يتصدر الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، عناوين مقالات الصحف الغربية من جديد، إذ يصادف اليوم مرور عام على حرب غزة، والتي بدأت بهجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
وتتحدث الصحف عن وجوب إيجاد حل دائم للصراع في المنطقة، مختلفين على شكل هذا الحل، سواء من خلال إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، أو من خلال انتصار إسرائيل على إيران.
"المشكلة ليست أننا لا نعرف، بل إن القليل يتغير على الرغم من معرفتنا"
وفي صحيفة الغارديان البريطانية، كتبت نسرين مالك مقالا بعنوان "أتمنى أن تتمكنوا من رؤية الكابوس الحي في فلسطين. ولكن كم يجب أن نرى قبل أن نفعل شيئا؟"
وبدأت الكاتبة مقالها عن مقتل المدنيين الإسرائيليين في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، أي قبل عام من اليوم، وهو "ما يبدو أنه البداية".
وتوضح الكاتبة بأنها "لا ترى هذه الحادثة هي البداية حقا"، بل تضيف أن "الكارثة لم تبدأ بمأساة السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ولن تنتهي، ليس فقط بالنسبة للفلسطينيين، بل للإسرائيليين أيضا".
وحاولت الكاتبة في مقالها استعراض بعض المشاهد التي وصفتها بـ"الكابوس الحي"، ابتداء "بتكثيف السلطات الإسرائيلية والمستوطنين هجومهم على الفلسطينيين، تحت غطاء الحرب، بينما ينصب انتباه العالم على غزة ولبنان وأخيرا الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران."
ووصفت الكاتبة شوارع وأسواق مدينة الخليل "الخاوية"، إذ "لا يسمح للفلسطينيين بالسير على هذه الطرق ولكنّ المستوطنين يستطيعون ذلك، وهم يحملون مدافعهم الآلية على أكتافهم"، على حد قولها.
وأشارت إلى عدد المنازل التي هُدمت في سلوان بالقدس الشرقية منذ السابع من أكتوبر، والذي بلغ 37 منزلا وفقا للكاتبة، وكيف يحُل المستوطنون في المنطقة بعد مغادرة سكانها المهدمة بيوتهم.
وعرجت الكاتبة على ما أسمته بـ"معاناة" قرى مسافر يطا من العنف المتزايد، مبينة أن "القرى التي لم يتم إخلاؤها على مدى العقد الماضي تضررت وانقطعت، وأجبرت على العيش دون ماء أو كهرباء أو طرق ممهدة".
وتسلط الكاتبة الضوء على تضاعف عدد السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية إلى ما يقرب من 10 آلاف شخص، 250 منهم من الأطفال وثلثهم رهن "الاعتقال الإداري".
وختمت الكاتبة مقالها بتساؤل "ما الذي نحتاج إلى رؤيته بعد ما يحدث في الطرف الأكثر حدة في غزة؟ إن المشكلة ليست أننا لا نعرف، بل إن القليل يتغير على الرغم من معرفتنا".
- "عام من القتل والافتراضات الخاطئة دفع الشرق الأوسط إلى حافة حرب أعمق وأوسع نطاقاً"
- الجيش الإسرائيلي يكثف غاراته على بيروت، وحزب الله يقصف حيفا وطبريا في ذكرى السابع من أكتوبر
- عام على 7 أكتوبر/تشرين الأول: ما الكلفة الإنسانية التي تكبدتها غزة بعد عام من الحرب؟
"الطريق الوحيد للسلام هو انتصار إسرائيل على إيران وشبكتها الإرهابية"
وفي صحيفة "وال ستريت جورنال"، كتبت هيئة التحرير مقالا بعنوان "دروس السابع من أكتوبر بعد مرور عام".
وتحدثت هيئة التحرير عن الدروس المستفادة من "مذبحة" حماس في السابع من أكتوبر الماضي، وفقا لوصفها، وتقول إن الحادثة "علّمت الغرب أيضاً دروساً منسية حول الردع والإرادة السياسية وأوهام العالم الليبرالي المسالم".
