"إيلاف" من لندن : فيما دانت الرئاسة العراقية الثلاثاء القصف الاميركي وهجومات الحشد معتبرة انها خارجة عن القانون ولا تصبُّ في المصلحة العليا للبلد.. فقد نظمت هيئة الحشد الشعبي تشييعا رمزيا وسط بغداد لضحايا الغارة الاميركية على الحدود العراقية السورية بحضور قادتها ومسؤولين امنيين والعشرات من عناصر الحشد هاتفين : "الموت لاميركا..الموت لاسرائيل".

ونظم التشييع في منطقة الجادرية بالقرب من المنطقة الخضراء لاربعة من عناصر الحشد قتلوا فجر امس في قصف أميركي لمواقع مليشيا كتائب حزب الله وسيد الشهداء العراقية الموالية لايران في مدينة القائم بمحافظة الانبار الغربية على الحدود العراقية السورية.

وشارك في التشييع العشرات من عناصر الحشد بحضور رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ووزير الامن القومي قاسم الاعرجي ورئيس أركان الحشد عبد العزيز المحمداوي والأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري ورئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي وقيادات أمنية. وردد المشاركون في التشييع هتافات "الموت لأميركا .. الموت لإسرائيل" رافعين لافتات تؤكد التوجه للانتقام لضحايا الغارة الاميركية.

ويوم أمس وجهت طائرات اف 15 وأف 16 الاميركية ضربة جوية لمواقع تابعة تابعة الى اللواءين 14 و 46 في الحشد الشعبي على الحدود العراقية الغربية مع سوريا اسفرت عن مقتل اربعة من عناصر المسلحين بحسب قيادة الحشد . وقال البيت الابيض أن "الضربات الجوية استهدفت الميليشيات المدعومة من إيران وهي مبررة، وبأمر من الرئيس جو بايدن للحد من التصعيد".

الرئاسة العراقية تدين القصف الاميركي وهجومات المليشيات
ومن جهتها دانت الرئاسة العراقية الثلاثاء الهجوم الذي استهدف موقعاً على الحدود العراقية السورية وكذلك هجومات المليشيات العراقية الموالية لايران معتبرة انها خارجة عن القانون ولا تصبُّ في المصلحة العليا للبلد
وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية في تصريح صحافي تابعته "ايلاف" الثلاثاء إن التصعيد الحاصل مدانٌ، ويمثّل خرقاً للسيادة العراقية وللأمن الوطني ويقوّض الجهود الوطنية القائمة لتحقيق وتعزيز الأمن والاستقرار،.. مشيراً إلى أن العراق يجدد رفضه أن يكون ساحة للصراعات والمحاور، كون ذلك يتنافى مع المواثيق الدولية.

وأكّد الناطق أن الاستهداف الأخير وما سبقه من حوادث قصف على أربيل وفي مناطق أخرى مدانةٌ وخارجة عن القانون ولا تصبُّ في المصلحة العليا للبلد.. داعياً إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد وعدم الانجرار وراء أفعال لا تخدم أمن واستقرار العراق والمنطقة ككل.

وأشار الناطق إلى أن العراق يدعم بقوة، ومن خلال جهود دبلوماسية كبيرة تُبذل، مساراتِ الحوار والتواصل مع مختلف الأطراف من أجل ضمان أمنه واستقراره وكامل سيادته، وتخفيف التوترات والأزمات في المنطقة، ورفض الأعمال العدائية من أي طرف وبأيّ شكل من الأشكال.

ومن جهتها دعت الأمم المتحدة، اليوم الأطراف المعنية إلى ضبط النفس ومنع التصعيد وقال ستيفان ديوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مؤتمر صحافي "تابعنا التقارير حول الضربات الأميركية في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا والأمين العام لا يزال يشعر بالقلق من الأوضاع غير المستقرة في هذه الاراضي".

وأضاف أن غوتيريش "يدعو من جديد كل الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس ومنع الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد وتعرقل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التسوية". ويؤكد المسؤولون الاميركيون مسؤولية ميليشيات الحشد الموالية لإيران عن عشرات حوادث الاستهداف التي طالت مواقع تتمركز فيها قوات أميركية وأخرى للتحالف خلال الأشهر الماضية في مناطق مختلفة من العراق إلى جانب إقليم كردستان الشمالي.