إيلاف من لندن: في عام 1994، سعت الحكومة البريطانية إلى منع المكتبة البريطانية من شراء أرشيف أوراق كيم فيلبي الشخصية، الجاسوس السوفيتي الشهير، مقابل 68,000 جنيه إسترليني. كانت الحكومة تخشى من أن يؤدي استخدام أموال عامة إلى "إثراء أرملة الخائن"، ما قد يثير غضب الجمهور.

كشفت مذكرة تبادلتها إدارة التراث الوطني، المشرفة على المكتبة البريطانية، ومكتب مجلس الوزراء، عن مخاوف المسؤولين من ردود الفعل الشعبية. جاء في المذكرة أن أحد المسؤولين أعرب عن قلقه قائلاً: "أظن أنه قد يكون هناك شيء من الغضب العام إذا عُرف أن الجمهور متورط ولو بهذه الطريقة غير المباشرة في عملية جر من شأنها إثراء أرملة خائن".

لزيادة الضغط على المكتبة، نظم المسؤولون اجتماعاً غير رسمي مع السير أنتوني كيني، الفيلسوف وعضو مجلس إدارة المكتبة البريطانية، متجاوزين الرئيس التنفيذي للمؤسسة. هدفت هذه الخطوة إلى تحذير كيني من "الحساسية السياسية المحتملة" لقيام هيئة عامة بجمع الأموال لصالح عائلة فيلبي.

في نهاية المطاف، تراجعت المكتبة عن متابعة شراء مواد فيلبي، التي تم عرضها للبيع بواسطة دار سوثبي للمزادات. وأظهرت أوراق مجلس الوزراء أن دار المزادات سمحت للمسؤولين الحكوميين بالاطلاع على المواد قبل البيع، للتأكد من خلوها من أي معلومات تتعلق بالأمن القومي.

كيم فيلبي، الذي درس في جامعة كامبريدج، طور تعاطفاً مع الشيوعية وتم تجنيده من قبل المخابرات السوفيتية في ثلاثينيات القرن الماضي. خلال الحرب العالمية الثانية، عمل لصالح المخابرات البريطانية، وشغل مناصب في إسطنبول وواشنطن العاصمة بينما كان يتجسس لصالح السوفييت.

هذه الأحداث تلقي الضوء على التوترات السياسية والمخاوف الأمنية التي صاحبت التعامل مع إرث فيلبي، وتعكس كيفية تعامل الحكومة البريطانية مع قضايا تتعلق بالجاسوسية والأمن القومي حتى بعد عقود من انتهاء الحرب الباردة.