ايلاف من لندن : فجرت مصافحة محافظ ذي قار العراقية الجنوبية أحمد الخفاجي لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي استقالات لعدد من مسؤوليها متهمينه بالمسؤولية عن قتل المتظاهرين.

فقد احتج مسؤولي المحافظة (375 كم جنوب بغداد) التي شهدت اعلى عدد من القتلى من المحتجين بعد العاصمة برصاص المليشيات والامن خلال تظاهرات الاحتجاج الشعبية التي بدأت في العاصمة وتسع محافظات وسطى وجنوبية أخرى في تشرين الاول اكتوبر عام 2019 حينما كان عبد المهدي رئيسا للحكومة العراقية وقائدا عاما للقوات المسلحة.
فقد اثارت حادثة مصافحة محافظ ذي قار الجنوبية لعبد المهدي حين التقاه في مدينة النجف امس خلال حضور مجلس عزاء اقيم ترحما على المرجع الشيعي آية الله السيد محمد سعيد الحكيم الذي توفي الجمعة الماضي استياء شعبيا في المحافظة.
وفور تداول شبكات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الاخيرة صورا للمحافظ الخفاجي وهو يصافح عبد المهدي والذي هو من ابناء قضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي قار نفسها ويتبادل معه الحديث والابتسامات فقد عبرت فعاليات سياسية وشعبية عن استيائها من فعلة المحافظ.

معاون المحافظ يستقيل
وعلى الفور وضع معاون محافظ ذي قار عباس جابر الخزاعي استقالته تحت ما قال انها "أيدي ذوي ضحايا المحافظة".
وكتب الخزاعي في تدوينة على حسابه في فيسبوك اطلعت عليها "ايلاف" قائلا "لعن الله قاتليكم بالايدي والالسن. أتبرأ امام الله ورسوله ودمائكم الزكية وامام الشرفاء من ابناء الوطن من كل من ساهم في قتلكم قولا وفعلا".

واضاف "اقسم بدم اخوتي الذين قتلوا على أيدي أشرار الخلق اني لم أشارك بتلك الحكومة طمعا بمال أو جاه ابداً، بل اشتركت من أجل أن اخدم ابناء مدينتي العظيمة وكي اثبت للجميع أن شباب ذي قار عامة وتشرين خاصة وثورتهم لم تأت عبثا ولم تكن طارئة بل ثورة مكتملة يمكن لأبنائها أن يقودوا البلد وأن يصنعوا المجد السياسي والاقتصادي كما صنعوا ببطولاتهم مجد الحرية".
واكد "بفضل الله لم نهادن ولم ننحني لظالم أو فاسد ابدا. تعاملنا على مدى ادارتنا بكل حزم وقوة مع الفاسدين".
وزاد الخزاعي بالقول "أضع استقالتي بين أيدي أهالي الشهداء وامهاتهم وأبنائهم والخيرين من أبناء ذي قار الأبطال الأحرار حرصا على الثبات على ذلك المبدأ الذي سار عليه أزهر وعلي وعمر وجميع شهداء الوطن الأبطال الذين قتلوا على ايدي المرتزقة بأوامر السفارات الغاشمة".

استقالة مستشار المحافظ
كما أعلن مستشار محافظ ذي قار لشؤون الشهداء والجرحى علي مهدي غجيل السهلاني استقالته ايضا احتجاجاً على مصافحة المحافظ الخفاجي لعبد المهدي.


وكتب السهلاني على حسابه بفيسبوك قائلا إنّ "الدماء الزكية التي قتلها عادل عبد المهدي (...) أشرف وأطهر من كل المسميات .. ولن نساوم على الدماء".
واضاف "دماء شهداءنا اشرف من حكومتكم .. اعلن استقالتي . من قتلهم عادل عبد المهدي أولادي وأصدقائي وأحرار الوطن".
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد عين في السادس من نيسان أبريل الماضي أحمد الخفاجي محافظا لذي قار باعتباره مرشحا لمتظاهريها وناقش معه مشكلات المحافظة ومقترحاته لحلها .
والخفاجي (50 عاما) هو من أبناء المحافظة طبيب اختصاص تكنولوجيا تقنيات القلب والاوعية في مركز القلب بادارة صحة المحافظة وخريج كلية الطب في جامعة البصرة ومن جامعة آرهوس في الدنمارك وله عدة مؤلفات.
يشار الى ان محافظة ذي قار قد شهدت خلال الاضطرابات التي رافقت تظاهرات الاحتجاج فيها والتي اندلعت في محافظات اخرى أيضا في تشرين الاول اكتوبر عام 2019 مقتل واصابة حوالي الفي قتيل وجريح من المتظاهرين في اعلى نسبة من الضحايا بعد العاصمة بغداد.
وكانت هذه الاحتجاجات الشعبية قد تفجرت مليونية ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة الضرورية وللمطالبة بفرص عمل .. اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق اسفرت عن مقتل 568 متظاهرا واصابة 21 الفا آخرين بحسب احصاءات رسمية وأرغمت رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي الذي استلم منصبه اثر انتخابات عام 2018 على تقديم استقالته في الاول من تشرين الثاني نوفمبر عام 2019 واختيار الكاظمي بديلا عنه.