إيلاف من لندن: فيما أعلن وزير الخارجية العراقي الثلاثاء عن زيارة الى طهران غدًا، فقد أكد إبعاد المعارضين لطهران عن الحدود العراقية الإيرانية بينما قررت النمسا فتح سفارتها في بغداد.
وكشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد اليوم مع نظيره النمساوي ألكساندر تشالنبيرغ وتابعته "ايلاف" أن سلطات بلاده قد اتخذت الإجراءات اللازمة لإبعاد المجاميع الايرانية المعارضة لطهران عن الحدود العراقية الايرانية.
وأكد التزام العراق بالاتفاقية الأمنية مع إيران.. منوهاً الى أن الدستور العراقي لا يسمح لأي جهة باستخدام الأراضي العراقية للهجوم على دول الجوار في إشارة الى قواعد ومسلحي الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة التي تتخذ من إقليم كردستان الشمالي مواقع لها تشن من خلالها هجمات ضد أهداف عسكرية داخل إيران.
وأشار الى أنه لا يتوقع لجوء إيران إلى استخدام العنف ضد الجماعات الكردية المعارضة لها في الإقليم خاصة بعد تنفيذ أربيل وبغداد للاتفاق المتعلق بهذا الموضوع مع الحكومة الإيرانية.
اتفاق أمني عراقي مع النمسا
ونوه الى أن العراق والنمسا ستوقعان اتفاقاً أمنياً، مستدركاً بالقول أن هذا الاتفاق لا يعني إضافة أية قوات أجنبية في العراق، وإنما يستهدف تقديم المشورة وتدريب القوات العراقية.
ورحب الوزير العراقي بالشركات النمساوية للعمل في العراق وأشار الى أن عودة الخطوط الجوية النمساوية إلى العراق يعيد الطيران المباشر لأوروبا.
وأضاف وزير الخارجية العراقي أنه بحث مع نظيره النمساوي عدداً من الملفات وفي مقدمتها العلاقات السياسية بين البلدين وكذلك عمل الشركات النمساوية في العراق ومساعدة الخطوط الجوية النمساوية على عودة رحلاتها الى العراق.
وأضاف أن "عودة الطيران النمساوي مهمة جداً لربط العراق بأوروبا".. مشيراً الى أن "العراق يسعى لإعادة الطيران المباشر الى أوروبا بدلاً من الترانزيت عبر تركيا وقطر".
النمسا تعيد فتح سفارتها في العراق
ومن جهته أكد وزير الخارجية النمساوي ألكساندر تشالنبيرغ أنه سيوقع اليوم مع العراق اتفاقية في مجال الأمن الداخلي.
وأوضح أن زيارته الحالية الى العراق تستهدف إعادة فتح سفارة بلاده في العراق.. منوهًا الى أن العراق يلعب دوراً مهماً لتحقيق استقرار المنطقة".
وأوضح أنه بحث مع نظيره العراقي عدداً من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية.. منوهاً الى أن زيارته الى العراق تهدف الى تعميق العلاقات الثنائية في مجالات عدة".
هل ينقل المعارضون الإيرانيون؟
ومع قرب تنفيذ إيران لتهديدها بشن هجوم على قواعد الأحزاب الكردية المعارضة لها في شمال العراق في 19 من الشهر الحالي، فقد كشف مصدر سياسي رفيع عن مقترح جرى طرحه بين الأطراف المعنية بهذا الموضوع وهي العراق وايران والاقليم والولايات المتحدة ينص على نقل عناصر المعارضة الكردية الإيرانية في كردستان العراق إلى محافظة الأنبار الغربية العراقية كما نقلت عنه "شبكة " 964 " الإعلامية العراقية.
ووفقاً للمصدر، فإن المقترح ينص على "بناء مجمعات سكنية متجاورة في محافظة الأنبار تكون تحت إشراف أمني عراقي على غرار معسكر أشرف الذي كان مخصصاً لقوات مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة في محافظة ديالى شمال شرق البلاد.
واوضح المصدر إن "المقترح يبحث مواقع بالقرب من مدينة الرطبة بمحافظة الانبار وهو يستهدف نقل المعارضين إلى أبعد نقطة في العراق عن حدود إيران".
مباحثات مكثفة في أربيل
وتشهد مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق منذ أيام مباحثات مع الاطراف الدولية المهتمة بالقضية اضافة الى السلطات العراقية.
فقد اجرى سفير إيران في العراق محمد كاظم آل صادق مباحثات مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الذي اجتمع أيضاً مع السفيرة الأميركية في العراق إلينا رومانوسكي حيث اكد لهما ان الاقليم لن يسمح باي اعتداء على البلدان المجاورة.
ومن جهته يجري رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني في طهران حاليًا مباحثات تستهدف نزع فتيل التهديدات الإيراني وتجنيب الإقليم أي هجوم إيراني جديد.
لا عدول عن تنفيذ التهديد
وأمس أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أنه لا تمديد لمهلة 19 من الشهر الحالي لمهاجمة المعارضين لبلاده في إقليم كردستان العراق.
وقال إنه "تم الإعلان بشكل صريح وتم نقل هذا الأمر إلى السلطات العراقية والحكومة المحلية في الإقليم ولحسن الحظ اتخذت الحكومة العراقية أيضًا إجراءات جيدة وأكدت أنها ملتزمة بتعهداتها.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد استهدف مراراً مواقع الأحزاب الكردية المتمركزة في إقليم كردستان العراق بالصواريخ مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال.
يذكر أنه في الأشهر الأخيرة تم اغتيال عدد من قوات الحزب الكردي في إقليم كردستان العراق على يد عناصر تابعة للنظام الإيراني كما تم نشر مقاطع فيديو تظهر نقل السلطات الإيرانية لأسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة إلى الحدود الإيرانية- العراقية.
التعليقات