إيلاف من لندن: في عيد تأسيسها العشرين، عبر إعلاميون ومحللون عرب عن انبهارهم بقيادة إيلاف الإعلام الإلكتروني العربي وريادتها في متابعة أحداث العالم والمنطقة بعيون ليبرالية، توخت الصدقية والحياد، لكن ذلك لم يمنعهم من طرح انتقاداتهم وتطلعاتهم نحو مستقبل ابداعا وتخطيا للعقبات.
إيلاف استطلعت في عشرينيتها آراء الاعلاميين وسألتهم عن مقترحاتهم وآمالهم لمستقبل ابداعي افضل، يعزز المسيرة ويواصل تقديم الافضل، ولا يفرط بما انجز، انما يعززه.
ملاذ المتطلعين لصدقية المعلومة
الدكتور فريد أيار، الامين العام لاتحاد وكالات الانباء العربية، اعتبر أن انطلاقة "إيلاف" ملأت قبل عشرين عاما، كأول صحيفة عربية الكترونية، الفراغ الذي كانت تشكو منه الساحة الاعلامية العربية في المجال الالكتروني. ومنذ ذلك الوقت وبجهود العاملين فيها، اصبحت ملاذ المتابعين الراغبين في قراءة ومتابعة الاخبار والتقارير الصادقة.
اشار إلى ان "من حسن الطالع أن الاهداف التي وضعت لإيلاف ومنها المصداقية في النشر، الحياد والشفافية في طرح المواضيع والنزاهة في العمل قد شكلت الحوافز التي مكنتها من شق طريقها بثبات في ظل منافسة شديدة ولتحجز مكان الصدارة بين الصحف الالكترونية".
واكد أن إيلاف قد اصبحت عاملا مهما وملمحا بارزا في مسيرة العمل الاعلامي متفاعلة مع القضايا العربية والدولية بصدق وجلاء ومسؤولية هذا الامر جعلها قبلة للقراء ومتتبعي التطورات العربية والعالمية.
وعبر الاعلامي العربي أيار عن الامل في أن تبقى إيلاف على نهجها الذي سارت عليه منذ تأسيسها وان تزيد من التقارير والمقالات التي تساهم في توعية الاجيال الجديدة وتطوير افكارها لتتمكن من الوقوف بوجه ما يطرح من سرديات اقرب إلى الاوهام منها إلى الواقع وبذلك تساهم في بناء مجتمع عربي يؤمن بالتفكير العقلاني - المنطقي وهو امر نحن في أمس الحاجة اليه في عصرنا الحالي.. "تهنئة من القلب لإيلاف".
تصميم أفقي لقراءة أوسع
المراسل الصحافي والمحلل السياسي المصري شادي صلاح الدين رأى أن موقع إيلاف، بالرغم من انتشار العديد من المواقع الإخبارية، لا يزال يحتل مكانة متميزة بين المواقع العربية الإخبارية، "والسبب في رأيي أنه اعتمد طيلة السنوات الماضية على تقارير صحافيي ومراسلي الموقع التي تتميز باحتوائها على جميع عناصر ومعايير التقرير الصحفي، عطفا على اللغة العربية، التي تفتقدها مواقع كثيرة وحتى وكالات أنباء عالمية" .
أشار أيضا إلى مقالات الرأي التي يذخر بها الموقع من كتاب لهم إسمهم وقيمتهم على الساحة الصحفية العربية، ما أضفى على الموقع صبغة صحفية، لا إخبارية فقط.
وبين انه بالرغم من التصميم الجذاب للموقع الحالي، "إلا أنه يقوم على التصميم الرأسي، كمعظم المواقع الإخبارية، واتمنى أن أرى تصميما أفقيا للأخبار حتى يمنح القارئ فرصة أكبر للإطلاع على الأخبار المنشورة والتي قد تفوته متابعتها في الشكل الرأسي للموقع".
لحوارات خاصة مع صناع القرار
حافظ الراوي، رئيس تحرير وكالة (نينا) الاخبارية العراقية، أكد انبهاره بتغطية إيلاف للساحة العراقية معتبرا انها تتسم بالموضوعية والمهنية والسرعة "والاهم من ذلك في تقديري هو تعزيز التقارير الصحفية بمعلومات ارشيفية تعطي للقارىء والمتابع صورة كاملة عن ما يجري في الساحة".
وعبر عن الامل في أن يكون لإيلاف تواجد على ساحات سياسية عربية ودولية مهمة ومؤثرة في حياة الناس وان يكون الاهتمام بالنوع وليس الكم في نشر الاخبار والتقارير مع الاهمية القصوى لاجراء الحوارات والمقابلات الخاصة بالصحيفة مع صناع القرار والمؤثرين فيه.
