نبدأ جولة الصحف من مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بعنوان "من في ورطة أكبر: إسرائيل أم إيران؟"، للكاتب بريت ستيفانز.
يقول الكاتب إن الأزمة التي يعيشها الشرق الأوسط اليوم تتلخص في سؤال واحد يدور حول تاريخين: أي لحظة تاريخية من المرجح أن تنقلب رأساً على عقب، عام 1948 أم عام 1979؟"
ويوضح الكاتب أن التاريخ الأول يشير إلى إنشاء دولة إسرائيل، والثاني إلى الثورة الإيرانية، والمغزى الضمني من السؤال "هو أنه لا يمكن للدولة اليهودية والجمهورية الإسلامية أن تتعايشا بشكل دائم".
ويعتقد الكاتب أنه من غير المرجح أن يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية إلى أي اعتقالات، أو إدانات جنائية، نظراً لتنديد إدارة بايدن بالقرار، وحتى بالنسبة للدول التي تظهر ودا أقل لإسرائيل "من غير المرجح أن تعتقل زعيم دولة تمتلك أسلحة نووية ووكالة استخبارات قوية".
ويرى ستيفانز أن هذا الإعلان يشكل جزءاً من نفس الاستراتيجية التي يعتقد خصوم إسرائيل أنها ستؤدي، في نهاية المطاف، إلى سقوط الدولة، وهي "نزع الشرعية الدولية والعزلة"، مما يؤدي بحسب الكاتب، إلى انهيار داخلي تدريجي أو غزو خارجي.
ويتساءل الكاتب: ما الدولة الأكثر عرضة للخطر، إسرائيل أم إيران؟؛ إذ أن "الخطر الأعظم الذي يهدد إسرائيل، كما قال الرئيس الإيراني السابق أكبر رفسنجاني ذات يوم، هو أن استخدام قنبلة نووية واحدة داخل إسرائيل من شأنه أن يدمر كل شيء. وليس من غير المنطقي التفكير في مثل هذا الاحتمال، لأن القدرات النووية المتوسعة لدى إيران والغموض الذي يحيط بها، لابد وأن يثير قلق العالم الغربي"، أما بالنسبة لإيران فإن التهديد الرئيسي للنظام "يأتي من الداخل" من خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
ويرى الكاتب أن إسرائيل تعاني مثل إيران "من نقاط ضعف داخلية عميقة، لم يبرز سوى بعضها إلى الواجهة خلال أشهر الاحتجاجات على التغييرات القضائية التي سبقت السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ناهيك عن التطرف اليميني، ومقاومة اليهود المتشددين لإسرائيل".
وينهي ستيفانز بقوله: "بالنسبة لحكام إيران فقد زعموا دائماً أنهم طليعة الثورة الإسلامية"، أما إسرائيل فـ"تريد، وتقاتل من أجل البقاء على حالها".
"سؤالي لأولئك الذين سهلوا المذبحة في غزة: ما الذي كنتم تفكرون فيه؟"
وإلى صحيفة الغارديان البريطانية، التي نشرت مقالاً بعنوان "سؤالي لأولئك الذين سهلوا المذبحة في غزة: ما الذي كنتم تفكرون فيه؟"، للصحفي أوين جونز.
يطرح الكاتب سؤالاً في مقاله للسياسيين ولوسائل الإعلام الذين "شرّعوا تدمير إسرائيل لغزة" بدعم من الغرب، قائلا: بماذا كنتم تفكرون؟
ويرى جونز أنه في حين لا يمكن الدفاع عما فعلته حماس، فإن الاتهامات التي وجهها المدعي العام ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه، تصف الفظائع التي "تم تسهيلها بشكل مباشر من قبل السياسيين المشجعين، وعلى الأخص في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا".
ويعتبر الكاتب أن استنكار الرئيس الأمريكي جو بايدن لطلب المدعي العام يؤكد سبب أهميته البالغة.
ويضيف: "سواء انتهى الأمر بنتنياهو في قفص الاتهام أم لا، فإن حصانة إسرائيل من العقاب التي كانت تبدو منيعة ذات يوم لم تعد موجودة".
ويشير الكاتب إلى إعلان غالانت حصاراً كاملاً على غزة من دون كهرباء، ولا طعام، ولا ماء، على أساس أنه "يقاتل حيوانات بشرية"، وغيرها من التصريحات الإسرائيلية التي لم يأخذها الساسة على محمل الجد، حسبما يقول الكاتب.
وفيما يخص وسائل الإعلام، يرى الكاتب أن هناك ما وصفه بـ"أحد أكبر الإخفاقات الصحفية في التاريخ".
ويختتم الكاتب بقوله: "بماذا كانوا يفكرون جميعاً؟ تم التعامل مع الحياة الفلسطينية على أنه لا قيمة لها على الإطلاق. لقد شهدنا أيضاً العواقب الوخيمة المترتبة على الفشل في محاسبة المسؤولين عن الكوارث ــ وخاصة في العراق. ومن الواضح أن المصفقين لإسرائيل كانوا يعتقدون أن إفلات الدولة من العقاب كان بمثابة بوليصة تأمين جماعية تحميهم أيضاً".
"المقامرة الأخيرة" لرئيس وزراء المملكة المتحدة
وإلى الفايننشال تايمز، التي نشرت مقالاً تناولت فيه تبعات إعلان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إجراء انتخابات عامة في الرابع من يوليو/تموز المقبل، بعنوان "المقامرة الأخيرة لرئيس وزراء المملكة المتحدة"، للصحفي روبرت شريمسلي.
يقول شريمسلي إن "الانتخابات المفاجئة - أو على الأقل شبه المفاجأة - كانت البطاقة الأخيرة لريشي سوناك وقد لعبها. ومع ذلك، مثل العديد من مناورات رئيس الوزراء، فإن هذه الخطوة هي نتاج ضعفه السياسي".
ويوضح روبرت: لطالما دافع بعض المقربين من سوناك عن إجراء تصويت مبكر، لكن اللحظة المنطقية لإجراء الانتخابات كانت بالتزامن مع الانتخابات المحلية هذا الشهر، بالإضافة إلى "تحسن الأخبار الاقتصادية التي من شأنها أن تغير تصورات الناخبين، مما يسمح لسوناك بإخبارهم أن المملكة المتحدة قد تجاوزت مرحلة صعبة".
ويضيف الكاتب: "وكمكافأة للمحافظين، فقد حزب العمال مؤخراً بعض الدعم بشأن الصراع في غزة، واستمرت تقييمات استطلاعات الرأي الخاصة بسوناك في الانخفاض. لذا فقد خلص إلى أنه من الأفضل اغتنام الأخبار الجيدة بشأن التضخم وإعلانها كدليل على إدارته الاقتصادية المعقولة".
ويرى الكاتب أنه لسوء حظ سوناك، فإن رئاسة الوزراء القصيرة و"الكارثية" لليز ترس حطمت سمعة حزب المحافظين فيما يخص الكفاءة الاقتصادية.
وخلص الكاتب إلى قوله: "لم تعد الأغلبية تنظر إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كقرار صائب، وعلى نفس القدر من الأهمية، فإن وجود ثلاثة رؤساء وزراء في عام واحد عزز الانطباع بوجود إدارة فوضوية ومنهكة".
التعليقات