختلفة. كما سيتم افتتاح معرض آخر تشكيلي ونحتي في القصر الرئاسي يضم 92 عملا فنيا منها 40 عمل تشكيلي و52 منحوتة . وفي مساء اليوم سيتوجه البابا الى كاتدرائيّة "سيدة النجاة" للسريان الكاثوليك وسط بغداد حيث سيقيم فيها صلاة بحضور مسيحيين ومسلمين.
وكانت هذه الكنيسة كنيسة قد شهدت اقتحا ارهابيين لها في 31 تشرين الاول اكتوبر عام 2010 وقتلوا 44 من المصلين وكاهنَين و7 من قوات الأمن واحتجزوا رهائن في واحدة من أعنف الهجمات على الطائفة المسيحية في العراق بعد عام 2003 لكن القوات الأمنية تمكنت حينها من إنهاء عملية الاحتجاز وقتل جميع المسلحين في عملية مسلحة استمرت ساعتين.
وسبق للرئيس العراقي برهم صالح ان وجه في 20 حزيران يونيو عام 2019 دعوة رسمية الى البابا فرنسيس لزيارة العراق مؤكدا انها ستسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي بين مكونات الشعب العراقي وتكتسب أهمية تاريخية كبيرة في دعم العراق دولياً لما تحمله من دلالات ومعاني كبيرة .
تأمين جوي وبري لجولات البابا
وأكد المتحدث بأسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف انجاز تأمين جوي وبري لجولات البابا الى 5 محافظات عراقية في الشمال والجنوب. وأضاف في بيان تابعته "أيلاف" أن "زيارة البابا إلى العراق تأريخية وهي الاولى من نوعها وتأتي في سياق زمني استثنائي".. مشيرا الى انها تأتي لتعزيز الامن والسلم المجتمعي وحوار الاديان". وأوضح أن "البابا سيقيم قداسا بحضور رسمي وديني كبيرين وسط اجراءات صحية عالية".
من جهتها كشفت وزارة النقل العراقية عن تجهيز اسطول جوي من طائرات الخطوط العراقية لمرافقة البابا فرنسيس خلال تنقله بين محافظات بغداد والنجف وذي قار والموصل وأربيل. واوضحت انه تم تخصيص عددٍ من طائرات اسطول خطوطها الجوية لتنقلات البابا والوفد المرافق له الى المحافظات.
وبالترافق مع ذلك فقد نشرت القوات العراقية آلافا إضافية من أفراد قوات الأمن الحماية البابا فرنسيس التي تأتي بعد موجة من الهجمات بالصواريخ والقنابل أثارت المخاوف على سلامته. وقال مسؤول أمني إن القوات المشتركة تلقت التدريب على التعامل مع أسوأ السيناريوهات من اشتباكات في الشوارع إلى تفجير قنابل وحتى هجمات بالصواريخ.
الارهاب هجّر مليون مسيحي من العراق
يشار الى ان الحروب والصراعات التي شهدها العراق قد ادت إلى نزوح المسيحيين عن البلاد ودول أخرى بالشرق الأوسط إذ عانوا من صعوبات خاصة من قبل الجماعات المتطرفة ولدى سيطر تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من بلادهم.
ومنذ الغزو الأميركي للعراق الذي أطاح بنظامه السابق في عام 2003 تضاءل عدد المسيحيين بنسبة 83 في المئة من حوالي 1.5 مليون إلى نصف مليون فقط .. بالرغم من ان الكنيسة العراقية واحدة من أقدم الكنائس في العالم إن لم تكن الأقدم وتقترب من الانقراض بشكل متسارع. وقد ادى هجوم داعش عام 2014 إلى نزوح أكثر من 125 ألف مسيحي من أرض أجدادهم التاريخية.
يشار الى ان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني كان قد اراد عام 2000 زيارة مدينة أور العراقية الأثرية التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم الخليل وكان من المقرر أن تكون الزيارة هي المحطة الأولى ضمن رحلة تشمل العراق ومصر وإسرائيل إلا أن المفاوضات بهذا الشأن مع الحكومة العراقية آنذاك قد انهارت ولم يتمكن من الذهاب.
التعليقات