تحدثت رئيسة محكمة العدل الدولية، جوان إي دونوغو، عن الوضع الإنساني في غزة خلال قراءة الحكم الابتدائي بشأن "تدابير طارئة" في دعوى قضائية رفعتها جنوب أفريقيا تتهم فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية، وتطالب باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الفلسطينيين في غزة. أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بالحدّ من أعمال القتل والتدمير في قطاع غزة، لكن دون المطالبة بوقف إطلاق النار.
تتألف هيئة المحكمة من 15 قاضيا (إلى جانب قاضيَين من الدولتين طرفَي الدعوى)، تأتي على رأسهم جوان إي دونغو، فمن هي؟
جوان إي دونغو هي أمريكية من مواليد نيويورك عام 1956، وقد تخرجت في جامعة كاليفورنيا، وحصلت على درجة الدكتوراة في القانون عام 1981.
عملت جوان في تدريس القانون بعدد من كليات الحقوق في الولايات المتحدة، كما حاضرت كثيرا في القانون الدولي وفي الفصل في النزاعات.
اضطلعت دونغو بأدوار مهمة في عدد من مؤسسات بلادها، ومن ذلك: وزارة الخزانة، حيث عملت جوان نائبة للمستشار العام، قبل أن تنتقل إلى وزارة الخارجية بين عامي 2007 و2010، إذ قامت بأعمال المستشارة القانونية لوزير الخارجية ولرئيس البلاد.
وانتُخبت جوان لأول مرة قاضية بمحكمة العدل الدولية في سبتمبر/أيلول 2010، لتصبح ثالث امرأة يتم اختيارها لعضوية المحكمة. وقد أعيد انتخابها لتلك العضوية في فبراير/شباط 2015، قبل أن تتقلد منصب رئاسة المحكمة في فبراير/شباط 2021.
وأعادت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي انتخاب جوان لفترة ولاية مدتها تسع سنوات تبدأ في الـ 16 من فبراير/شباط المقبل.
وتعدّ جوان ثاني امرأة تتولى منصب رئيس محكمة العدل الدولية، وثالث رئيس أمريكي للمحكمة ذاتها.
ولا يمثل أعضاء محكمة العدل الدولية حكوماتهم؛ فهم قضاة مستقلون، كما لا تضمّ المحكمة أكثر من قاض واحد من أي جنسية.
كان اسم دونوغو هو الترشيح الوحيد لهذا المنصب الشاغر في محكمة العدل الدولية الذي تلقاه الأمين العام خلال الوقت المحدد. في الجمعية العامة، حصل دونوغو على 159 صوتا من أصل 167 صوتا صحيحا مع امتناع 8 أعضاء عن التصويت. وفي مجلس الأمن حصلت على جميع الأصوات الخمسة عشر. أدى دونوهيو اليمين كعضو في محكمة العدل الدولية في 13 سبتمبر 2010.
وكانت دونوغو هي المرأة الرابعة التي يتم انتخابها لعضوية المحكمة منذ عام 1945. من بين أعضاء المحكمة الخمسة عشر، هناك أربع نساء (الأخريات هن شيويه هانكين، وجوليا سيبوتيندي، وهيلاري تشارلزورث).
في عام 2014، تم ترشيح دونوغو لولاية ثانية في محكمة العدل الدولية من قبل المجموعة الوطنية الأمريكية لمحكمة التحكيم الدائمة (لاهاي)، وأعيد انتخابها بأغلبية 156 صوتا في الجولة الأولى من التصويت في المحكمة الدولية.
وبصفتها قاضية في محكمة العدل الدولية، أصدرت رأيا مخالفا في قضية العواقب القانونية لفصل أرخبيل تشاغوس عن موريشيوس في عام 1965، حيث أصدرت محكمة العدل الدولية رأياً استشاريًا في عام 2017 بشأن النزاع على السيادة على أرخبيل تشاغوس بين المملكة المتحدة وموريشيوس في عام 2017، استجابة لطلب الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واعتبرت المحكمة أن قيام المملكة المتحدة بفصل جزر تشاغوس عن بقية موريشيوس في عام 1965 - وهو ما أدى إلى طرد سكان تشاغوس عندما كانت كلتاهما أراض استعمارية - أمرا غير قانوني.
وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، أُنشئت محكمة العدل الدولية في عام 1945 في لاهاي بهولندا، وهي تعدّ الذراع القضائية الرئيسية للأمم المتحدة؛ تمدّها بالآراء الاستشارية، كما أنها تنظر القضايا بين الدول عندما يتعلق الأمر بوقوع انتهاكات للقانون أو للمعاهدات الدولية.
و"توفّر محكمة العدل الدولية منصّة للأُمم لكي تعرض قضاياها بصوت مسموع"، على حد تعبير جوان دونغو، في محاضرة لها بكلية القانون بجامعة فرجينيا في أبريل/نيسان 2015.
تم انتخاب دونوغو رئيسةً رقم 26 للمحكمة في 8 فبراير شباط 2021، خلفاً لعبد القوي يوسف، لمدة ثلاث سنوات، وهي ثاني امرأة تتولى هذا المنصب (إلى جانب روزالين هيغينز) والأمريكية الثالثة (إلى جانب ستيفن شويبل وغرين هاكورث).
في 26 يناير\كانون الثاني 2024، أصدرت دونوغو حكما مؤقتا في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بشأن ما إذا كانت المحكمة تتمتع بالاختصاص القضائي، نيابة عن محكمة العدل الدولية.
التعليقات