إيلاف: تستضيف مدينة جدة محادثات سلام عن الأزمة الأوكرانية، يومي 5 و6 آب/أغسطس المقبل، وذلك استكمالاً لنقاشات قمة السلام في أوكرانيا، التي عُقدت بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، الشهر الماضي.
ونسبت صحيفتان بريطانية وأميركية، اليوم، إلى مصادر مطلعة قولها إن مدينة جدة ستستضيف يومي 5 و6 أغسطس القادم محادثات سلام بشأن أوكرانيا، يحضرها مندوبو دول غربية، وأوكرانيا، والهند، والبرازيل، والصين، وجنوب أفريقيا، علاوة على ممثلي 30 دولة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن أوكرانيا تأمل بأن تفضي قمة جدة الدولية إلى عقد قمة سلامٍ قبيل انتهاء 2023، يقوم خلالها قادة دول العالم بتوقيع المبادئ المؤدية إلى وضع حدٍّ للحرب التي نجمت عن الغزو الروسي لأوكرانيا. ويأمل الأوكرانيون أن تتيح تلك المبادئ بدء مفاوضات سلام بين موسكو وكييف. بيد أن قمة جدة لن تشمل روسيا.
وأشارت صحيفة "فايننشال تايمز" اللندنية إلى أن قمة جدة ستسعى إلى إقناع دول أميركا الجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا بمساندة خطة السلام الأوكرانية، الداعية إلى استعادة الأراضي التي احتلتها القوات الروسية. وأضافت أن الدعوة وجهت إلى مستشاري شؤون الأمن القومي في الدول المدعوة إلى حضور قمة جدة. ونسبت إلى مصادر دبلوماسية القول إن الدعوة وجهت أيضاً إلى أعضاء مجموعة العشرين، خصوصاً إندونيسيا، والمكسيك، والأرجنتين؛ وإلى الدول التي تساند أوكرانيا، ومنها اليابان، وكوريا الجنوبية. كما وجهت دعوات الحضور إلى أكثر من 10 دول أوروبية، إلى جانب مفوضية الاتحاد الأوروبي.
هذا وأكدت كل من بريطانيا، وجنوب أفريقيا، وبولندا، والاتحاد الأوروبي أنها ستشارك في قمة جدة. ونسبت "وول ستريت جورنال" إلى مصدر وصفته بالاطلاع قوله إن مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان سيشارك ممثلاً للولايات المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم اختيار السعودية لاستضافة قمة جدة على أمل إقناع الصين بالمشاركة، خصوصاً أنها تربطها علاقات وثيقة بموسكو. كما أن العلاقات وثيقة أيضاً بين الرياض وبكين.
يذكر أن السعودية كانت توسطت بين روسيا وأوكرانيا في وقت سابق، في صفقة أسفرت عن تبادل الأسرى بين الجانبين. كما تعمل السعودية على صفقة يعاد بموجبها الأطفال الأوكرانيون الذين نقلتهم موسكو إلى الأراضي الروسية.
روسيا لا ترفض التفاوض
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح، يوم الجمعة، بأن روسيا مستعدّة لعقد مفاوضات مع أوكرانيا، لكن كييف ترفض المشاركة فيها، مؤكداً رفض الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) التفاوض مع روسيا حول مسألة ضمان الأمن المتكافئ لجميع الدول. وأشار إلى أن الرئيس زيلينسكي صرَّح باستحالة التفاوض مع موسكو.
وقال بوتين، في الجلسة العامة للقمة الروسية الأفريقية الثانية: "يجب حل جميع التناقضات أثناء المفاوضات، لكن المشكلة تكمن في أنهم يرفضون التفاوض معنا، أساس الصراع هو تهديدات لأمن روسيا من قِبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وهم، أكرِّر مرة أخرى، يرفضون التفاوض في شأن ضمان الأمن المتساوي للجميع، بما في ذلك لروسيا، وأوكرانيا نفسها، أو بالأحرى النظام الأوكراني الحالي، يرفض التفاوض، جرى الإعلان عن ذلك رسمياً، وتبنَّى رئيس أوكرانيا مرسوماً بشأن هذه المسألة، يحظر المفاوضات".
ويذكر أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينيسكي كان اقترح خطة سلام من 10 نقاط، وتشمل التزام روسيا بالانسحاب من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها. ويرى مسؤولون غربيون أن نجاح أية قمة من أجل سلام أوكرانيا يتوقف على تطوير مبادئ للسلام تقوم على ما جاء في ميثاق الأمم المتحدة، الذي يتمسك بسلامة أراضي كل دولة، واستقلالها السياسي، وإدانة أي عدوان، وتهديد باستخدام القوة.
وتطالب أوكرانيا بمطالب لا تقرها الدول النامية، خصوصاً توسيع نطاق العقوبات الغربية على روسيا. وهو مبدأ رفضته الهند، وتركيا، والبرازيل، والصين. وتقدمت الصين بمبادرة لحل الأزمة. لكن موقفها من الانسحاب الروسي يتسم بالغموض.
التعليقات