اتهمت الصين الولايات المتحدة بإرسال "إشارة خاطئة للغاية" إلى من يطالبون باستقلال تايوان، وذلك بعد نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم السبت.
وأرسل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رسالة تهنئة للرئيس التايواني المنتخب وليام لاي بعد فوزه بالانتخابات، ووصفت بكين الرسالة بأنها انتهاك لالتزام واشنطن بالحفاظ فقط على العلاقات غير الرسمية مع تايوان.
وكان لاي قد تعهد بحماية تايوان مما وصفها بعدوانية الصين المتزايدة، فيما تعتبر بكين أن تايوان هي جزء من أراضيها، وتتحدى بشدة أي حكومة تقول غير ذلك.
وتدفقت رسائل التهنئة على زعيم تايوان الجديد من جميع أنحاء العالم بعد الانتخابات، بما في ذلك رسالة بلينكن، الذي أكد على الشراكة بين تايبيه وواشنطن، وقال إنها متجذرة في القيم الديمقراطية.
وقال بلينكن في بيان له "إننا نتطلع إلى العمل مع لاي وقادة جميع الأطراف في تايوان لتعزيز مصالحنا وقيمنا المشتركة"، وشدد على أن الولايات المتحدة، أحد أكبر حلفاء تايوان، "ملتزمة بالحفاظ على السلام والاستقرار عبر المضيق".
وسارع كبير الدبلوماسيين الأمريكيين إلى القول إن مثل هذا التعاون يجب أن "يعزز العلاقات غير الرسمية طويلة الأمد" وأن يكون ذلك متسقاً مع السياسة الأمريكية المعروفة " بالصين الواحدة"
وبموجب هذه السياسة، تعترف الولايات المتحدة بالصين وتقيم علاقات رسمية معها بدلا من جزيرة تايوان، التي تعتبرها الصين مقاطعة انفصالية سيتم توحيدها مع البر الرئيسي في يوم من الأيام.
تايوان تنتخب وليام لاي رئيسا في انتخابات تاريخية
الصين وتايوان: ما أصل الخلاف بين البلدين؟
وأثارت تصريحات بلينكن انتقادات حادة من بكين، التي تعتبر أي بيان لدعم تايوان يعتبر بمثابة إضفاء الشرعية على مرشح و حزب سياسي تعتبرهما بكين عصابة من الانفصاليين الذين يأملون في تحويل تايوان إلى دولة مستقلة ذات سيادة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها إن تهنئة بلينكن تنتهك وعد الولايات المتحدة بالحفاظ على "العلاقات الثقافية والتجارية وغيرها من العلاقات غير الرسمية فقط" مع تايوان.
وشددت على أن مسألة تايوان هي "الخط الأحمر الأول الذي يجب عدم تجاوزه في العلاقات الصينية الأمريكية"، وقالت إنها قدمت شكوى دبلوماسية رسمية، وأضافت "تعارض الصين بشدة قيام الولايات المتحدة بأي شكل من أشكال التفاعل الرسمي مع تايوان والتدخل في شؤون تايوان بأي شكل من الأشكال أو تحت أي ذريعة".
ومن المرجح أن يكون بيان بكين بمثابة تحذير لواشنطن بعد أن أرسلت وفدا غير رسمي من المسؤولين الأمريكيين السابقين لإجراء محادثات مع شخصيات سياسية بارزة في تايوان، وهي جزيرة تتمتع بالحكم الذاتي، بعد ساعات فقط من انتخاب لاي.
ورحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسه بنتائج الانتخابات، وأرسل وفداّ يضم مستشارا سابقًا للأمن القومي الأمريكي ونائبا سابقًا لوزير الخارجية.
كما هنأت دول غربية أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، الرئيس الجديد.
وتنتقد الحكومة الشيوعية في بكين الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يتزعمه لاي والمؤيد للسيادة، والذي حكم تايوان لثماني سنوات.
وترى الصين أن أي بيان دعم للحزب الديمقراطي التقدمي يضفي الشرعية على السياسيين، الذين تعتبرهم بكين عصابة من الانفصاليين الذين يأملون في تحويل تايوان إلى دولة مستقلة ذات سيادة.
التعليقات