ايلاف من لندن: عاد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى بغداد مساء الخميس مستصحبا معه 17 الف قطعة اثرية عراقية قديمة استعيدت من اميركا وهي تعود الى عام 2004 قبل الميلاد.

وصل الكاظمي والوفد الحكومي المرافق له الذي يضم 25 شخصية من الوزراء والمستشارين والاختصاصيين الى بغداد بعد اختتام زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية استمرت أربعة أيام حيث كان في الاستقبال عدد من الوزراء ورؤساء الهيئات وممثلي الفعاليات الاجتماعية.

ارساء قواعد الشراكة مع واشنطن

شدد الكاظمي على ان زيارته لواشنطن قد تكللت بإنجاز التنظيم وإرساء قواعد العلاقة والشراكة الدائمية مع الولايات المتحدة الأميركية، في مختلف المجالات وأهمها الأمن، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والثقافة، والطاقة ، والبيئة ، والاستثمار وبقية منافذ التعاون الثنائي البنّاء.

وأكد ما تم الاتفاق بشأنه بعدم تواجد أي قوات قتالية للولايات المتحدة في العراق بدءا 31 كانون الأول ديسمبر 2021.

أضاف الكاظمي في تصريح وزعه مكتبه الاعلامي أن العراق ماضٍ في سعيه من أجل توفير الفرص الكريمة لأبناء شعبنا، وإيجاد بدايات جديدة لكل ما يساهم في خدمة المواطنين. وثمن مواقف القوى القوى السياسية الوطنية العراقية؛ لمساندتها جهود الحكومة في المفاوضات مع الجانب الاميركي وتأييدها لما تم التوصل له من مخرجات في اشار الى الاتفاق على انسحاب جميع القوات الاميركية القتالية من العراق بنهاية العام الحالي.

عن استعادة هذه الكمية الضخمة من الاثار العراقية من الولايات المتحدة فقد عبر عن اعتزاز العراق حكومة وشعباً بما تحقّق لصالح حفظ الإرث الرافديني باستعادة 17 ألف قطعة أثرية، تم استلامها من الولايات المتحدة الأميركية وعادت مع الوفد العراقي الى بغداد على متن الطائرة نفسها.

اكد رئيس مجلس الوزراء ثقته بمساهمة الشعب العراقي في انتخابات العاشر من تشرين الأول أكتوبر2021 مبيناً أن مقاطعتها لن تخدم أحداً وقال "لدينا عملاً جدياً من أجل إجراء الانتخابات".

أضخم عملية استرداد

أعلن وزير الثقافة العراقي حسن ناظم اليوم ان وصول 17 ألف قطعة آثرية من الولايات المتحدة تعود لفترة سلالة آور الثالثة 2121- 2004 قبل الميلاد من العصر السومري يشكل أضخم عملية استرداد لاثار العراق المنهوبة.

وقال ناظم في مؤتمر صحافي في مطار بغداد الدولي إن "الآثار التي وصلت الى العراق اليوم هي من الرقم الطينية، استردها العراق وعادت لأرضها الأصلية".

وزير الثقافة العراقي يعلن الخميس 29 يوليو 2021 وصول الاف القطع الاثرية المنهوبة من اميركا

أضاف أن "الآثار المستردة جاءت بجهود حثيثة من وزارتي الخارجية والثقافة ممثلة بهيئة الآثار والتراث وجهد عظيم من السفارة العراقية في واشنطن".

وأكد أن "العراق سيواصل العمل لاسترداد الآثار التي سرقت ونهبت من الوطن .. منوها الى ان الآثار المستردة ستعرض في المتحف العراقي.

بدوره أكد رئيس هيئة الآثار والتراث ليث حسين أن "معظم القطع المسترجعة تعود لفترة سلالة آور الثالثة 2121- 2004 قبل الميلاد من العصر السومري الحديث.

حكاية ملحمة كلكامش

وكانت وزارة العدل الأميركية قد اعلنت أمس الاربعاء عن إعادة لوحة أثرية عمرها 3500 عام الى العراق هي واحدة من 17 الف قطعة أثرية نجح في استعادتها بعد ان أمر القضاء الأميركي شركة هوبي لوبي الاميركية للمتاجرالمختصة بالحرف اليدوية عام 2017 بأن تعيد إلى العراق آلاف القطع الأثرية التي تعود إلى حقبة بلاد ما بين النهرين والتي جرى نقلها إلى الولايات المتّحدة بشكل غير قانوني في كنوز أثرية تضمّ خصوصاً ألواحاً مسمارية أخرى وأختاماً قديمة.

واللوحة السومرية المستعادة تحكي ملحمة كلكامش وكانت موجودة بمتحف الكتاب المقدس في واشنطن وتقرر اعادتها الى العراق بعد أن تم التحقق من مصادرتها بعدما تبيّن انها "مُلكية ثقافية مسروقة" أُدخلت إلى سوق الفن الأميركي بطريقة احتيالية.

هذا اللّوح الأثري مصنوع من الطين ومكتوب عليه بالمسمارية جزء من "ملحمة غلغامش" التي تُعتبر أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية وتروي مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيه إلى الخلود.

تم الاستيلاء عل اللوحة الاثارية هذه من قبل وزارة العدل الأميركية في عام 2019 بعد عامين من افتتاح غرين للمتحف المخصص للتاريخ المسيحي القديم في وسط مدينة واشنطن.

وفقاً لوزارة العدل الاميركية اشترت هوبي لوبي الأثر اللوحي ذو المقاس 6 بوصات في 5 بوصات والمعروف باسم "لوحة حلم كلكامش" من دار مزاد بارز في عام 2014 مقابل 1.67 مليون دولار.

استعادة الارشيف العراقي

من جهتها، كشفت وزارة الثقافة العراقية الاربعاء عن مباحثات مع الولايات المتحدة الأميركية لاستعادة "الجزء الأكبر" من الارشيف العراقي.

وقال المتحدث باسم الوزارة احمد العلياوي أن "الجهد والتواصل مع الولايات المتحدة الأميركية، أثمر بعد نحو عام في تجميع القطع الموجودة في مزادات وجامعات أميركية من أجل إعادتها الى العراق".

أما بشأن الارشيف العراقي فقد أكد العلياوي أن "جزءاً منه تمت استعادته وهو محفوظ في مكان بمطار بغداد الدولي حالياً للاطمئنان عليه".

ولفت إلى أن "هنالك مباحثات مع الولايات المتحدة الأميركية لاستعادة الجزء الأكبر من الارشيف العراقي والذي هو موجود في جامعات ومراكز ووزارة الدفاع الأميركية".. منوهاً إلى "وجود الملايين من الوثائق في الارشيف العراقي".

يشار الى ان آلاف القطع الأثرية العراقية قد تعرضت الى النهب وفقدت أثرها بينها 16 ألف قطعة من متحف بغداد خلال اجتياح قوات دولية بقيادة الولايات المتحدة للبلاد وإسقاطها النظام السابق عام 2003.