اسطنبول: قضى 22 مهاجرًا على الأقلّ بينهم سبعة أطفال غرقًا بعدما انقلب قارب مطاط كانوا على متنه في بحر إيجه قبالة سواحل تركيا الشمالية الغربية، حسبما أفادت السلطات التركية الجمعة.

ولا تزال جنسيات الضحايا غير معروفة. وقال مسؤولون إن خفر السواحل الأتراك أنقذوا شخصَين، بينما تمكّن مهاجران آخران من الخروج من المياه بمفردهما.

وانقلب القارب قبالة جزيرة غوكتشيادا التي تقع في بحر إيجه قبالة سواحل محافظة جنق قلعة قرب جزيرة ليمنوس اليونانية.

وقالت سلطات محافظة جنق قلعة في بيان "عُثر على جثث 22 شخصًا بينهم سبعة أطفال".

وشاركت طائرة ومروحيتان وطائرة مسيّرة و18 قاربًا و502 فردًا في عمليات البحث والانقاذ.

وتستضيف تركيا نحو أربعة مليون لاجئ معظمهم من السوريين.

يحاول الكثير من المهاجرين الوصول إلى الجزر اليونانية انطلاقًا من السواحل التركية الغربية بغية الانتقال إلى دول الاتحاد الأوروبي المزدهرة ويموت الكثير منهم أثناء عمليات عبور البحر المحفوفة بالمخاطر.

وقال مسؤولون محليون إن القارب بدأ يغرق ليلًا. الجمعة، توجهت عدة سيارات إسعاف إلى ميناء كاباتيبي قرب غوكتشيادا.

وازدادت حركة الهجرة في المياه بين تركيا واليونان في الأسابيع الأخيرة.

وقال خفر سواحل تركيا إنهم أنقذوا أو اعترضوا عدة مئات من المهاجرين بينهم أطفال كانوا يحاولون العبور إلى اليونان منذ بداية الأسبوع.

تعاون بين تركيا واليونان
ولطالما شكّل البحر المتوسط طيلة سنوات مركز حركات الهجرة من أفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا.

بلغت أزمة المهاجرين الحادة ذروتها في العام 2015 حيث سعى المهاجرون الذين فر الكثير منهم من الحرب السورية، إلى اللجوء إلى أوروبا.

أبرمت تركيا اتفاقًا مع الاتحاد الأوروبي في العام 2016 للحدّ من تدفّق اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي في مقابل الحصول على مساعدات مالية وحوافز أخرى.

وتعكر قضية المهاجرين بطريقة غير نظامية، العلاقات بين تركيا واليونان العضوين في حلف شمال الأطلسي.

شهدت العلاقات بين اليونان وتركيا الكثير من التوترات. وبرزت الخلافات مجددًا بسبب محاولات تركيا استكشاف حقول نفط وغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط.

في العام 2022، اتهم إردوغان اليونان بـ"احتلال" جزر في بحر إيجه وحذر حينها من أن تركيا "قادرة على الوصول فجأة في أي ليلة" إلى هذه الجزر.

لكن العلاقات بين البلدين تحسنت منذ شباط (فبراير) عندما أرسلت اليونان مساعدات الى تركيا بعد زلزال مدمّر أودى بحياة 50 ألف شخص على الأقل.

في منتصف تشرين الثاني (نوفبمر)، توفي خمسة أشخاص على الأقلّ بعد غرق قاربهم قبالة محافظة إزمير التي تقع قبالة جزيرتَي خيوس وساموس اليونانيتين.

بحسب المنظمة الدولية للهجرة، فقد أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر في البحر الأبيض المتوسط في العام 2023، وهي أعلى حصيلة منذ العام 2017. منذ كانون الثاني (يناير)، توفي أو اختفى 360 مهاجرًا بحسب المصدر نفسه.

في تقرير نُشر في مطلع آذار (مارس)، حذّر المجلس الأوروبي للاجئين والمنفيين من زيادة عدد المهاجرين الوافدين من تركيا إلى الجزر اليونانية.

ومن المرجح أن تحظى قضية المهاجرين بأهمية كبيرة في المحادثات الثنائية مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال زيارته أنقرة في أيار (مايو) المقبل.