إيلاف من باريس: كانت ردود الفعل الرصينة التي أبدتها مارين لوبان وجوردان بارديلا تجاه فوز ترامب متناقضة تماما مع البهجة التي أبداها زعماء اليمين المتطرف في أوروبا.

في عام 2016، سارعت المرشحة اليمينية المتطرفة الفرنسية مارين لوبان إلى تهنئة دونالد ترامب على انتخابه حتى قبل أن يُعلن عن نتيجة السباق، وهذه المرة، انتظرت لوبان أن يتوجه الرئيس إيمانويل ماكرون أولا.

تناولت لوبان فوز ترامب على موقع X بعد وقت قصير من رد ماكرون على منصة التواصل الاجتماعي. ولكن بينما كان زعماء اليمين المتطرف في مختلف أنحاء أوروبا، مثل أوربان في المجر، وفيلدرز في هولندا، يحتفلون علناً بانتصار حليف أيديولوجي على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، كانت لوبان رصينة وهادئة بشكل مفاجئ.

وكتبت لوبان: "لقد اختار الأميركيون رئيسهم بحرية، وينبغي لهذا العصر السياسي الجديد أن يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية والسعي إلى الحوار البنّاء والتعاون على الساحة الدولية".

شعار "أميركا أولاً" يخيف أوروبا
ووفقاً لـ"بوليتيكو" أكد حليف مقرب من لوبان، والذي مُنح عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة، أن المرشحة الرئاسية ثلاث مرات قدمت عمدا رد فعل باهتاً، وعلى الرغم من تفضيلها لترامب على منافسته الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، فقد أكد الحليف أن لوبان كانت قلقة بشأن الكيفية التي قد تضر بها سياسات الرئيس المنتخب "أميركا أولاً" وتعهده بفرض الرسوم الجمركية بالمصالح الصناعية الفرنسية.

وأضاف الحليف "إن ترامب سيضع مصالحه الشخصية في المقام الأول، ونحن نحترم ذلك. وسوف تكون هناك مضايقات للاتحاد الأوروبي وفرنسا. ونحن نحافظ على حماسنا".

ووفقاً لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة إيلاب، فإن 78% من المستجيبين للاستطلاع في فرنسا لديهم تصور سلبي عن الرئيس الأميركي المنتخب ــ بما في ذلك أغلبية الناخبين في التجمع الوطني.

ومع ذلك، كان من الممكن الشعور بالانتصار والفرح في ردود أفعال المسؤولين الأقل شهرة في التجمع الوطني. فقد كتب مستشار لوبان برونو بيلد على موقع X: "دونالد ترامب، ضد وسائل الإعلام والصحفيين والنخبة المنفصلة عن الواقع والمثقفين، يفوز بالصوت الوحيد الذي لا يساويه أي صوت في الأهمية، وهو صوت الشعب".

وقد قدم رئيس التجمع الوطني، جوردان بارديلا البالغ من العمر 29 عاما، قراءة أكثر حماسة إلى حد ما - وإن كانت متضمنة أيضا - لنتائج الانتخابات الأميركية، حيث أشاد بفوز ترامب بعد "معركة انتخابية صعبة للغاية".

"بالنسبة لنا، في فرنسا وأوروبا، يجب أن تكون هذه الانتخابات الأميركية بمثابة جرس إنذار، يجب أن تكون فرصة لإعادة التفكير في علاقتنا بالقوة والاستقلال الاستراتيجي".

وعندما سألته "بوليتيكو" عن الانتخابات الأميركية في وقت سابق من هذا العام، قبل أن ينسحب الرئيس جو بايدن من السباق، قال بارديلا إن "قلبه يميل نحو ترامب" لكنه أكد أنه ليس مواطنا أميركياً، ويتطلع فقط إلى القادة الفرنسيين للإلهام.