كولومبو: كرم مسيحيو سريلانكا الأحد 279 شخصا قضوا في تفجيرات عيد الفصح في 2019 فيما هدد رئيس الكنيسة الكاثوليكية في الجزيرة بالنزول إلى الشارع ما لم تتم مقاضاة المسؤولين عن هذه الهجمات.

وأضاء الكاردينال مالكوم رانجيت شموعا في كنيسة القديس انطونيوس حيث قضى 56 شخصا عندما نفذ جهاديون محليون هجمات انتحارية منسقة استهدفت ثلاث كنائس وثلاثة فنادق.

وحضرت الأقلية المسيحية في الجزيرة قداس عيد الفصح وسط انتشار امني وعسكري مشدد خوفا من هجمات جديدة على ما أفاد مسؤولون.

وجدد رانجيت الدعوة إلى تحرك سريع ضد المسؤولين عن الهجمات معتبرا أن الرئيس السابق مايثريبالا سيريسينا يجب أن يلاحق قضائيا بتهمة الإهمال الإجرامي لعدم قدرته على الحؤول دون وقوعها.

وكان تحقيق أمر به سيريسينا بعيد 21 نيسان/أبريل 2019 أظهر أن الرئيس ومسؤولي الاستخبارات في إدارته كانت لديهم معلومات محددة من الهند حول هجمات وشيكة قبل 17 يوما على وقوعها لكنهم لم يتحركوا.

وقال رانجيت أمام الكنيسة "حدد تقرير التحقيق ذنب الرئيس سيريسينا. أسأل الرئيس غوتابايا راجاباكسا وحكومته لِمَ يماطلون ولا يقاضونه".

وأكد "سننزل إلى الشوارع في حال لم يتخذ أي تحرك بحلول 21 أبريل".

وكان راجاباكسا تولى الحكم في نوفمبر 2019 واعدا بملاحقة المسؤولين عن هذه الهجمات.

ووقف المسيحيون دقيقتي صمت عند الساعة 08,45 بالتوقيت المحلي (الساعة03,15 ت غ) عندما نفذ انتحاري من أصل سبعة اولى هذه الهجمات المنسقة. وقد نفذ مهاجم واحد كلا من الهجمات باستثناء الهجوم على فندق شانغريلا الذي نفذه انتحاريان.

وعززت الإجراءات الأمنية في محيط الكنائس قبل قداس أحد الفصح الكاثوليكي لمنع تكرار التفجيرات الانتحارية الني نفذها جهاديون محليون.

ونشرت السلطات أكثر من 12 ألفا و500 شرطي أمام قرابة ألفي كنيسة في أرجاء البلاد، مدعومين بعناصر من الجيش.

وأفاد المتحدث باسم الشرطة اجيث روحانا "لدينا أيضا دعم من القوات المسلحة للقيام بدوريات وتعزيز وحدات الشرطة في أرجاء البلاد".

وشهدت الجزيرة الآسيوية هجمات انتحارية غير مسبوقة على اراضيها في أحد عيد الفصح في 21 نيسان/أبريل 2019. وأتت هذه الهجمات بعد عشر سنوات على انتهاء حرب مع الانفصاليين التاميل استمرت 37 عاما.

وأودى الهجوم بحياة 279 شخصًا بينهم 45 أجنبيا وأصاب 500 آخرين.

والأحد، فتشت الشرطة الحقائب ودققت في الهويات قبل السماح للناس بحضور قداس الصباح في كنيسة سان سيباستيان شمال العاصمة كولمبو، حيث قتل 115 شخصا على الأقل في هجوم الفصح في 2019.

وتليت أسماء الضحايا بعد قداس الصباح وأضيئت شموع ووضعت باقات من الزهر على مقابر قرب الكنيسة.

وأوقفت السلطات أكثر من مئتي شخص على صلة بالتفجيرات، لكن لم يتم توجيه اتهامات رسمية لأحد بعد.

ووضعت ملصقات تدعو إلى تحقيق العدالة لضحايا التفجيرات خارج كنيسة سان سيباستيان التي اكتظت بالمصلين صباح الأحد رغم إجراءات التباعد الاجتماعي الصارمة المعتمدة بسبب جائحة كوفيد-19.