إيلاف من بيروت: الحكومة الإسرائيلية على وشك ارتكاب خطأ فادح في ما يتعلق بالشمال. ومن أجل اتخاذ القرار الصعب والصحيح، يحتاج نتنياهو إلى حكومة موسعة، تضم لبيد وليبرمان، مكان سموتريتش وبن غفير، وإلا فإن النسخة الشمالية من 7 أكتوبر هي مسألة وقت لا أكثر. هذا رأي الكاتب الإسرائيلي نير كيبنيس، في مقالة نشرها موقع "والا!" العبري.

ألم نتعلم شيئًا؟
يضيف كيبنيس: "أمام ما يحدث على الحدود الشمالية، يشعر المرء وكأنه يصرخ: ألم نتعلم شيئا؟"، متابعًا: "للحظة، بدا أن الحكومة الإسرائيلية أدركت أن إخراج السكان من منازلهم وإبعادهم عن الحدود هو نوع من خطة الإخلاء والبناء، وفي النهاية سيعودون إلى واقع جديد، لكن في الشمال لا يوجد إلا الفشل، فشل إسرائيل وفشل الغرب برمته".

هذا ليس تفكيرا فلسفيا، بل هو ردة فعل "بافلوفيية" في مواجهة استفزاز حزب الله القاتل، كما يقول، "فعلى سبيل المثال، كانت ردة الفعل الأميركية تجاه أذرع إيران التي تضرب الجيش الأميركي مماثلة لما نفعله: هجوم مزود بالحرص على عدم الانزلاق إلى الحرب". فما النتيجة؟ يجيب كيبنيس: "إن الشريط الأمني الذي تطالب به إسرائيل لا يبنى الآن في لبنان، بل في داخل إسرائيل، في المستوطنات الشمالية المهجورة. فما يحدث على الحدود الشمالية يظهر أننا لا نستطيع تغيير أساليبنا القتالية إلا في السياق المحدد لغزة".

قصص خيالية
يتابع كيبنيس في "والا!": "على الحدود الشمالية، نستمر في سرد قصص خيالية حول مصالح دولية تنتهي في نهاية المطاف إلى كبح جماح إيران. ونتيجة لذلك، نأمل أن تحل المشكلة ويسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم"، مضيفًا: "كل ساكن في الشمال يعود إلى منزله هو واحد من اثنين: ساذج تمامًا أو أحمق. من يعتقد أن الواقع الأمني تغير فهو خاطئ تمامًا".

في المقابل، يتساءل المشكك: ما هو البديل؟ إن مواجهة حزب الله قد تكلف حياة آلاف الإسرائيليين، على الجبهة وفي الداخل، "لأن من الواضح أن حسن نصر الله عندما يهدد بمليوني نازح، فهو يعني أنه سيهاجم. والثمانية ملايين الأخرى لاحقاً (يغطي مدى صواريخه الدقيقة أيضاً المنطقة الوسطى، أو بلغته: ما بعد حيفا). فهل هناك زعيم غربي أو إسرائيلي يستطيع أن يقول لشعبه: نحن الآن مقبلون على حرب سيسقط فيها آلاف الضحايا، لأننا إذا لم نفعل ذلك فسنجد أنفسنا أمام واقع سيكلفنا عشرات الآلاف من الضحايا؟".

المصدر: "والا!"