إيلاف من لندن: كشفت منظمة اليونيسف الأربعاء عن ارقام صادمة لعدد الأطفال العراقيين القتلى والمشوهين بسبب الحروب والنزاعات في البلاد.
وقالت منظمة اليونيسف للطفولة التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها تسلمت "ايلاف" نسخة منه اليوم ان ما لا يقل عن 120 الف طفل يتعرضون للقتل أو التشوه بسبب الحروب عبر قارات العالم منذ عام 2005 أي بمعدل 20 طفلا في اليوم تقريبًا.
وأوضحت انه الى جانب ذلك تعرض الملايين من الأطفال حول العالم للنزوح من منازلهم ومجتمعاتهم أو فقدوا أصدقاءهم أو أسرهم، أو انفصلوا عن ذويهم أو أولياء أمورهم.

العراق.. الارقام كبيرة
وبالنسبة للعراق فقد أكدت المنظمة ان الأرقام كبيرة حيث يتعرض أكثر من 9 آلاف طفل للقتل أو التشوه) 3119 قتيل و5 الاف و 938 مصابًا( منذ عام 2008 حتى نهاية عام 2022 بمعدل طفل أو أكثر يوميًا.
واشارت الى انه لأن هذه هي الحالات التي تم التحقق منها فقط، فمن المرجح أن تكون الخسائر الحقيقية أكبر بكثير.

أطفال العراق والحاجة إلى الدمج
وأكدت شيما سين غوبتا، ممثلة اليونيسف في العراق على الحاجة إلى إعادة دمج الأطفال في العراق بعد سنوات عديدة من الصراعات قائلة "كاستجابة لسنوات الصراع تستهدف اليونيسف بالتعاون مع الحكومة العراقية والشركاء أربعة ملفات تخص الأطفال الذين يحتاجون إلى إعادة الدمج، ومنهم الأطفال العائدون من شمال شرق سوريا والأطفال المطلق سراحهم من الحبس والأطفال الذين يُعتقد أنهم ينتمون إلى الجماعات المسلحة وغيرهم من الأطفال المعرضين للخطر".
وأوضحت ان برامج اليونيسف تستهدف إعادة الدمج على ثلاثة مستويات: الفرد والمجتمع والمؤسسات ومع ذلك، فإن إعادة الدمج الناجحة على المدى الطويل تتوقف على استمرار تقديم الخدمات الأساسية لضمان تمتع الأطفال بحقوقهم في ضوء مبادئ باريس.

315 ألف انتهاك جسيم عبر العالم
واضافت اليونيسف في تقريرها ان الامم المتحدة تحققت من 315 الف انتهاك جسيم ضد الأطفال أثناء النزاعات على مستوى العالم بين عامي 2005 و2022، ليصبح ذلك دليلا صارخا على الأثر المدمر للحرب والصراع على الأطفال.
واشارت الى انه بينما تجتمع الدول والجهات المانحة والمجتمع الإنساني في مؤتمر أوسلو بالنرويج بشأن حماية الأطفال في النزاعات المسلحة أفادت اليونيسف أنه منذ بدء الرصد عام 2005 (منذ عام 2008 في العراق)، تحققت الأمم المتحدة من 315 انتهاك جسيم ارتكبتها أطراف بأكثر من 30 حالة صراع في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، منوهة الى ان من هذه الانتهاكات: مقتل أو تشويه أكثر من9000 الف طفل.. وتجنيد أو استغلال ما لا يقل عن 105 الاف طفل من قبل القوات أو الجماعات المسلحة.. واختطاف أكثر من 32 الف و500 طفل اضافة الى تعرض أكثر من 16 الف طفل للعنف الجنسي
كما تحققت الأمم المتحدة من أكثر من 16 الف هجمة على المدارس والمستشفيات وأكثر من 22 الف حالة منع وصول المساعدات الإنسانية للأطفال على مستوى العالم.

تحذير
ومن جهتها أفادت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل بالقول أن "أي حرب هي في النهاية حرب على الأطفال اذ إن التعرض للنزاع له آثار كارثية على حياة الأطفال".
واضافت "نحن نعلم ما ينبغي فعله لحماية الأطفال من الحرب، لكن العالم لا يفعل ما يكفي حيث توثق الأمم المتحدة كل عام الأساليب البشعة والمأساوية والمتوقعة التي تؤدي إلى تمزق حياة الأطفال".. وشددت قائلة "علينا جميعًا ضمان ألا يدفع الأطفال ثمن حروب البالغين ولا بد لنا من اتخاذ خطوات جريئة وملموسة لتحسين حماية الأطفال الأضعف على مستوى العالم".

