إيلاف من لندن: صوبت قوى الاطار الشيعي العراقي الموالية لايران نيران غضبها الى الصدر لرفضه التحالف معها واتهمته باتباع سياسة الاستحواذ والانفراد بالسلطة والخطابات المضللة فيما حذرت مليشياتها من "فتنة سوداء" ستدمر البلاد.

وحذر الاطار التنسيقي للقوى الشيعية العراقية المؤيدة لايران في بيان عقب اجتماع قادته بمنزل رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في بغداد اليلة الماضية وتابعته "ايلاف" ان "الخطابات الانفعالية المتشنجة لا يمكن أن تكون حلا للمشاكل التي تعصف بالبلد ولا تقدم خدمة للمواطنين.

وحول الاتهامات التي وجهت الى قادة في الاطار دفعوا المحكمة الاتحادية العليا الى اجهاض قانون "الأمن الغذائي الطارىء والتنمية" اعدته الحكومة للتعويض مؤقتا عن تأخر اعداد موازنة البلاد لعام 2022 وتأمين متطلبات رعاية الفقراء وتقديم الخدمات ومنع ارتفاع الاسعار وتوفير فرص عمل والكهرباء اشارت قوى الإطار في بيانها الى ان موقفها كان "مع تخصيص مبالغ مالية كافية لتأمين الخزين الغذائي ومفردات البطاقة التموينية ودعم الفلاحين والحماية الاجتماعية وزيادة رواتب المتقاعدين وقروض الشباب" منوهة الى ان وزير المالية اقترح سابقا "ارسال مشروع قانون أمن غذائي طارىء بتخصيصات مقترحة بحدود 9،6 ترليون دينار (حوالي 7 مليارات دولار) إلا أننا فوجئنا بإرسال حكومة تصريف الاعمال مشروع قانون بتخصيصات بلغت 30 ترليون دينار (حوالي 20 مليار دولار) خاليا من التعيينات أو دعم الحماية الاجتماعية عكس ما يشاع الآن وهو بتقديرنا مشروع بديل عن قانون الموازنة لجأت إليه الحكومة لتفادي تنفيذ قرار المحكمة الاتحادية الخاص بنفط اقليم كردستان".

وبين الاطار انه "سجل اعتراضه على استخدام ظروف أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وعدم وجود خزين غذائي من القمح بأضافة تخصيصات وابواب صرف لا تمثل ضرورة ملحة إن لم تكن بابا من أبواب الفساد وسوء استخدام للوفرة المالية وتبديد ثروة الشعب" على حد قوله.
وهاجم الاطار ما قال انه تفشي الفساد "بشكل غير مسبوق هذا الفساد الذي تحاول جهات سياسية نافذة وداعمة لهذه الحكومة وتهيمن على مناصب ومواقع حساسة في الحكومة والوزارات والمحافظات تحاول التملص من المسؤولية وتتهم الآخرين جزافا" في اشارة الى التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.

وفي انتقاد لطروحات الصدر قال الاطار انه "ضمن موجة الخطابات المضللة فأن ما يثار من اتهامات للإطار بتعطيل تشكيل الحكومة يثير الاستغراب كونه يصدر من قوى تدعي بأنها الفائزة وتمثل الاغلبية لكن يبدو انها فشلت في مشروعها الاستحواذي وتحاول تضليل الرأي العام الذي يتابع المبادرات والمقترحات المستمرة من الإطار التنسيقي منذ بدء الازمة السياسية لإكمال الاستحقاقات الدستورية وفق قاعدة الحوار الوطني والحفاظ على حقوق المكون الاجتماعي الأكبر من خلال تشكيل الكتلة النيابية الاكثر عددا حسب الدستور" في اشارة الى المكون الشيعي ورفض التيار الصدري الشيعي التحالف مع قوى الاطار الشيعية الاخرى.

ودعا الاطار في ختام بيانه ملمحا الى الصدر "جميع القوى السياسية وخصوصا لمن يتهم غيره بالتعطيل الى تغليب المصلحة الوطنية والتخلي عن سياسة الاستحواذ والانفراد بالسلطة والتعامل بإيجابية ومسؤولية مع مبادرة كتلة النواب المستقلين لإنهاء الازمة السياسية وتشكيل حكومة جديدة تعالج أزمات البلد وتخفف معاناة المواطنين".
وكان الصدر انتقد امس القضاء العراقي متهماً إياه بمسايرة أفعال الثلث المعطل التي وصفها بالمشينة.. متوعداً هذا الثلث الذي يمثله الإطار.

