إيلاف من لندن: إذا كانت رياح الفساد السياسي والتخلف التقني قد عصفت بالقطاع المصرفي اللبناني وأنزلت مصارف لبنان عن الشجرة العالية التي صعدت إليها في العقدين الأول والثاني من القرن الجاري، إلا أنَّ شباب لبنان ما زال زاخراً بالطاقات وجاهزاً للعطاء والاكتشاف ومبادراً في ميدان التقانة، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل الدولي أيضاً.

فقد تمكن الطالبان في الجامعة اللبنانية والباحثان في الأمن السيبراني حسن بدران ومجد دهيني من اكتشاف ثغرة أمنية خطيرة في أنظمة شركة Revolut المصرفية، والتي تعد واحدة من كبريات شركات تكنولوجيا المال وتقدم خدمات مصرفية واسعة النطاق في المملكة المتحدة وأوروبا.

بدران ودهيني تنبها، بعد بحث دقيق ومطول، إلى وجود ثغرة تهدد التعاملات المالية التي تمر عبر تطبيق Revolut، والذي يستخدمه أكثر من 35 مليون عميل. وقد سارعا إلى التواصل مع الشركة المالية وتزويدها بتقرير مفصل عن الثغرة، لتفتح الشركة تحقيقاً في الواقعة وتعمل، بالتعاون مع بدران ودهيني، على إصلاح الخلل.

وبالنظر إلى دقة المعلومات المشار إليها، وحرصاً منها على درء الأخطار عن التعاملات المالية لمستخدمي التطبيق، لم تسمح Revolut بالكشف عن التفاصيل التقنية للثغرة الأمنية، لكنها صنفت خطورتها بالعالية، وكافأت بدران ودهيني وأدرجت اسميهما على لائحة الشرف الخاصة بها، في إنجاز لبناني وعربي نادر لم يحصل في تاريخ الشركة.

الجدير بالذكر أن بدران ودهيني درسا المعلوماتية في كلية العلوم التابعة للجامعة الوطنية اللبنانية، وكانا اكتشفا سابقاً ثغرات أمنية عدة في شركات مثل Meta وGoogle وLinkedin، ودونا اسميهما في لوائح الشرف الخاصة بها.

يذكر أن Revolut أسسها في عام 2015 أوكراني وروسي هما فلاد ياتسينكو ونيكولاي ستورونسكي، وسرعان ما سجلت نجاحاً واسعاً وتوسعت عالمياً من مقرها في لندن إلى اليابان والولايات المتحدة، وتوظف نحو ستة آلاف عامل حالياً، فيما سجلت عائدات تجاوزت 400 مليون دولار في عام 2022.