واكدت على ضرورة تقديم "استجابة حماية تتناسب مع التحديات التي تواجهنا، فنحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا للوصول إلى جميع الأطفال المحتاجين ولا سيما الأكثر ضعفًا".
واشارت الى انه "يجب أن تستند خدمات الحماية إلى النظم والهياكل المجتمعية القائمة وأن تدعم حقوق الأطفال ومشاركتهم ومصالحهم الفضلى كما يجب أن تضع البرامج وجهود المناصرة في هذه السياقات الأطفال وحمايتهم في صميم العمل الإنساني".

حماية
في هذا السياق دعمت اليونيسف رعاية وحماية الملايين من الأطفال المتضررين من النزاعات لتعزيز سلامتهم، ومن ذلك توفير خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي، وإدارة حالات حماية الطفل، وتتبع الأسرة ولم شملها، والخدمات المقدمة للأطفال الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وفي عام 2022 وصلت اليونيسف إلى حوالي 12 الف و500 طفل على مستوى العالم ممن نجوا من القوات أو الجماعات المسلحة من خلال إعادة الدمج أو أي دعم آخر يخص الحماية إضافة إلى تزويد أكثر من 9 ملايين طفل بمعلومات يمكنهم استخدامها لحماية أنفسهم من المتفجرات أو مخلفات الحرب.

آثار كارثية
وحذّرت المنظمة من ان التعرض للنزاع له آثار كارثية على حياة الأطفال .. وقالت "نحن نعلم ما ينبغي فعله لحماية الأطفال من الحرب، لكن العالم لا يفعل ما يكفي فالأمم المتحدة توثق كل عام الأساليب البشعة والمأساوية والمتوقعة التي تؤدي إلى تمزق حياة الأطفال".
ودعت الى "ضمان ألا يدفع الأطفال ثمن حروب البالغين، ولا بد لنا من اتخاذ خطوات جريئة وملموسة لتحسين حماية الأطفال الأضعف على مستوى العالم".

ودقت اليونيسف ناقوس الخطر من ان حجم مخاطر حماية الأطفال المتأثرين بالنزاع لا يتناسب مع التمويل المتاح لمعالجة هذه القضايا حيث يكشف تحليل جديد أجرته مؤسسة توقعات تمويل الجهود الإنسانية، بتكليف من اليونيسف ومنظمة إنقاذ الطفولة والتحالف من أجل حماية الطفل عبر العمل الإنساني، ومجال مسؤولية حماية الأطفال في العالم أنه بحلول عام 2024، سيتطلب قطاع حماية الطفل 1.05 إلى 1.37 مليار دولار أميركي بحلول عام 2026 لتلبية احتياجات حماية الأطفال في النزاعات المسلحة وهذا يشمل خدمات مهمة كلم شمل الأسرة ودعم الصحة العقلية ومنع التجنيد في الجماعات المسلحة.

عجزٌ وشيك في التمويل
مع ذلك، تشير الدراسة أيضًا إلى عجز وشيك في التمويل إذا استمرت الوتيرة الحالية في التمويل، فإن العجز المتوقع سيصل إلى 835 مليون دولار في عام 2024، ثم ينمو إلى 941 مليون دولار بحلول عام 2026. وقد تترك هذه الفجوة الأطفال المتأثرين بالصراع معرضين للآثار الفورية والدائمة للحرب وعمالة الأطفال والاتجار بالأطفال والعنف الذي يُمارس ضدهم.

وطالبت اليونيسف الحكومات إلى تقديم التزامات جديدة وجريئة من أجل:
دعم وتفعيل القوانين والمعايير الدولية النافذة بالفعل لحماية الأطفال في الحرب – ومن ذلك حماية المدارس والمستشفيات وغيرها كمحطات المياه والصرف الصحي من الهجمات ووقف تجنيد الأطفال واستغلالهم على يد الجماعات والقوات المسلحة ووقف استخدام الذخيرة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.
وكذلك محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الطفل.. وتكثيف الموارد المهمة لتمويل حماية الأطفال في النزاع بالحجم والسرعة المطلوبين، وبما يتسق مع الاحتياجات المتزايدة ويجب أن يشمل ذلك الاستثمار في الاستجابة الإنسانية وفي القوى العاملة الوطنية لحماية الطفل.
كما دعت اليونيسف الجهات الفاعلة الإنسانية إلى الاستثمار في السياسات التي تضع الأطفال وحمايتهم في قلب العمل الإنساني في حالات النزاع المسلح.