وترى الصحيفة أن "رد إسرائيل على هجوم السابع من أكتوبر، لا يقبل الجدل لضرورة الاستعداد العسكري، وليس فقط بالنسبة لإسرائيل".
وتعبر الصحيفة عن "صدمتها" من وجود دعم غربي لحماس في الحرم الجامعي، وتسامح رؤساء الجامعات مع ما أسمته الصحيفة بـ"معاداة السامية" باعتبارها حرية تعبير، مؤكدة أنه "ما دام الغرب يقيّد إسرائيل لكنه يرفض ردع إيران، فإن ألسنة اللهب ستنتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل قاتلت على الرغم من منتقديها الدوليين، الذين قللوا من تقدير الدعم العام الإسرائيلي للاستجابة العسكرية القوية، وإن إسرائيل أظهرت عزمًا سياسيًا وقوة عسكرية أكبر مما توقعه أعداؤها".
وبيّنت أن الحزب الديمقراطي الأمريكي ممثلا بالرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس التزما بـ"تأنيب" إسرائيل بقدر ما يوبخان حماس، وأن "الليبرالية" حثت على خفض التصعيد ووقف إطلاق النار وحل الدولتين، وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو إلى فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل.
وتعتبر الصحيفة أن الدبلوماسية وإن استطاعت إعادة المنطقة إلى الوضع الذي كانت عليه في السادس من أكتوبر، فإنها في ذات الوقت ستمهد الطريق لحرب أخرى مثل السابع من أكتوبر.
وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على أن الطريق الوحيد للسلام في الشرق الأوسط، هو "انتصار إسرائيل على إيران وشبكتها الإرهابية، مع الإشارة إلى أن إيران عازمة على تدمير أمريكا بقدر ما هي عازمة على تدمير إسرائيل"، وبالتالي أمريكا لا تستطيع الانسحاب من الشرق الأوسط.
"سؤال لن يتمكن أحد في إسرائيل من الإجابة عليه"
وأما في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد جاءت افتتاحيتها بعنوان "العربية السعودية والأردن يعرفان مفتاح السلام، ولكن هل تعرفه إسرائيل؟".
قالت الصحيفة إنه "يتعين على الإسرائيليين المعتدلين أن يذكروا الجميع بأن الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط وتعزيز المحور المعادي لإيران يمر عبر إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل".
وتحمل الصحيفة في الذكرى الأولى لحرب غزة، مسؤولية الحرب لرئيس الحكومة الإسرائيلية الذي وصفته بأنه "المسؤول الرئيسي عما حدث للبلاد ومواطنيها".
وترى الصحيفة أنه "دون رؤية دبلوماسية، سيكون من المستحيل إنهاء الحرب. ودون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ستتورط إسرائيل مراراً وتكراراً في مشاكل أمنية لن تنتهي إلا بمزيد من الدماء والموت وأيام الذكرى".
وأشارت الصحيفة إلى مقال للأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، يتحدث عن أن "الأمن الحقيقي لإسرائيل سيأتي من الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. من خلال تبني حل يسمح للشعبين بالتعايش في سلام، يمكننا تفكيك دائرة العنف التي حاصرت الجانبين لفترة طويلة جدًا".
كما أشارت إلى تصريحات أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني في مؤتمر صحفي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بقوله إن "جميعنا على استعداد لضمان أمن إسرائيل في سياق إنهاء إسرائيل للاحتلال والسماح بظهور دولة فلسطينية".
ووصفت الصحيفة السؤال الذي طرحه الصفدي، "هل يمكنك أن تسأل المسؤولين الإسرائيليين ما هي غايتهم النهائية، بخلاف الحروب والحروب والحروب؟"، بأنه سؤال لن يتمكن أحد في إسرائيل من الإجابة عليه.
وأنهت الصحيفة افتتاحيتها بتأكيدها ضرورة توحيد قوى إسرائيل مع المعتدلين في العالم العربي لتذكير الجميع بأن الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط يمر عبر إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
التعليقات