اختراق اجتاح الآفاق الالكترونية
رأى الاعلامي والباحث السوداني معتصم الحارث الضوّي أن انطلاقة إيلاف قبل عشرين عاما شكلت اختراقا جديدا للصحافة العربية؛ "نقلتها من خانة الصحافة الورقية لتجتاح الآفاق الإلكترونية وتصل القارئ أينما كان، وكانت الفكرة مدهشة ومعاصرة، إذ استشعر مؤسسو الصحيفة الحاجة لتجاوز الصيغة التقليدية، ولمواكبة التطورات التقنية والتحريرية التي شهدها العالم في مطلع الألفية الجديدة، وكانت النتيجة تواصلا أكثر عمقا، وتفاعلا استفاد منه القارئ والصحيفة على حد سواء".
اضاف: "بعد عشرين عاما من المثابرة الإلكترونية، ما زالت إيلاف طازجة المحتوى، وذات إيقاع يروق للقارئ"، مستدركا بالقول: "أما التحدي الماثل أمام الصحيفة حاليا ومستقبليا فهو الحرص على التطوير المستمر واستنباط صيغ جديدة تُمكّنها من تطوير محتواها بما يرقى لتطلعات القارئ ويخاطب ذكائه واحتياجاته الفكرية".
تطلع لتحقيقات استقصائية
الكاتب والروائي العراقي عبد الله صخي اعتبر أن انطلاقة "إيلاف" الالكترونية شكلت ريادة في الصحافة العربية اذ كان ذلك مفاجأة للقارئ من المبادرين لتطبيق تلك الفكرة اللافتة في وقت كانت ما زالت فيه شبكة الانترنت في بداياتها الملهمة.
وقال: "لقد أدرك أولئك المسؤولون عن المشروع أهمية استغلال الثورة التكنولوجية العالمية، التي أخذت تخطو خطوات سريعة مثمرة، فانهمكوا بدورهم في صناعة مؤسسة صحافية توازي التحرك النشيط عبر الفضاء الأزرق".
وزاد: "منذ بدايتها كانت إيلاف مصدرا جادا يتسم بالمهنية ويوما بعد يوم أخذت تتابع التطورات الميدانية في الكثير من الحقول التي تهم القارئ العربي، وأنتجت أقساما تعنى بالحدث مباشرة إضافة إلى التغطيات في المناطق الساخنة كالعراق وسوريا. قسمها الثقافي متميز حقا.
واكد صخي قائلا: "أطمح إلى أن تهتم إيلاف بالتحقيقات الاستقصائية عن الظواهر الإشكالية التي لا تسمح بها التابوات والممنوعات كالدين والجنس".
توسعوا في متابعة الملف الايراني
بيّن رمضان الساعدي، الاعلامي الاحوازي المحرر في موقع "ايران انترنشال" من لندن، انه منذ وصوله إلى العاصمة البريطانية في عام 2006 كانت إيلاف مرجعه الرئيسي في متابعة الأخبار حيث جعلته حياديتها من مصادرة الرئيسية في الخبر والمعلومة بما يتعلق بالشأن العربي، "خصوصا العراقي نظرا إلى الحاجة للاطلاع على اوضاع العراق بشكل يومي بعد احتلاله وإلى هذا اليوم".
وفيما اشار إلى أن إيلاف تنفرد باخبار منوعة جميلة لا تجدها في المواقع الأخرى فقد قال ايضا أن لديه ملاحظتين "الأولى هو الشكل حيث أرى بانها صارت مزدحمة كثيرا في آخر حلتها والثانية هي عدم تغطية الأخبار الإيرانية بشكل موسع ومستمر ويومي وهو الملف الأكثر أهمية في الشرق الأوسط حاليا بسبب تدخلات طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وتحريضها على الصراع الطائفي وهو ما يتطلب فضحه ومتابعته".
افسحوا المجال للرأي الآخر
رأى همدان الهمداني، المحلل اليمني رئيس منظمة "معًا من اجل يمن أفضل"، أن إيلاف فرضت قوتها على الساحة العربية بفضل اشتمال اقسامها الصحافية على جميع القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والصحية والرياضية والعلمية، إضافة إلى احتضان الآراء المختلفة ما مكنها لتكون أكبر مجلة أو جريدة إلكترونية عربية والأقدم في هذا المجال لتقديم الأخبار الكترونيًا.
وأعتبر أن "قدرة مؤسس إيلاف الصحافي السعودي البريطاني عثمان العمير قد نجحت في تطوير إيلاف وجعلها واحدة من أهم الجرائد العربية في منطقة الشرق الاوسط بدخولها كثير من البيوت العربية داخل وخارج عالمنا العربي منذ بداية تأسيسها في مايو أيار 2001".
