إيلاف من لندن: في أول موقف رسمي للسلطات العراقية من تظاهرات انصار القوى الخاسرة للانتخابات التي رفعت صور سليماني والمهندس فقد دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى الابتعاد عن كل مايبث الفرقة بين المواطنين .
وخلال ترؤس الكاظمي وهو أيضا القائد العام للقوات المسلحة اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني فقد جرت مناقشة الأوضاع الأمنية في البلاد، والإجراءات المتخذة للحفاظ على أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة مؤكدا على أهمية أن تكون الهوية الوطنية هي السائدة "والابتعاد عن كل ما يبثّ الفرقة بين أبناء شعبنا الواحد".

وقال "إن الحكومة أدت دوراً كبيراً لإجراء الانتخابات، ونجحت الأجهزة الأمنية بتأمين المراكز الانتخابية والمرشحين والناخبين، مشيداً بدور الأجهزة الأمنية بصنوفها كافة، حيث جرت الانتخابات وللمرة الاولى من دون حظر للتجوال، ومن دون مفخخات أو اغتيالات وأعمال إرهابية.
وأكد المجلس الوزاري للامن الوطني خلال الاجتماع أن التظاهر السلمي حق دستوري، ومن واجب قواتنا الأمنية تأمين حق التعبير عن الرأي، على أن لا يتضمن التجاوز على القانون والنظام أو التضييق على المواطنين، وقطع الطرق وتعطيل الحياة العامة أو الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، أو الإساءة إلى هيبة الدولة.

وشدّد المجلس على أن الاعتراض على نتائج الانتخابات يجب أن يكون ضمن الإجراءات القانونية المعمول بها، وهو المسار القانوني الطبيعي والسليم. ودعا الاجتماع المواطنين المتظاهرين إلى التعاون مع القوات الأمنية؛ من أجل القيام بمهامها في حفظ الأمن، وأكد توجيهات القائد العام للقوات المسلحة للقوات الأمنية بأهمية التحلي بالانضباط العالي، والحفاظ على سير الحياة العامة.

كما أكد على التزام الحكومة العراقية بحماية بعثة الأمم المتحدة في العراق، والبعثات الدبلوماسية الأخرى العاملة في البلاد من أي تهديد ودعمها للقيام بمهامها، في نطاق التزام العراق بالقوانين والأعراف الدولية، مجدداً موقف العراق الثابت في رفضه أن يكون منطلقاً للاعتداء على أي دولة أخرى.
وعبر المجلس عن تقديره "لكل المراقبين المحليين والدوليين الذين ساهموا بمراقبة عملية الاقتراع بدعوة من الحكومة العراقية، وثمّن الدور الإيجابي الذي لعبته المنظمات الإقليمية والدولية ولاسيما جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وبعثة الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن بعثة الأمم المتحدة في العراق في تقديم الدعم والإسناد، وتنسيق عمل المراقبين الدوليين".

المتظاهرون يرفعون صور سليماني والمهندس

ومن جهتهم رفع متظاهرو الاحتجاجات صور قاسم سلسماني والمهندس على احدى البنايات القريبة من اعتصامهم بالرغم من دعوة قادة القوى الخاسرة للانتخابات الى التهدئة والحرص على سلمية التظاهرات.
فقد رفع المتظاهرون المحتجون على نتائج الانتخابات بالقرب من المنطقة الخضراء وسط العاصمة صورة لنائب رئيس الحشد الشعبي ابو مهندي المهندس وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني اللذين اغتالتهما طائرة مسيرة اميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020 على بناية قريبة من الخضراء اطلقوا عليها جبل عماد كما قالت وسائل اعلام عراقية.


المحتجون على نتائج الانتخابات يرفعون صور المهندس وسليماني قرب موقع اعتصامهم حول المنطقة الخضراء في بغداد اليوم الاربعاء (وكالة صابرين للمليشيات)

ومن جهته طالب رئيس تحالف الفتح هادي العامري الى التهدئة وعدم قطع الطرق او حرق الاطارات.
وقال العامري الذي حصل تحالفه على 15 مقعدا في الامنتخابات الاخيرة التي جرت في العاشر من الشهر الحالي بعد ان كان له 48 في برلمان 2018 في بيان مقتضب تابعته "ايلاف" انه "مما لا شك فيه أن المطالبة بالحقوق بالطرق السلمية والحضارية و وفق الإجراءات الأصولية حق كفله الدستور لذا اتقدم بالتقدير لكل الاخوة المتظاهرين لحرصهم على سلمية المظاهرات ولتعاملهم العالي مع الاجهزة الامنية حماة الوطن وأملي بهم الاستمرار بهذا النهج السلمي وإنهاء ظاهرة حرق الإطارات و قطع الطرق بالسرعة اللازمة، فهذه الأمور يجب مراعاتها بكل دقة وانتم أهل لذلك".
وشدد على المفوضية العليا للانتخابات بضرورة النظر بجدية بكافة الطعون المقدمة لها من اجل طمئنة الجميع وإثبات حياديتها الكاملة".
ومن جانبه أشاد الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي بما قال انها "سلمية وإنضباط المتظاهرين والمعتصمين ضد تزوير نتائج الانتخابات".
وقال الخزعلي في بيان اطلعت عليه "ايلاف" الشكر الجزيل والثناء الجميل "إلى الأحبة المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة عبر التظاهر الحضاريّ المنضبط، الذي عكس الصورةَ الحقيقيةَ للمواطن العراقيّ الأصيل المحافظ على المصالح العامة والخاصة، والذي يحترمُ هيبة الدولة والقوات الأمنية الشجاعة".
وأضاف "كما أُقدّم شكري وامتناني لقواتنا الأمنية البطلة الملتزمة بأعلى معايير حُبّ الوطن وخدمة المواطن، والتي تجلّت بخدمتهم وتعاونهم وحفاظهم على أمن وسلامة إخوتهم المتظاهرين". واكد "على الجميع الاستمرارَ في رسم هذه اللوحة الرائعة التي جسّدت الواقع الفعليّ لأبناء العراق الشرفاء وعدم السماح للمندسّين والمخرّبين بتشويهها أبداً".

1400 شكوى وفتح جسر مغلق
واليوم اعلنت المفوضية العليا للانتخابات انها تسلمت اكثر من 1400 طعن بنتائج الانتخابات مشيرة الى انتهاء عملية تطابق البصمات.. واكد رئيس مجلس المفوضين القاضي جليل خلف في مؤتمر صحافي ان مرحلة الشكاوى والطعون لاتقل اهمية عن اعلان النتائج الاولية للانتخابات "، مبينا ان " المفوضية ستدقق جميع الطعون بكل شفافية وحيادية .
ومن جهتها اعادت القوات الامنية وعناصر فوج الحماية الرئاسي فتح جسر الطابقين قرب المنطقة الخضراء في بغداد امام حركة العجلات بعد اغلاقه امس ما تسبب بزخم مروري شديد واختناقات حادة رافقها تشكل طوابير من المركبات في الشوارع الرئيسـة وسط العاصمة التي تشهد اغلاقا تاما للخضراء لليوم الثالث على التوالي .