قالت مصادر طبية في قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي طالب ثلاث مستشفيات في شمال القطاع بالإخلاء بشكل كامل خلال 24 ساعة، وهي مستشفيات كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة.

وأشار بيان للدفاع المدني الفلسطيني إلى أن الجيش الاسرائيلي دعا المستشفيات في محافظة شمال غزة إلى الإخلاء الفوري من المرضى والطواقم الطبية مهدداً باستهدافها.

وأكد حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي "هدده بشكل مباشر من خلال الاتصال به شخصياً"، ووصف قرار الإخلاء بـ"الخطير في ظل الوضع السيء".

وأكدت وزارة الصحة في بيان لها أن الجيش الإسرائيلي بات يحاصر المستشفى ويطلق النار تجاه مكتب إدارته، محذرة من توقف المستشفى عن العمل بسبب نفاذ الوقود جراء هذا الحصار.

وأوضح الدفاع المدني الفلسطيني أن الأوضاع الإنسانية في محافظة شمال قطاع غزة تزداد خطورة ساعة بعد أخرى بعد قيام الجيش الاسرائيلي بشن هجوم واسع على مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا لليوم الرابع على التوالي، حيث يفرض عليها حصاراً مشدداً، ويمنع دخول إمدادات المياه والطعام والدواء.

وتابع الدفاع المدني في بيان له، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب "مجازر في حق المدنيين راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى، ولا زالت جثامين القتلى في الشوارع ويصعب الوصول إليها بسبب استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني"، موضحاً أن القوات الإسرائيلية تهدد المواطنين، الذين يزيد عددهم في مناطق وأحياء محافظة شمال القطاع عن 200 ألف نسمة، وتطالبهم بإخلاء منازلهم.

مجمع الشفاء الطبي في غزة
palestine online
اقتحم الجيش الإسرائيلي، في 15 من نوفمبر/تشرين الثاني، مجمع الشفاء الطبي، بعد حصار دام لأيام

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التطورات الأخيرة في شمال غزة بـ"المروعة بشكل خاص"، موضحاً أن هناك "تكثيفاً واضحاً للعمليات العسكرية الإسرائيلية"، ومشيراً إلى أن حوالي 400 ألف شخص يضطرون مرة أخرى للانتقال جنوباً إلى منطقة مكتظة وملوثة وتفتقر إلى أساسيات البقاء على قيد الحياة.

وأضاف غوتيريش أن العائلات في مخيم جباليا للاجئين في الشمال أُمرت بالمغادرة للمرة الرابعة، مؤكداً أن "هناك خطأ جوهري في الطريقة التي تتم بها إدارة الحرب".

وفي السياق، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، من أن "مشروع القانون الإسرائيلي بشأن منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يمكن أن يوجه ضربة مروعة للاستجابة الإنسانية الدولية في غزة" وفي سائر الأرض الفلسطينية المحتلة.

وقال الأمين العام خلال حديثه للصحفيين في نيويورك، إنه كتب مباشرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونبهه إلى أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يقوض الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية والتوترات في غزة، بل وفي الأرض الفلسطينية المحتلة بأكملها ومن شأنه أن يشكل كارثة جديدة، موضحاً أن القرار الإسرائيلي من شأنه أن "ينهي فعلياً التنسيق لحماية قوافل الأمم المتحدة ومكاتبها وملاجئها التي تخدم مئات الآلاف من الناس".

وأضاف غوتيرش أنه بدون الأونروا، سيخسر أكثر من 660 ألف طفل في غزة فرصة عودتهم إلى التعليم، ما يعرض مصير جيل كامل للخطر، بالإضافة إلى تعطل الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".

وتسعى إسرائيل لتمرير مشروع قانون يقيّد عمل منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بزعم أن عدداً من عناصر المنظمة هم عناصر من حركة حماس.

استمرار جهود المصالحة

دبلوماسياً، قال مصدر قيادي في حركة حماس لبي بي سي إن وفداً من الحركة سيعقد اجتماعاً مع وفد من حركة فتح في العاصمة المصرية القاهرة قريباً، بهدف التوصل لاتفاق ينهي الخلافات الداخلية الفلسطينية.

وأكد مصدر آخر من حركة فتح لبي بي سي أن وفداً من الحركة بقيادة محمود العالول نائب رئيسها، سيصل القاهرة قبيل الاجتماع المرتقب مع حركة حماس، دون تحديد موعده.

وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن لقاء مرتقب بين وفدين من حركتي حماس وفتح في القاهرة قبيل اجتماع موسع مع فصائل فلسطينية أخرى بهدف التوصل لاتفاق ينهي الخلافات الداخلية الفلسطينية، والتوافق حول رؤية موحدة لإدارة مشتركة لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية.

في غضون ذلك، قالت نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، إنه "يجب التوصل إلى وقف إطلاق نار في أقرب وقت ممكن في غزة".

وأوضحت هاريس - بحسب وكالة روبترز - أنه قد تمّ بالفعل تحقيق "بعض التقدم" في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، لكن ذلك "لا معنى له" ما لم يتم التوصل إلى اتفاق فعلي، على حد قولها.

وفي سياق ذلك، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي فجر الأربعاء، المجتمع الدولي إلى مواصلة الجهود الرامية للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان.

وقال لامي - الذي بدأ رحلة للشرق الأوسط تشمل البحرين والأردن - إنه "يجب ألا نضعف في هذا الوقت الحرج لضمان وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان وإيصال المساعدات التي يحتاج إليها قطاع غزة بشدّة، وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن"، موضحاً بحسب بيان للخارجية البريطانية، أنّ الوضع الراهن في الشرق الأوسط "خطر بشكل لا يصدّق".