إيلاف من لندن: في تطور يشير إلى استمرار التواصل والتنسيق داخل حزب المحافظين البريطاني، كشف رئيس الوزراء الحالي، ريشي سوناك، عن محادثاته مع سلفه بوريس جونسون في نهاية العام الماضي.
وأكد سوناك أن الاتصالات مع جونسون مستمرة ولا تنقطع، معبراً عن توافق حزبهما على عدة قضايا من بينها مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وأشاد سوناك بالفترة التي قضاها في العمل مع جونسون، مؤكداً خلال مقابلة مع شبكة "ITV" البريطانية على الجهود الجيدة التي بذلوها خلال تلك الفترة لافتاً "عملنا بشكل جيد لفترة طويلة". ومع ذلك، ألمح سوناك إلى وجود اختلافات بينهما، قائلاً: "في النهاية، هناك دوماً اختلافات، كما تعلمون".

يأتي هذا التصريح في ظل تكهنات واسعة حول علاقة الرئيس الحالي مع سابقه، وعلى الرغم من تأكيد سوناك على استمرارية الاتصالات والتنسيق بينهما، إلا أنه لم يفصح عن تفاصيل أو جوانب محددة من هذه المحادثات.

وعندما سئل عما إذا كان يفكّر في عرض منصب وزاري على جونسون، كما فعل مع ديفيد كاميرون، قال سوناك إنه يرفض الحديث عن "شؤون الموظفين" والمسائل الشّخصية.
وشغل سوناك مستشاراً في حكومة جونسون لمدة عامين قبل أن يستقيل وهو وزير للخزانة، مع وزير الصحة آنذاك ساجد جاويد في تموز (يوليو) 2022؛ احتجاجاً على سياسات رئيس الوزراء في قيادته حزب المحافظين.

ثقافة المساءلة
ورداً على سؤال عما إذا كانت ثروته تمثل مشكلة بالنسبة للناخبين، وصف سوناك الذين يهاجمونه بأنهم "أشخاص دون طموح"، مضيفاً أنه عمل على تكريس ثقافة جديدة بين وزرائه يخضع فيها الجميع للمسائلة.

خطة الطاقة الخضراء
وتعهد سوناك بالعمل على مكافحة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم من خلال خطة الطاقة الخضراء، على الرغم من إعلانه تأجيل عدد من الإجراءات الأساسية المرتبطة بالسياسات المناخية، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في البلاد.
وقال: "أزلنا الكربون بشكل أسرع من أي اقتصاد رئيسي آخر، من أجل تخفيف العبء على الأسر العاملة"، مشيراً إلى أن خطة الرعاية الصحية والاجتماعية الجديدة لن تكون ممكنة إلا بتمويل إضافي.

وحدة حيال الهجرة
وفي ما يتعلق بالهجرة، قال سوناك: "لا أعتقد أن البلاد تصوت لصالح أحزاب منقسمة"، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من المحافظين متحدون بشأن هذه المشكلة.
وذكر سوناك في المقابلة أنه كان محظوظاً؛ لأنه لم يتعرض للكثير من العنصرية خلال نشأته، لكن كانت هناك حادثة واحدة عندما كان صغيراً، وبقيت محفورة في ذاكرته، رواها بقوله: "كنت في مطعم للوجبات السريعة، مع أخي الأصغر وأختي الصغرى، وكان هناك أشخاص جالسون في مكان قريب، كانت هذه هي المرة الأولى التي أتعرض فيها لمثل هذا الموقف، وقالوا كلمة مهينة تتعلق بالعرق الذي أنتمي إليه".
وأضاف: "شعر والداي بذلك بشدة؛ لأنهما كانا حريصين على أن نكون قادرين على التأقلم، وكان أحد الأشياء التي كانت أمي مهووسة بها هو ألا نتحدث بلهجات محلية، وأن نتحدث بطريقة صحيحة".
وشدد على أنه لم يعتقد يوماً أن يكون هناك رئيس وزراء من أقلية عرقية في بريطانيا، مضيفاً أنه "كافح من أجل بلوغ مراتب عليا".