إيلاف من لندن: رفضت المليشيات العراقية المسلّحة الموالية لإيران الجمعة دعوة الصدر لحلّها وتسليم أسلحتها مشترطة أن يقوم هو أولًا بحل فصيله المسلّح معتبرة أنّ سلاحها هو ذخر للمذهب الشيعي ولا سلطة للسياسة عليه حتى يظهر الإمام المهدي.
وأشارت المليشيات في تغريدات لقادتها ومناصريها على تويتر خلال الساعات الأخيرة وتابعتها "إيلاف" إلى أنّها لم تخسر الانتخابات المبكرة الأخيرة لكنها كانت ضحية تزوير شابها محذّرة من أنّ التغافل عن ذلك لا يضمن استمرار العملية الديمقراطية في العراق.
وجاء ذلك ردًّا على دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات أمس للقوى الخاسرة فيها إلى حلّ الفصائل المسلّحة الموالية لإيران وتسليم أسلحتها وقطع علاقاتها الخارجية إذا أرادت المشاركة في الحكومة الجديدة وشدّد على ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة وتصفية الحشد الشعبي من الفاسدين. وقال في مؤتمر صحافي مخاطبًا القوى الخاسرة قائلًا "رسالتي إلى القوى السياسية التي تعتبر نفسها خاسرة في الانتخابات التي شهد العالم بنزاهتها هي أنه لا ينبغي أن تكون خسارتكم مقدمة لإنهاء وخراب العملية الديمقراطية في العراق حاليًّا ومستقبلًا وأن تراجعوا أنفسكم لتعيدوا ثقة الشعب بكم مستقبلًا".. وحذّرهم بالقول أنّ "ما تقومون به حاليًّا سيزيد من نفور الشعب منكم".

كتائب حزب الله : تسليم الصدر لسلاحه أولًا

فقد طالبت "كتائب حزب الله" العراقية الصدر بتسليم أسلحة فصيله المسلّح سرايا السلام الجناح العسكري لليتار الصدري والذي أخضعه إلى سلطة الدولة في وقت سابق وإبعاد غير المنضبطين منهم قبل أن يدعو لحل الفصائل المسلّحة.


تغريدة القيادي الأمني لكتائب حزب الله العراقية أبو علي العسكري (تويتر)

وكتب المسؤول الأمني لكتائب حزب الله أبو علي العسكري في تغريدة على تويتر "نرحب بخطاب أو تسليم (حصر) السلاح بيد الدولة لما له من إسهام في تجنيب الناس شرور الإقتتال الداخلي ومن أجل ذلك ينبغي العمل أولًا على "أن تكون الجهة المطالبة أعلاه هي من تشرع أولًا في تسليم السلاح وإبعاد غير المنضبطين منهم" في إشارة إلى التيار الصدري وسرايا السلام. وأضاف أنّ بعد تنفيذ ذلك يُبدأ بـ (المليشيات) الأكثر عددًا وعدة وهذا يعني أنّ البيشمركة التي يقارب عددها الـ 160 ألف مقاتل مجهّزين بأحدث الأسلحة هي من يجب أن تُسلّم سلاحها إلى الدولة في الخطوة التالية". وأضاف أنّه "إذا تمّت هاتان الخطوتان فيمكن حينها أن ينجح مشروع حصر السلاح بيد الدولة "... مضيفًا أنّه "لاينبغي التغافل عن حقوق الملايين من العراقيين الذين سرقت أصواتهم في الانتخابات الأخيرة وبهذا الكم الكبير من التزوير وإلّا فلا ضمان للعملية الديمقراطية في العراق" بحسب قوله.

كتائب الإمام: لسنا خاسرون
من جهته ردّ الأمين العام لكتائب الإمام علي شبل الزيدي على الصدر مبيّنًا أنّ الكتل المعترضة على التزوير ليست خاسرة.
وقال الزيدي أنّ "الكتل المعترضة على التزوير ليست كتلاً خاسرة ولديها من الأدلّة والوقائع والشبهات والخروقات والتلاعب ما يكفي لإثبات عملية التزوير ولكنّها تعاملت بعقلانية وحكمة وصبر واستخدمت الطرق القانونية والشرعية من تظاهر واحتجاج واعتصام سلمي ومن مخاطبة مفوضية الانتخابات بالطرق القانونية المعتمدة ".. مشددًا بالقول "سنمضي بالمطالبة بحقوقنا وحقوق جمهورنا وناخبينا بكل ما أوتينا من قدرات وهذا ليس يُعيب".


تغريدة الأمين العام لكتائب الإمام علي شبل الزيدي (تويتر)

وأضاف الزيدي "إنّنا لم نعمل أو نحاول هدم العملية السياسية أو القفز عليها بل إعادتها إلى جادة الصواب ولو كان الأمر عكسياً وحصل التلاعب من جهات أخرى لكان الوضع مختلفاً جداً". في إشارة إلى احتجاجات الصدريين سابقًا على قرارات لم ترق لهم. وشدّد بالقول "نحن بناة دولة وطلاب حق وما ضاع حق وراءه مطالب ولن يفت عزمنا تكالب القوى المضادة ولا بياناتها ولا مباركتها بشرعية النصب والاحتيال الانتخابية" في اشارة الى دعم مجلس الامن الدولي للانتخابات العراقية ونتائجها.

سلاح المقاومة ذخر للمذهب

أمّا "المحلّل السياسي" المناصر للمليشيات وفصائلها عباس العرداوي فقد اعتبر أنّ ما وصفه بسلاح المقاومة هو "ذخر المذهب" في إشارة إلى الشيعي مؤكّدًا أنّه لاسلطة للسياسة عليه.
وكتب العرداوي على تويتر أنّ "سلاح المقاومة الإسلامية الشيعية هو ذخر المذهب ودرع المستضعفين وسلاح الغيارى المدافعين عن حرم رسول الله (ص وآله)". وأشار إلى أنّ هذا السلاح هو أيضًا "عدة المنتظرين للدولة العدل الإلهي وقائدها المفدى أرواحنا وأرواح العالمين لمطلعه الفداء" في إشارة إلى الإمام الثاني عشر لدى الشيعة المهدي المنتظر خروجته من غيبته.


تغريدة المحلل السياسي المناصر للفصائل المسلحة عباس العرداوي (تويتر)

وشدّد العرداوي قائلًا "لا سلطة سياسية عليه (السلاح) ولا قدرة لأحد على نزعه حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا".
يُشار إلى أنّ الفصائل المسلّحة الموالية لإيران تنضوي تحت مظلّة "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" ومنها كتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق وكتائب سيد الشهداء وحركة النجباء.. وهي فصائل مرتبطة بتحالف الفتح بزعامة هادي العامري والذي يعتبر المظلة السياسية لها والذي مني بخسارة مدوية في الانتخابات الأخيرة ولم يحصل إلّا على 16 مقعدًا في البرلمان الجديد بعد أن كان له في السابق 38 مقعدًا ما دفع بأنصاره إلى تنظيم اعتصامات أمام بوابات المنطقة الخضراء وسط العاصمة رفضًا لنتائج الإنتخابات فيما نفّذت الفصائل المسلّحة في السابع من الشهر الحالي محاولة لاغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بمهاجمة منزله بثلاث طائرات مسيّرة مفخّخة ما أثار غضبًا داخليًا ودوليًا واسعًا.