إيلاف من لندن: مع إعلان ليز تراس استقالتها الخميس من رئاسة الحكومة البريطانية وزعامة حزب المحافظين، بدأت الترشيحات تتسرب لخلافتها في انتخابات تجري يوم الجمعة المقبل.

وتراس هي أول رئيس وزراء يستقيل في عهد الملك تشارلز الثالث، وكانت آخر من عينته الملكة الراحلة قبل يومين من وفاتها في 8 سبتمبر الماضي.

ويتعين على رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها، التي أمضت 44 يوما في 10 داونينغ ستريت، مقابلة الملك تشارلز لتقديم استقالتها.

دعوة لانتخابات

وفي أول ردة فعل على استقالة تراس، سارع زعيم حزب العمال المعارض السير كير ستارمر إلى الدعوة لانتخابات برلمانية عامة، بدلاً من انتظار عام 2024، وهو موعد الاستحقاق الانتخابي.

وفي انتظار يوم الجمعة 28 أكتوبر لانتخاب زعيم لحزب المحافظين ورئيس للوزراء، وردت تقارير عن نية عدد من نواب حزب المحافظين في مجلس العموم ترشيح أنفسهم، بينهم وزراء في الحكومة الحالية مثل وزير مجلس الوزراء ناظم زهاوي ووزير الداخلية غرانت شابس ووزير الخزانة جيريمي هنت.

جونسون

بين المرشحين لخوض معركة قيادة كحزب المحافظين ظهر اسم بوريس جونسون، رئيس الوزراء السابق الذي يقضي حاليا اجازة في الدومينيكان، وكان قد أثار التكهنات بشأن عودته المستقبلية في خطاب الوداع الذي ألقاه كرئيس للوزراء، على الرغم من وعده بـ "الدعم الأكثر حماسة" لخليفته تراس.

وكان جونسون قارن نفسه برجل الدولة الروماني سينسيناتوس، الذي حارب الغزو قبل أن يعود إلى مزرعته. ووفقًا للتقاليد، عاد سينسيناتوس لاحقًا ليخدم فترة ولاية ثانية. ويقال إن بعض نواب حزب المحافظين يقترحون علنا أن يطلب الحزب من جونسون العودة إلى داونينغ ستريت، على الرغم من إطاحته قبل ثلاثة أشهر فقط.

وكانت وزيرة الثقافة السابقة وحليفة رئيس الوزراء السابق، نادين دوريس ، واحدة من أولئك الذين يطالبون علانية بعودة جونسون، وكتبت على مواقع التواصل الاجتماعي: "لا يوجد مرشح وحدة حزب. لا أحد يحظى بالدعم الكافي، لكن نائبا واحدا فقط لديه تفويض من أعضاء الحزب ومن الجمهور البريطاني - تفويض بأغلبية 80 مقعدًا. إنه بوريس جونسون".

سوناك

من بين من سيخوضون المعركة وزير الخزانة الأسبق ريشي سوناك الذي حل ثانياً بعد تراس في السباق إلى قيادة حزب المحافظين، واعتبرته المراهنات المرشح الأفضل لخلافتها.

وهناك بيني موردونت التي كانت قد احتلت المركز الثالث في سباق زعامة حزب المحافظين في الصيف الماضي، قبل أن تدعم تراس التي عينتها زعيمة لمجموعة حزب المحافظين في مجلس العموم.

وكان تم إرسال مورداونت إلى مجلس العموم نيابة عن تراس للإجابة عن سؤال عاجل بشأن إقالة وزير الخزانة السابق كواسي كوارتنغ الاثنين.

بن ولاس

ومن المرشحين أيضاً وزير الدفاع بن والاس الذي يحظى باحترام كبير للدور الذي لعبه في دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا.

ظل ولاس محايدًا في السباق إلى قيادة حزب المحافظين قبل أن يدعم تراس في النهاية.

وهناك شكوك حول ما إذا كان يريد أن يكون زعيما لحزب المحافظين، بعد أن استبعد نفسه من السباق في الصيف على الرغم من اعتباره المرشح الأوفر حظًا بعد "دراسة ومناقشة متأنية مع الزملاء والعائلة".

وحدة الحزب

قال وزير الدفاع لصحيفة التايمز الثلاثاء الماضي إنه يريد البقاء في منصبه وسط تكهنات بأنه قد يكون مرشحًا لوحدة حزب المحافظين ليصبح رئيسًا للوزراء.

وكان والاس قد وبّخ زملاءه المحافظين على "ألعاب الصالون السياسي" التي يمارسونها، قائلاً للصحيفة: "الجمهور يريد الاستقرار والأمن، وإذا فشلت الحكومة في تحقيق ذلك، فسوف يرسلوننا إلى المعارضة".

وعندما سئل عما إذا كان يريد مفاتيح 10 داونينغ ستريت، قال: "أريد أن أكون وزيرا للدفاع حتى النهاية، أحب الوظيفة التي أقوم بها ولدينا المزيد للقيام به. أريد أن يكون رئيس الوزراء هو رئيس الوزراء. والوزير هو الوزير، وأنا أريد القيام بهذا العمل".

برافرمان

من المرشحين للمنافسة سويلا برافرمان، وزيرة الداخلية التي استقالت فجاة الأربعاء، وكانت أول من أعلنت أنها سترشح نفسها لتكون زعيمة حزب المحافظين التالية في الصيف، وتمت الأشادة بها كرئيس صوري لليمين في الحزب بسبب آرائها المتشددة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكانت ألقت قبعتها في الحلبة لقيادة حزب المحافظين حتى قبل استقالة بوريس جونسون رسميًا.

وقالت لشبكة ITV في ذلك الوقت: "أحب هذا البلد. أتى والداي إلى هنا بدون أي شيء على الإطلاق، وكانت بريطانيا هي التي منحتهم الأمل والأمان والفرصة ومنحتني فرصًا رائعة في التعليم وحياتي المهنية". اضافت: "أنا مدينة بالامتنان لهذا البلد، وسيكون العمل كرئيس للوزراء أكبر شرف لي، لذا سأحاول".

بعد استقالتها المفاجئة لمشاركتها معلومات آمنة عبر بريد إلكتروني خاص الأربعاء، انتقدت برافرمان رئاسة تراس "المضطربة" واتهمت الحكومة "بخرق التعهدات الرئيسية"، بما في ذلك سياسة الهجرة.

وكانت برافرمان، وهي مدعية عامة سابقة، وزيرة للداخلية في 6 سبتمبر عندما أتت بها تراس لتحل محل بريتي باتيل. وكانت فترة ولايتها وزيرةً للداخلية مثيرة للجدل، بعد أن اتهمت منتقدي حزب المحافظين الذين نجحوا في إجبار تراس على تحويل خطط لإلغاء أعلى معدل لضريبة الدخل بـ "الانقلاب".

جيريمي هانت

ينظر الآن على نطاق واسع إلى وزير الخزانة الجديد الذي تم تعيينه محل كواسي كوارتنغ المُقال، باعتباره أقوى شخصية في الحكومة.

ويرى كثيرون في حزبه أنه رجل آمن. حاول هانت مرتين أن يصبح زعيمًا لحزب المحافظين وشغل سابقًا منصب وزير الخارجية ووزير الصحة ووزير الثقافة. لكن تقارير مؤكدة استبعدت ان يرشح نفسه للقيادة مع احتمال بقائه وزيرا للخزانة في اي تشكيل حكومي مقبل للإيفاء بوعده في تقرير الميزانية يوم 31 أكتوبر.