إيلاف من بيروت: يزعم خبراء التجسس الدوليون أن الصين أقامت محطة بحثية في القطب الجنوبي، على طراز المراكز التي تشاهد في أفلام جيمس بوند، على حد وصف موقع "والا!" العبري، تستخدم لجمع معلومات استخباراتية عن الغرب.

إنها محطة تشينلينغ التي تقع على جزيرة قرب بحر روس الهامشي العميق في القارة القطبية الجنوبية بين فيكتوريا لاند وماري بيرد لاند، والتي تمتد على مساحة 5244 مترًا مربعًا، وتؤوي نحو 80 شخصًا. ويقول الموقع العبري إنها خامس قاعدة للصين في القطب الجنوبي والثالثة القادرة على العمل على مدار العام حتى في درجات برودة قصوى. أظهرت لقطات جديدة تم التقاطها في 7 فبراير الجاري عشرات العمال يقفون خارج القاعدة ويرتدون ملابس شتوية حمراء وسوداء.

تعزيز المعرفة!
ووفقًا للإعلان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية الصينية، تستخد هذه المنشأة - التي يعتقد أنها تضم مرصدا ومحطة فضائية – لتعزيز المعرفة العلمية الإنسانية للقارة القطبية الجنوبية.

تم تصميم المحطة بأكمله على شكل كوكبة الصليب الجنوبي، تكريمًا للبحار والمستكشف الصيني تشنغ خه، الذي استخدم الكوكبة للملاحة أثناء رحلاته إلى البحر الغربي. وهي مقسمة إلى ثلاث مناطق، إلى جانب غرفة مركزية مشتركة لتناول الطعام والعمل. في الطابق الثاني من المحطة مهاجع شتوية واسعة مجهزة بالأسرة ومصابيح القراءة والطاولات والأرفف والمنافذ الكهربائية.

تصر بكين على أن هذه القاعدة لا تؤدي اي دور عسكري، إنما بنيت للأغراض العلمية فحسب، إلا أن بعض المحللين حذروا من أن قدراتها "مزدوجة الاستخدام بطبيعتها". فقد بنيت محطة تشينلينغ تحت إشراف اللجنة العسكرية المركزية، وهي أعلى منظمة دفاع وطني في الصين. أثار موقعها بالقرب من محطة ماكموردو الأميركية وجنوب أستراليا مخاوف من أن الصين قد "تجمع إشارات استخباراتية" من أستراليا ونيوزيلندا. ردًا على هذه المخاوف، قالت الخارجية الصينية إن القاعدة تمتثل للقواعد والإجراءات الدولية بشكل تام.

بيانات للصواريخ
رجح تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية نشر في أبريل الماضي أن تجمع القاعدة الجديدة "بيانات قياس عن بعد للصواريخ التي تم إطلاقها من منشآت فضائية أنشئت حديثا في الصين والولايات المتحدة". ومع المجموعة المتزايدة من أقمار المراقبة القطبية العلمية، يمكن استخدام معداتها في نفس الوقت لاعتراض الاتصالات عبر الأقمار الصناعية لدول أخرى.

ودلت صور التقطتها الأقمار الصناعية للمشروع على إنشاء مرافق دعم جديدة ومبان أصغر ومهبط للطائرات العمودية وهيكل رئيسي أكبر، إلى جانب رصيف للسفن ومرصد ومحطة أرضية تابعة للأقمار الصناعية. ويقال إن القاعدة "تسد فجوة كبيرة" عندما يتعلق الأمر بقدرة الصين على الوصول إلى البر الرئيسي.

قال بريان هارت، زميل مشروع الطاقة الصينية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن الصين تعتبر القارة القطبية الجنوبية جزءًا من "حدودها الاستراتيجية" ويمكنها استخدام قاعدة تشينلينغ "لأغراض عسكرية أو لجمع معلومات استخباراتية". أضاف لإذاعة صوت أميركا : "بما أن هذه منطقة أبعد عن المحيط المباشر للصين، فإن بكين تريد أن تكون في المقدمة وأن تعتبر رائدة عالمية مماثلة للولايات المتحدة، تماشيًا مع هدفها طويل المدى المتمثل في الحضور في القارة القطبية الجنوبية".

المصدر: "والا!"