إيلاف من باريس: لم يُمنح رياضيّو كوريا الشمالية الأولمبيون هواتف ذكية من شركة سامسونغ، بخلاف الرياضيين والإداريين من دولٍ أخرى، وبلغ عددهم 17 ألفاً، وفقاً لما كشفت عنه اللجنة الأولمبية الدولية الخميس، وذلك بعد ساعات من إشارة سيول إلى أن تزويد الكوريين الشماليين بالهواتف قد ينتهك العقوبات المفروضة من مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية.

وأعلنت شركة التكنولوجيا العملاقة الكورية الجنوبية سامسونغ، وهي الشريك الرسمي للألعاب الأولمبية، في وقتٍ سابقٍ أنها ستوفّر نسخة أولمبية من هاتفها الذكي المتقدّم القابل للطيّ "غالاكسي زي فليب 6" لجميع الرياضيين المشاركين في الألعاب الأولمبية في باريس هذا العام و"البالغ عددهم نحو 17 ألفاً"، ويبلغ سعر النسخة الأرخص من الهاتف ما يقرب من 1000 دولار، مما يعني أن الشركة تكلفت 17 مليون دولار، في مقابل أن تحصل على دعاية بشراكتها مع اللجنة الأولمبية الدولية، وأن يقوم كل رياضي متوج بميدالية بأخذ سيلفي مستخدماً هاتف "غالاكسي زي فليب 6".

وروّجت الشركة واللجنة الأولمبية الدولية لـ"سيلفي النصر" في باريس، وهي صورة جماعية يلتقطها الفائزون بالميداليات على منصة التتويج باستخدام الهاتف المذكور.

وشارك لاعبا تنس طاولة من كوريا الشمالية فازا بالميدالية الفضية في سيلفي جماعية على منصة التتويج الأسبوع الماضي، إلى جانب الفائزين بالميدالية البرونزية من كوريا الجنوبية، في لقاءٍ كوريّ خالصٍ نادرٍ انتشر على نطاق واسع.

لكن الحكومة الكورية الجنوبية قالت الخميس، إن تزويد هواتف سامسونغ ذكية للرياضيين الأولمبيين من الجارة الشمالية قد ينتهك عقوبات الأمم المتحدة المرتبطة ببرنامج الأسلحة في بيونغ يانغ، في أعقاب تقريرٍ لإذاعة آسيا الحرة الممولة من الولايات المتحدة يفيد بأن كوريا الشمالية، على غرار دولٍ أخرى، استلمت هواتف لرياضييها.

لكن اللجنة الأولمبية الدولية قالت لفرانس برس في بيانٍ متأخرٍ الخميس إن رياضيي كوريا الشمالية المشاركين في الأولمبياد "لم يتلقوا هواتف سامسونغ".

ولم تقدّم اللجنة الأولمبية الدولية أي تفاصيل إضافية.

وتُعتبر العلاقات بين الكوريتين في واحدة من أدنى مستوياتها منذ أعوام، مع إعلان كوريا الشمالية مؤخراً عن نشر 250 منصةً لإطلاق الصواريخ الباليستية على حدودها الجنوبية.

وتحظر قرارات عديدة للأمم المتحدة على كوريا الشمالية المعزولة وصاحبة السلاح النووي إجراء اختبارات باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.

وقالت وزارة الخارجية في سيول في وقتٍ سابقٍ الخميس إن قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يمنع "توريداً مباشراً أو غير مباشرٍ، بيع أو نقل جميع الآلات الصناعية إلى كوريا الشمالية".

وأضافت "تُعتبر الهواتف الذكية مواداً محظورة بموجب هذا القرار".

وتابعت أن سيول "تبذل جهوداً ديبلوماسية بالتعاون مع المجتمع الدولي" لضمان "تنفيذٍ كاملٍ" للقرارات ضد كوريا الشمالية.

وردّت كوريا الجنوبية على اختبارات متزايدة للأسلحة وإرسال مناطيد محملة بالقمامة هذا العام من طرف الجارة الشمالية، عبر استئناف البث الدعائي على طول الحدود، وتعليقٍ كاملٍ لاتفاقية عسكرية كانت تهدف إلى تخفيف التوتر بين الطرفين إضافة إلى استئناف التدريبات بالذخيرة الحية قرب الحدود.

ووفقاً لوكالة يونهاب للأنباء، تضمّنت البثوث التي أغضبت بيونغ يانغ بسبب حساسيتها الشديدة تجاه حصول مواطنيها على معلومات من الجارة الجنوبية الديمقراطية، تقريراً عن أداء المبيعات العالمية لهواتف سامسونغ الذكية، إضافة إلى أغاني لنجم البوب الكوري بي تي أس.

ووفقاً للوكالة عينها، رفضت كوريا الشمالية خلال الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغتشانغ في كوريا الجنوبية، قبول هواتف سامسونغ الذكية التي قدّمها المنظمون الذين اشترطوا على الرياضيين من كوريا الشمالية إعادة الهواتف قبل مغادرة البلاد.