إيلاف من لندن: كشف وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان عن أنّ بلاده ستشارك في جولة حوار جديدة مع السعودية في بغداد قريباً بفضل مساعي الكاظمي الهادفة لإعادة العلاقات بين البلدين فيما أكّد الرئيس رئيسي رفض بلاده لزعزعة أمن العراق.
وكتب عبداللهيان على حسابه الشخصي في موقع إنستغرام اليوم قائلاً أنّ الجهود الحميدة التي تبذلها الحكومة العراقية تسعى لإزالة سوء التفاهم وعودة العلاقات بين إيران والسعودية إلى وضعها الطبيعي.. منوّهًا إلى أنه بفضل مساعي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ووزير خارجيته فؤاد حسين "نشارك في الجولة المقبلة للمفاوضات مع السعودية في بغداد".
وأعتبر إنّ العلاقات بين إيران والعراق مترابطة وفاعلة ومتجذّرة كما أنّ عدد السائحين بين البلدين تجاوز 4 ملايين شخص سنوياً وهو إحصاء فريد، وبشكل إجمالي يرتبط البلدان بعلاقات طيبة واستراتيجية في جميع المجالات. وأشار إلى أنّ وزير الطرق وبناء المدن الإيراني سيزور بغداد الأسبوع المقبل "وعازمون على تنفيذ المشروع السككي بين شلمجه والبصرة بأسرع وقت ممكن وهو ما يساهم في تنمية الزيارات وتبادل السلع والترانزيت بين إيران والعراق". ولفت إلى إجراء محادثات مع العراق حول إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين بشكل عام مؤكّدًا اتخاذ إيران خطوات تمهيدية حول هذا الموضوع.
وكان اللهيان قد أشار أمس خلال مؤتمر صحافي في طهران مع نظيره العراقي فؤاد حسين أنّ الحكومة العراقية تبذل جهودها لتسهيل الحوار مع السعودية والمساعدة في حل سوء التفاهم مع الرياض وإعادة العلاقات بين طهران والرياض إلى طبيعتها". وتابع "في الأسبوع الماضي تلقينا موافقة المملكة العربية السعودية على إصدار تأشيرات لثلاثة من دبلوماسيينا الذين من المقرّر أن يعملوا كدبلوماسيين مقيمين في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة".

ترحيب إيراني بـ"طرد" القوات الأميركية
وخلال مباحثات رسمية في طهران اليوم ترأّسها وزيري خارجية العراق فؤاد حسين وإيران حسين أمير عبد اللهيان فقد تم بحث مختلف القضايا ذات الإهتمام المشترك على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية ومنها أفغانستان والمفاوضات الحالية في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني ومكافحة الإرهاب وداعش في العراق وسوريا.
ورحّب اللهيان بقرار البرلمان والحكومة والشعب العراقي "لطرد القوات العسكرية الأميركية".. مؤكّدًا دعم إيران للمسارات الديمقراطية في العراق. وأشار إلى أنّ إيران عازمة على التطوير الشامل للعلاقات مع العراق على أصعدة الحكومة والقطاع الخاص والشعبي مؤكّدًا استعداد إيران للإلغاء العام لتاشيرات الدخول لرعايا البلدين كما نقل عنه الإعلام الإيراني.
وعبّر عبداللهيان عن أمله بأن يتم خلال زيارة وزير الطرق وإعمار المدن الإيراني إلى العراق الاتفاق النهائي على تمهيدات تنفيذ مشروع سكك الحديد "الشلامجة -البصرة".. منوّهًا إلى أنّ الكثير من الطاقات التجارية والاقتصادية للطرفين لم يتم استثمارها إلّا أنّه يمكن الارتقاء بالعلاقات بصورة ملحوظة في فترة قصيرة عبر تنفيذ المشاريع المتّفق عليها سابقًا وكذلك المزيد من ترابط اقتصاد البلدين.
ورحّب عبداللهيان بقرار البرلمان والحكومة والشعب العراقي "بطرد القوات العسكرية الأميركية".. معتبراً الجيش والحكومة والشعب العراقي بأنهم بلغوا مستوى من القدرات والإمكانيات والنضج بحيث يمتلكون القدرة على حفظ وصون سيادتهم وأمنهم تماماً.
وثمّن وزير الخارجية الإيراني مبادرة بغداد لاستضافة المحادثات بين إيران والسعودية وكذلك المساعي الحميدة من قبل العراق في نقل السفير الإيراني في اليمن حسن إيرلو إلى بلاده.
من جانبه أكّد وزير الخارجية العراقي استعداد العراق لتطوير العلاقات مع إيران خاصة في المجالات التجارية والاقتصادية.. وأشار إلى المشاريع المشتركة بين الجانبين معتبراً أنّ فرصة جيدة متوفرة اليوم أمام العلاقات لتشهد قفزة في مختلف أبعادها. وقدّم شرحاً لأحدث الأوضاع الأمنية في العراق وخروج القوات الأميركية من أراضيه.

رئيسي: زعزعة أمن العراق مرفوض
وعلى الصعيد نفسه فقد أكّد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي دعم بلاده لتشكيل برلمان وحكومة قويين ومقتدرين في العراق.
وأعرب رئيسي خلال استقباله وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مساء الخميس عن ارتياحه لإجراء الانتخابات البرلمانية في العراق في أجواء هادئة وآمنة وقال "يمكن أن تحدث الإحتجاجات ضد الانتخابات في أي نظام ديمقراطي وذي سيادة شعبية، ولكن من المهم أن تتم الاحتجاجات وكذلك البت فيها في إطار السياقات القانونية".


وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مجتمعاً في طهران مساء الخميس 23 كانون الأول/ ديسمبر 2021 مع الرئيس الإيراني رئيسي (الرئاسة الإيرانية)

وأضاف رئيسي "نحن نعتبر أي انعدام للأمن في العراق بمثابة انعدام للأمن في بلدنا".. وأضاف "إنّ زعزعة الأمن والإستقرار في العراق أمر مرفوض وأنّ السياسة المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي دعم الإستقرار في العراق واقتدار الحكومة".
وحول قرار انسحاب القوات الأميركية من العراق بنهاية الشهر الحالي قال رئيسي إنّ هذا النجاح هو "ثمرة لمقاومة الشعب والمسؤولين في العراق، لأنّ الأميركيين لم يسحبوا قواتهم من أي مكان دخلوا فيه إلّا في الحالات التي واجهوا فيها مقاومة شعبية".
وعبّر عن تقديره للحكومة العراقية لجهودها في إعادة السفير الإيراني من اليمن إلى بلاده.. منوّهًا إلى أنّ علاقات إيران والعراق مبنية على الصداقة والمشتركات الدينية والعقيدية والثقافية والتاريخية العميقة والواسعة وهي علاقات خاصة ومميزة في الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية، وأنّ الإرتقاء بمستوى هذه العلاقات يخدم مصالح البلدين والمنطقة.
بدوره أشاد وزير الخارجية العراقي خلال الاجتماع بدعم إيران القوي لاستقرار وأمن العراق معتبراً أنّ دعم طهران لسيادة العراق واستقراره السياسي يحظى على الدوام بتقدير الحكومة والشعب العراقين.
يشار إلى أنّ الوزير العراقي يقوم منذ أمس بزيارة رسمية إلى إيران على رأس وفد سياسي وأمني وعسكري يضم أيضا مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي.