إيلاف من مراكش: دعا زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي، جان لوك ميلانشون، إلى تظاهرات في عشرات المدن الفرنسية، وإلى "أقوى تعبئة ممكنة" السبت، احتجاجاً على تعيين ميشيل بارنييه رئيساً للوزراء، مشيراً إلى أن "الرئيس إيمانويل ماكرون قاد انقلاباً على الديمقراطية بعدم قبوله نتائج الانتخابات".

ورداً على تعيين بارنييه، قال ميلانشون إن الأمر يتعلق "باحترام الديمقراطية"، ولكن أيضاً باحترام كرامتنا كمواطنين".

بدورها قالت المرشحة السابقة للجبهة الشعبية الجديدة لليسار لمنصب رئيس الوزراء لوسي كاستيتس، التي اشتكت من أنها، مثل ملايين الناخبين الفرنسيين، شعرت بالخيانة، وأن الرئيس انتهى به الأمر فعلياً إلى الحكم مع أقصى اليمين: "لدينا رئيس وزراء يعتمد كلياً على التجمع الوطني"، وفق "راديو فرنسا".

وتوقعت السلطات الفرنسية أن يشارك في احتجاجات السبت، أكثر من 30 ألف فرنسي استجابة لدعوة تحالف اليسار على خلفية "حرمانه" من منصب رئيس الوزراء بقرار من الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي رفض الاعتماد على نتائج التشريعيات المبكرة في تعيين الحكومة الجديدة.

واختار ماكرون مفاوض الاتحاد الأوروبي السابق في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد 60 يوماً من الانتخابات البرلمانية التي تركت فرنسا في حالة من الجمود السياسي، مع 3 كتل قوية -كان اليسار أكبرها- ولكن لم يتمكن أي منها من تشكيل أغلبية في الجمعية الوطنية.

وأكد منسق حزب "فرنسا الأبية"، مانويل بومبارد، أن "ماكرون قرر للتو تعيين رئيس للوزراء من المجموعة السياسية التي حصلت على 6% في الانتخابات التشريعية ولديها 40 نائباً فقط"، وأضاف: "لقد كان القرار الذي اتخذه خطيراً جداً على الديمقراطية".

وندد النائب اليساري في مقابلة مع "BFMTV" بـ"حكومة ماكرون لوبان ". وأوضح بومبارد أنه "في حين رفض 15 مليون شخص التصويت لصالح حزب الجبهة الوطنية، فإن اليمين المتطرف هو اليوم صانع ملوك"، مضيفاً أن ماكرون قدم حق الفيتو للتجمع الوطني في الحكومة المقبلة".

وقال إنه سيعمل على إسقاط الحكومة المقبلة بقيادة بارنييه، لأن الديمقراطية تقتضي منح الحكم لليسار والجبهة.

واتهمت رئيسة مجموعة "فرنسا الأبية" في البرلمان ماتيلد بانوت، أن "ماكرون لا يزال يشعر بأنه مستبد". وأضافت: "لقد سُرقت الانتخابات من الشعب الفرنسي، رئيس الوزراء يتم تعيينه بإذن، وربما باقتراح من حزب التجمع الوطني".

واستنكرت زعيمة حزب الخضر مارين تونديليه ما اعتبرته "التحالف بين الماكرونيين واليمين المتطرف"، وقالت: "لقد تم اعتبار الفرنسيين أغبياء. لقد جازف رئيس الجمهورية بفتح الطريق أمام أغلبية يمينية متطرفة".

وقرر الحزب الاشتراكي عدم المشاركة في الاحتجاجات، وبالتالي فإن الجبهة الشعبية الجديدة، التي فازت في الانتخابات التشريعية بنوابها الـ193، لن تكون بكامل قوتها للاحتجاج على ما اسمته بـ"انقلاب ماكرون"، وفق "لوموند".

تشكيل الحكومة

وبدأ رئيس الوزراء الجديد في تشكيل الحكومة بعد يوم من توليه منصبه، عقب اجتماع مع ماكرون. وفي مقابلة متلفزة، قال بارنييه، وهو من يمين الوسط، إنه منفتح على تشكيل حكومة تضم أعضاء من اليسار.

وبعد محادثات مع زعماء الجمهوريين اليمينيين ومجموعة الرئيس الوسطية، قال بارنييه إن المناقشات تسير على ما يرام وكانت "مليئة بالطاقة". وفي مقابلة تلفزيونية الجمعة، قال بارنييه (73 عاماً)، إنه على استعداد لاختيار وزراء من مختلف الطيف السياسي، بما في ذلك "أشخاص من اليسار".

وعين ماكرون، الخميس، بارنييه رئيساً لوزراء فرنسا، وذلك بعد مشاورات "معقدة" استمرت قرابة الشهرين.

ويعد بارنييه، البالغ من العمر 73 عاماً، من أشد المؤيدين لأوروبا، وهو عضو في حزب الجمهوريين الذي يمثل اليمين التقليدي (يمين الوسط). وهو معروف على الساحة الدولية بدوره في التوسط في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويتمتع رئيس الوزراء الجديد بخبرة 40 عاماً في السياسة الفرنسية والأوروبية، وشغل مناصب وزارية مختلفة في فرنسا، بما في ذلك أدوار وزراء الخارجية والزراعة والبيئة.

كما شغل مرتين منصب مفوض أوروبي، بالإضافة إلى كونه مستشاراً لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وفي عام 2021، أعلن بارنييه ترشحه لانتخابات الرئاسة الفرنسية، لكنه فشل في حشد الدعم الكافي داخل حزبه.