إيلاف من بيروت: في مقالة نشرتها في صحيفة "جيروزاليم بوست"، اعترفت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية غيلا غمليئيل بأن إسرائيل تعيش واحدة من أكبر أزماتها منذ جيلين على الأقل، بعد قتل أكثر من من 1,200 إسرائيلي، واختطاف 239 شخصاً، وإصابة آلاف آخرين، وتشريد 240,000 شخص.

وزعمت غمليئيل أن النساء اغتصبن، وتعرض كبار السن للإيذاء وأخذوا رهائن، وتعرضت العائلات للتعذيب "قبل أن يتم حرقهم أحياء وهم مقيدون"، بحسب زعمها. تضيف: "واضح أن الكثير يجب أن يتغير، حيث ثبت خطأ العديد من المفاهيم في يوم 7 أكتوبر. وما يجب أن يكون واضحًا هو أن العديد من المفاهيم الأخرى يجب معالجتها، وتحديها، وربما تدميرها".

بحسبها، على إسرائيل أن تعالج أمر نحو مليوني إنسان في غزة، صوتوا لحماس "واحتفلوا بالمذبحة التي راح ضحيتها الرجال والنساء والأطفال الأبرياء"، كما تقول، مضيفة أن غزة أرض خصبة للتطرف، ومنطقة أعطى حكامها الأولوية للحرب ضد اليهود على حياة أفضل لشعبهم، وهي مكان خالٍ من الأمل، سرقه إرهابيو الإبادة الجماعية من حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من الجماعات الإرهابية"، كما تكتب.

تضيف وزيرة الاستخبارات: "بينما ننظر في خياراتنا لما بعد هذه الحرب، يبدو أن المجتمع الدولي يدفع باتجاه إعادة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة. وهذا ينطوي على عيوب هيكلية واضحة، كما تمت تجربته في عام 2005 بعد كارثة فك الارتباط عندما تم إجلاء جميع اليهود البالغ عددهم 8600 بالقوة من قطاع غزة. بعد عامين، تمكنت حماس من الاستيلاء على السلطة".

بحسبها، لا تختلف السلطة الفلسطينية أيديولوجيًا عن حماس، "ففي الآونة الأخيرة، وزعت وزارة الشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية تعليمات على دعاة المساجد لإلقاء خطب حول ضرورة قتل اليهود، لذا خيار إعادة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة فشل في الماضي وسيفشل في المستقبل".

في جعبة وزيرة الاستخبارات خيارات أخرى لسكان غزة: تشجيع إعادة توطينهم طوعًا خارج القطاع. تقول: "يناقش بعض زعماء العالم خطة لإعادة توطين اللاجئين في جميع أنحاء العالم ويقولون إنهم سيرحبون بسكان غزة في بلدانهم، وهذا سيحظى بدعم دول كثيرة، خصوصًا تلك التي تدعي أنها صديقة للفلسطينيين. هذه فرصتهم لكي يظهروا أن هذه ليست مجرد كلمات فارغة".

تقول غمليئيل: "كان يُنظر إلى غزة على أنها مشكلة لا حل لها. جربنا حلولًا مختلفة: فك الارتباط، والتخصيب، وإدارة الصراع، وبناء جدران عالية، وقد فشلت هذه كلها، علينا أن نجرب شيئًا جديدًا. هكذا، يمكن سكان القرى الإسرائيلية في غلاف غزة والجنوب العودة إلى منازلهم والعيش في أمان".

وإذ تصف فكرة توطين الغزاويين خارج القطاع بأنها "جيدة"، تقول: "هذا أمر ممكن، يجلب الأمن والرخاء، والسلام للجميع. علينا أن نفكر خارج المألوف، وأن نبحث عن فرص في خضم الأزمات".


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "جيروزاليم بوست"