إيلاف من لندن: أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن وفاة الرئيس الأسبق أبو الحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية في إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية، عن عمر ناهز 88 عاما في منفاه بفرنسا، حيث يقيم منذ فترةٍ طويلة.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، اليوم السبت، إن "بني صدر توفي السبت في مستشفى سالبتريير" في باريس بعد معاناة "طويلة" مع المرض. وكان بني صدر يخضع لعلاجٍ دوري في أحد مستشفيات فرساي قرب باريس منذ مايو/أيار 1984، بعدما أقام في مدينتي أوفير-سور-واز وكاشان القريبتين من العاصمة الفرنسية.

ولد أبو الحسن بني صدر في العام 1933 في باغشة بمدينة همدان في غرب إيران. وكان يبلغ من العمر 45 عاما عند اندلاع الثورة. وهو من القلائل الذين استقبلوا مؤسس النظام الراحل في حينها آية الله الخميني في مطار باريس قبل أشهرٍ قليلة من الثورة ضد نظام الشاه محمد رضا بهلوي.

ممثل الطلاب

وشغل أبو الحسن بني صدر منصب ممثل طلاب كلية حقوق جامعة طهران في مؤتمر الجبهة الوطنية الإيرانية عام 1963، ومنصب مسؤول منظمة طلاب الجبهة الوطنية الإيرانية في جامعة طهران.
وتولى مؤقتا منصب وزير الشؤون الخارجية من 12 توفمبر 1979 قبل توليه رئاسة الجمهورية الإيرانية في 4 فبراير- أبريل 1980، بعد انتخابه في يناير 1980، ليكون أول رئيس لإيران بعد الثورة التي أسقطت نظام الشاه محمد رضا بهلوي. أطاح به الخميني في العام 1981 وانتقل للعيش في باريس، حيث ظل دائماً معارضاً للحكومة الدينية الحاكمة في إيران.

واختلف أبو الحسن بني الصدر مع الخميني بعد أن اتهامه بضعف الأداء في قيادة القوات الإيرانية في الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت عام 1980، وتم عزله من منصبه في 10 يونيو/حزيران 1981 بسبب معارضته لاستمرار الحرب بين إيران والعراق.


(الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر في أيام شبابه)


الاتهام

اتُهم أبو الحسن بني الصدر بالتقصير في 21 يونيو 1981 من قبل رئيس المجلس (البرلمان الإيراني) بدعوى أنه يتحرك ضد رجال الدين في السلطة، وعلى وجه التحديد ضد محمد بهشتي رئيس السلطة القضائية في ذلك الوقت. ويبدو أن الامام الخميني هو الذي حرّض على إقالته التي وقعها في اليوم التالي 22 يونيو 1981. وحتى قبل أن يوقّع الامام الخميني على وثائق اتهامه، استولت الباسدران على المباني السياسية والحدائق وسجنت الكتـّاب الذين يعملون لحساب صحيفة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأبو الحسن بني صدر.
وفي الأيام التي تلت ذلك تم تنفيذ حكم الإعدام بعدد من أصحابه المقرّبين، ومنهم حسين نواب، رشيد صدر الحفاظي، ومنوشهر مسعودي.

دعم منتظري

وكان آية الله حسين علي المنتظري هو واحد من القلائل في الحكومة الذين دعموا أبو الحسن بني صدر، وكان المنتظري كان قد جُـرّد من سلطته في وقت لاحق وسُـجِن لسنوات.
وأفشى في وقت لاحق أن مجموعة من الحرّاس الذين عُـيـّــنوا في مهمة القبض على أبو الحسن بني صدر قيل لهم بأن القضاء عليه مفضّل على الحصول عليه لإلقائه في السجن.

بقي أبو الحسن بني صدر مختبئاً لمدة ستة أسابيع، وفي 10 يوليو 1981 قام بحلق شاربه وارتدى الزي الرسمي للقوات الجوية الإيرانية وركب على متن طائرة بوينغ 707 يقودها الطيـّار العقيد بهزاد موعضي، وسلكت الطائرة طريق قريب للحدود التركية قبل أن تنحرف في المجال الجوي التركي حيث أن الطائرات الإيرانية لا يمكن أن تطارد، ثم طار أبو الحسن بني الصدر من تركيا إلى كاتشان في فرنسا برفقة مسعود رجوي، زعيم سابق من مجاهدي خلق.

ولد أبو الحسن بني صدر في مقاطعة همدان في إيران، وكان والده نصر الله من رجال الدين النافذين في همدان والذي كانت تربطه صداقة مع الخميني. درس بني صدر الاقتصاد والحقوق الإسلامية في جامعة طهران، وكان ناشطا في مؤسسة الدراسات والبحوث الاجتماعية لمدة 4 سنين.

مناهضة الشاه

شارك بني صدر في مناهضة الشاه في الحركات الطلابية في أوائل سنة 1960، وسجن مرتين، وأصيب خلال انتفاضة عام 1963، ثم فر إلى فرنسا وانضم إلى مجموعة المقاومة الإيرانية بقيادة الخميني.

وعاد إلى إيران مع الخميني في أيام الثورة التي بدأت في فبراير 1979، وكان نائب وزير الاقتصاد والمالية والقائم بأعمال وزير الخارجية لفترة قصيرة خلال عام 1979، ووزيراً للمالية من 1979 إلى 1980، درس المالية والاقتصاد في فرنسا (بكالوريوس وماجستير في إدارة الأعمال).