المليشيات تُحذّر من "فتنة عمياء" تدمر العراق

وعلى الصعيد نفسه حذرت المليشيات العراقية الموالية لايران المنضوية تحت ما تسمى "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" من ما اسمته التشنج السياسي الذي يقود البلد إلى فتنة عمياء لن يسلم منها أحد" على حد قولها.

وأضافت الهيئة في بيان تابعته "ايلاف" إنه "في الوقت الذي يمر به العراق بل والعالم أجمع بمراحل خطيرة تنذر بعواقب وخيمة لا يعلم بحقيقتها إلا الله فمن حرب عالمية تلوح في الأفق إلى خطر الجفاف الذي بانت آثاره وغيرها كثير نرى وبوضوح حجم الاختلاف السياسي الحاصل في البلاد".
واشارت الى أن "هذا الاختلاف أخذ يتصاعد على عكس ما كنا نأمله من الفواعل السياسية المتصدية للعملية السياسية، فلا اتفاقات، ولا تنازلات، بين الأطراف السياسية، بل هناك تشبث في المواقف".

الصدر مؤكدا في كلمة متلفزة امس الاثنين رفضه التحالف مع قوى الاطار التنسيقي الشيعية الموالية لايران (تويتر)

وعبّرت عن "الخشية من ان "هذا الأمر سينعكس على المجتمع العراقي بسبب التشدد غير المعهود، ما يستوجب الاحتكام إلى المنطق والعقل والمرونة في طرح الأفكار والمبادرات للخروج من الأزمة".
وطالبت الهيئة جميع الفرقاء السياسيين بالاحتكام إلى "لغة العقل والقانون والالتزام به وتغليب المصلحة العامة على المصالح الأخرى وإبداء المرونة في التعاطي مع المشكلات السياسية وعدم الانجرار إلى التشنج الذي قد يهلك الحرث والنسل ويقود البلد إلى فتنة عمياء لن يسلم منها أحد وعندها لن ينفع النادمين ندمهم".

يشار الى ان تنسيقية المليشيات تضم فصائل شيعية مسلحة بعضها مرتبط بإيران منها "كتائب حزب الله العراقي" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء" و"حركة النجباء"، وتبنت سابقا هجمات ضد أهداف عسكرية ضد بعثات دبلوماسية ومعسكرات في البلاد.

وكان الصدر الفائز في الانتخابات العراقية قد حذر الاطار الشيعي امس من غضبة شعبية لتعطيله تشكيل الحكومة مشددا بالقول "كلا والف كلا لن نتحالف معكم ونعيد العراق لمربع المحاصصة".
وفي كلمة متلفزة قصيرة تابعتها "ايلاف" هاجم الصدر قوى الاطار الشيعي قائلا "ان السلطة أعمت الثلث المُعطل عن معاناة الشعب".. منوها بالقول "لقد صار ساسة العراق مثلاً للفساد والرذيلة إلا ثلة قليلة".. متسائلا "أي عذر يرتجي الثلث المعطل أمام الخالق والخلق" واصفا هذا الثلث بالمشين.

واضاف "لم استغرب قيد انملة من الثلث المعطل وتعطيله لتشكيل الحكومة حيث ان المنتمين له لا وجود لهم بلا سلطة وقد وصلت الوقاحة الى درجة تعطيلهم القوانين التي تنفع الشعب فلا حكومة اغلبية جديدة قد تنفع الشعب، ولا حكومة حالية تستطيع خدمة الشعب ونفعه" في اشارة الى معارضة قادة الاطار الشيعي لقانون للامن الغذائي قدمته الحكومة الى البرلمان للتصويت عليه من اجل رعاية الفقراء وخفض البطالة وتوفير الغذاء والخدمات والكهرباء والحد من ارتفاع الأسعار العالمية ودفعوا المحكمة الاتحادية الى الغائه وهو امر رفضه الكاظمي واكد غضبه من ذلك.

يشار الى ان قوى الاطار الشيعي قد قامت بمقاطعة جلسات البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية وترشيح رئيس الحكومة الجديدة من خلال استخدام ما سمي بـ"الثلث المعطل" لافشال تحقيق النصاب القانوني المطلوب لذلك والبالغ 220 نائبا من مجموع عدد النواب البالغ 329 عضوا.