إيلاف من بيروت: اختارت الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب إسرائيل في حربها ضد حماس، والتزمت تمويل القصف الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين في قطاع غزة. البنية التحتية في شمال غزة شبه مدمرة، ونزح الملايين من بيوتهم. تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين عشرة أضعاف عدد القتلى الإسرائيليين.

ريان مكماكين، رئيس التحرير في "معهد ميزس" يقول: "اختارت تل أبيب تبني سياسة ستنتج مئات الآلاف من اللاجئين، وربما أكثر من مليون لاجئ. الحقيقة أن الكثيرين في النظام الإسرائيلي يملكون دوافع لتعظيم عدد اللاجئين، ودفع سكان غزة إلى الخروج من البلاد باستخدام عبارة الهجرة الطوعية"، مضيفًا: "على المستوى العسكري والتكتيكي، لن تواجه إسرائيل أي مشكلة في تحقيق ذلك، إذ تمتلك تل أبيب قوة جوية، ومخزوناً كبيرًا من الأسلحة الممولة أميركياً، وترسانة نووية. يستطيع الجيش الإسرائيلي بسهولة تحويل كل قطاع غزة إلى أنقاض. لكن ما سينتج عن ذلك بالتأكيد هو كارثة إنسانية يصاحبها جدل عالمي حول أي دولة أجنبية ستستضيف اللاجئين".

أبواق إسرائيلية

بدأت الأبواق الإسرائيلية في إرسال التكلفة إلى المكلفين الضريبيين في العالم، بمن فيهم الأميركيون. فقد كتب سياسيان إسرائيليان - أحدهما من حزب الليكود والآخر من حزب يش عتيد (يسار الوسط) – في "وول ستريت جورنال" يطالبان بأن توفر الدول في جميع أنحاء العالم ملاذاً لسكان غزة، من منطلق أن المجتمع الدولي، لا إسرائيل، "مسؤول أخلاقيًا عن إعادة توطين سكان غزة في مكان ما خارج إسرائيل، على حساب الدول الأخرى، غير إسرائيل".

المهم في هذا الأمر، بحسب مكماكين، أن هذه الادعاءات ظهرت في صحيفة أميركية. يقول: "تل أبيب، تماماً كالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تطالب الجمهور الأميركي بشكل متكرر بأموال مجانية. وليس من قبيل الصدفة أن يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الآن في كل البرامج الإخبارية الأميركية في أوقات الذروة، طالبًا المال من واشنطن ومن دول الغرب الأخرى".

استعدوا لاستقبالهم

برأيه، يتعين على الأميركيين أن يستعدوا لاستقبال طائرات محملة بلاجئي غزة الذين يصلون إلى مدنهم، بتمويل من دافعي الضرائب الأميركيين الذين يجدون صعوبة في مواكبة ارتفاع أسعار البقالة. سيتم تسويق الأمر على أنه جهد "إنساني"، لكن ليس إلا جهد مبذول لإرضاء مجموعات المصالح المؤيدة لإسرائيل والسياسيين الإسرائيليين. وهذا كله كان متوقعاً منذ بدأت الحرب. وما إن يبدأ اللاجئون في التدفق، ستطلب الأنظمة الغربية من مواطنيها أن يدفعوا المزيد من الأموال لسداد تكاليف إعادة توطين هؤلاء اللاجئين الذين دمرت القنابل "الأميركية" بلدانهم. يقول مكماكين: "قدر تقرير أصدرته جامعة براون في عام 2020 أن 37 مليون شخص أصبحوا لاجئين بسبب الحرب على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة. في عام 2016، وصل 5.2 ملايين منهم إلى أوروبا. وفي عام 2022 وحده، وصل أكثر من 159 ألف لاجئ بحرًا إلى إيطاليا واليونان وإسبانيا وقبرص ومالطا. ويصل آلاف آخرون إلى حدود الاتحاد الأوروبي البرية في كل عام".

كان إجمالي عدد اللاجئين أقل في الولايات المتحدة. رغم هذا، العدد الإجمالي للاجئين تراوح بين 50 ألفاً و90 ألفاً سنوياً منذ بدأت الولايات المتحدة حربها في أفغانستان. أدى هذا إلى تحويل عدد من المجتمعات في الولايات المتحدة إلى مجتمعات عرقية أو دينية. يقول مكماكين: "في العقود التي شهدت تدخلاً عسكرياً أميركيًا متقطعاً في الصومال، نُقل عشرات الآلاف من اللاجئين الصوماليين إلى مينيسوتا على حساب دافعي الضرائب. منذ عام 2018، استضافت ولاية مينيسوتا أكثر من 40 ألف مهاجر مولود في الصومال".

يختم مكماكين مقالته بتحذير الأميركيين: "لا يكفي أن تدفعوا ثمن قنابل إسرائيل، فعليكم أيضًا دفع ثمن توطين اللاجئين في بلادكم".


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها ريان مكماكين ونشرها موقع "معهد ميزس"