حاصرت قوات الأمن الفنزويلية السفارة الأرجنتينية في العاصمة كاراكاس، حيث تحتمي ستة شخصيات سياسية معارضة للرئيس نيكولاس مادورو. وشارك أعضاء المعارضة الفنزويلية صوراً ومقاطع فيديو تُظهر ضباطاً من جهاز المخابرات الفنزويلي وهم يطوقون مبنى السفارة.

وأكدت الشخصيات المعارضة داخل السفارة أنهم يعيشون حالة "حصار" فرضه نظام مادورو عليهم، مما زاد من تعقيد الأزمة السياسية المستمرة في البلاد.

يُذكر أن البرازيل تمثل حالياً السفارة والمصالح الأرجنتينية في فنزويلا بعد تدهور العلاقات الدبلوماسية بين الأرجنتين وفنزويلا خلال الصيف الماضي، وذلك على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في فنزويلا.

وألغت الحكومة الفنزويلية السبت، وصاية البرازيل على السفارة، كما أعلنت، في محاولة واضحة لإزالة حمايتها الدبلوماسية.

وتُعد الأرجنتين من بين العديد من الدول التي طعنت في النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية، التي منحت مادورو ولاية ثالثة.

ودعا آخرون الحكومة الفنزويلية إلى نشر بيانات التصويت، في حين اعترف حلفاء مادورو - بما في ذلك روسيا والصين - بفوزه.

وتُشير نتائج التصويت التي نشرتها المعارضة الفنزويلية إلى فوز مرشحها، إدموندو غونزاليس - لكن الدول الغربية امتنعت عن الاعتراف به كرئيس منتخب.

تأتي أحدث الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفنزويلية بعد أن قالت وزارة الخارجية الأرجنتينية إنها ستطلب من المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق مادورو وغيره من كبار المسؤولين.

جهاز الاستخبارات الوطنية البوليفارية (SEBIN) يحرس شارع السفارة الأرجنتينية
Reuters
وقالت شخصيات معارضة في المبنى إنهم تحت "الحصار"

وكتب بيدرو أوروتشورتو نوسيلي، مستشار زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، الذي يتخذ من السفارة ملجأ له منذ مارس/آذار، على موقع "إكس" أنه اعتباراً من صباح يوم السبت، كان هناك "وجود متزايد لعناصر الأمن الملثمين لقد أغلقوا حركة المرور في الشارع، وما زلنا بدون كهرباء".

وفي الوقت نفسه، قال عمر غونزاليس مورينو، وهو مسؤول معارض آخر، إن السفارة كانت بدون كهرباء منذ مساء الجمعة، وأضاف: "يستمر حصار وتهديد الهجوم على المقر الدبلوماسي الأرجنتيني في كاراكاس، الذي تمثله البرازيل، من قبل عناصر أمن نظام مادورو".

وقالت الحكومة الفنزويلية إنها اضطرت إلى اتخاذ إجراءات بعد أن كشفت عن "أدلة على استخدام المرافق ... للتخطيط لأنشطة إرهابية ومحاولات اغتيال" ضد مادورو ونائبه.

وقالت البرازيل في بيان لاحق إنها ستستمر في تمثيل مصالح الأرجنتين في فنزويلا حتى يتم اختيار حكومة أخرى للقيام بهذا الدور، مؤكدةً على "حرمة مرافق البعثة الدبلوماسية الأرجنتينية".

وقالت وزارة الخارجية الأرجنتينية في بيانها: "إن أي محاولة للتدخل أو اختطاف طالبي اللجوء المقيمين في مقر إقامتنا الرسمي سوف تُدان بشدة من قبل المجتمع الدولي، وإن مثل هذه الإجراءات تعزز الاعتقاد بأن حقوق الإنسان الأساسية لا تحظى بالاحترام في فنزويلا مادورو".