واعتبر ان من المهم بعد هذه المسيرة الحافلة منح مساحة أوسع للرأي الآخر وتقليل او أنهاء الدعايات في الموقع خصوصًا أن شبكات الانترنت في بعض الدول العربية بطيئة ما يسبب صعوبات للقراء في متابعة ما تنشره إيلاف؛ فبهذه الطريقة سيسهل دخولها إلى بيوت اكثر لتبقى مرجعا أساسيا للمعلومات الصادقة في مواجهة ألم العولمة والمعلومات المضللة.
مُلاحِقة انتهاكات حقوق الانسان
الاعلامي والمؤرخ العراقي سيف الدوري (بريطانيا) أشار إلى ان لا شك في أن إيلاف حققت قفزة مثيرة في مجال الاعلام الالكتروني من حيث سرعة متابعة الاخبار اليومية ونشر التحليلات السياسية ومتابعة التطورات الادبية والاهتمام بكل جديد من اصدارات الكتب.
وأعتبر أن إيلاف قد حافظت على ريادتها وحافظت على موقعها المتقدم بخطوات واسعة عن الكثير من المواقع الاخبارية الاخرى من حيث الموضوعية والحيادية وعدم محاباتها لاحد في مجال انتهاكات حقوق الانسان فتتناول بكل وضوح كل الانتهاكات التي ترتكب في هذا المجال سواء كانت من حكومات او افراد او مجاميع مسلحة متطرفة.
افضحوا الدول الراعية للارهاب
كميل البوشوكه، وهو إعلامي احوازي وباحث في القانون الدولي في بريطانيا، اشار إلى أن إيلاف فرضت نفسها على الساحة الاعلامية العربية والدولية من خلال تقاريرها التي تتصف بنوع من الحيادية والمهنية مقارنة بتقارير الاعلام الاخر.
ولاحظ أن إيلاف، وعلى العكس من اكثر اجهزة الاعلام العالمي، تنشر الاخبار والتقارير كما تبثها وكالات الانباء والصحف الغربية، فإنها تقوم بإجراء مقابلات من ارض الميدان مع الفاعلين فيه.. لكنه يرى أن إيلاف وبشكل عام غير ناشطة بالشكل المطلوب في التواصل المثابر والشامل على شبكات التواصل الاجتماعي مقارنه بوسائل اعلام أخرى.
وعبر بوشكة عن الامل في أن تقوم إيلاف بالتركيز علي التقارير المتعلقة بتهديدات الارهاب وزعزعته لاستقرار الدول والمكونات الاجتماعية في الشرق الاوسط والقاء ضوء اوسع على خطورة الدور المخرب للدول الراعية له والتي تمارس انتهاكات مروعة لحقوق الانسان.
صدقية ابعدت الكثيرين عن وسائل اعلامية مضللة
لاحظ الاعلامي والمحلل السياسي العراقي الدكتور عبد الرحمن جميل (بريطانيا) أن عددا كبيرا من القراء والمتابعين لشؤون بلادهم وشؤون العالم من خلال الاخبار والتقارير الذي يزخر بها الفضاء الأعلامي الإلكتروني الذي يمتاز بالتنافس يرون أن إيلاف تحتل فعلاً الموقع الذي تستحقه من حيث تنوع الأخبار والتقارير والصور المرفقة بها والأعتدال والرأي المتوازن والصدقية وأسلوب العرض المهني، ما يجعل منها واحدة من الصحف الرائدة والمنافس الحقيقي للعديد من مثيلاتها التي تفتقر إلى حد كبير إلى مميزات العمل الصحافي المهني والمقبول للقارئ الذي بدأ يفقد ثقته بمصداقية الاخبار وحيادها.
واضاف انه ومن خلال متابعاته المستمرة لإيلاف وخاصة في نقلها للخبر والصورة الحقيقية في أوانها مع تعليقات كتّاب ممارسين مهنيين يضيفون زوايا أخرى للمعلومة كي تكتمل صورتها للقارئ فانها بذلك قد اشاحت بمتابعة الكثيرين لوسائل إعلامية ذات عناوين كبيرة وأسماء مدهونة ومرهونة لا تضفي على الأحداث سوى اللهب وخيبة الأمل.
وقال جميل في الختام: "أذا ما واصلت إيلاف نهجها الأعلامي الراهن فأنها ستكون أول ما يفتتح بها القارئ يومه للبحث عن الحقيقة في كل مكان وستبقى في مقدمة مصادر الخبر الصحيح في الفضاء الأعلامي الألكتروني".
التعليقات