إيلاف من لندن: أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش الذي افتتح به الدورة الجديدة لمجلس الأمة العشرين أن لأردن يقف بكل صلابة في وجه العدوان على غزة والاعتداءات على الضفة الغربية.

وقال إن الأردن فصولا جديدة في مسيرته التي ستبقى اغلى ما فيها الانسان، وسيبقى سيبقى جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية مصدر فخر واعتزاز لوطنهم وأمتهم.

وقال العاهل الهاشمي نحن دولة راسخة الهوية لا تغامر في مستقبلها ولا خيار أمامنا سوى التقدم لخدمة أجيال الأردن ومستقبله، وإن هدفنا توفير الحياة الكريمة وإعداد الشباب وتمكينهم لوظائف المستقبل.

وأعرب الملك عبدالله الثاني عن أمله أن يشكل مجلس النواب مرحلة جديدة في مسيرة البناء والتحديث.

نص الخطاب

وفي الآتي نص الخطاب الملكي:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين،

فباسم الله، وعلى بركة الله نفتتح الدورة العادية لمجلس الأمة العشرين، ونبارك لأعضاء مجلس النواب انتخابهم، ونأمل أن يشكل هذا المجلس مرحلة جديدة في مسيرة البناء والتحديث، لخدمة الأردن والأردنيين.

إن هذا المجلس يشكل بداية لتطبيق مشروع التحديث السياسي، في مسار يعزز دور الأحزاب البرامجية، ومشاركة المرأة والشباب، وهذا يتطلب أداء نيابيا وعملا جماعيا، وتعاونا وثيقا بين الحكومة والبرلمان، على أساس الدستور.

أنتم اليوم أمام مسؤولية كبيرة لإرساء قواعد عمل وممارسات برلمانية يكون التنافس فيها على البرامج والأفكار وأساسها النزاهة، وتعبر بكل وضوح عن مصالح وأولويات الدولة.

تمكين الشباب

هدفنا توفير الحياة الكريمة وتمكين الشباب وإعدادهم لوظائف المستقبل، وعلينا مواصلة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي لإطلاق إمكانات الاقتصاد الوطني، ورفع معدلات النمو خلال العقد القادم، فما لدى الأردن من كفاءات بشرية وعلاقات مع العالم كفيل بأن يكون رافعا للنمو.

ولا بد من الإسراع في تحديث القطاع العام، وصولا إلى إدارة عامة كفؤة وقادرة على تقديم الخدمات النوعية للمواطنين بعدالة ونزاهة. وهذا نهج يجب أن يلتزم به كل مسؤول وموظف.

وعليكم، نوابا وأعيانا، واجب الرقابة من أجل ضمان تنفيذ مسارات التحديث، فلا خيار أمامنا سوى التقدم لخدمة أجيال الأردن ومستقبله.

دولة راسخة الهوية

نحن دولة راسخة الهوية، لا تغامر في مستقبلها وتحافظ على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني، فمستقبل الأردن لن يكون خاضعا لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه.

إن السلام العادل والمشرف هو السبيل لرفع الظلم التاريخي عن الأشقاء الفلسطينيين، وسنبقى متمسكين به خيارا يعيد كامل الحقوق لأصحابها ويمنح الأمن للجميع، رغم كل العقبات وتطرف الذين لا يؤمنون بالسلام.

وستبقى قدس العروبة أولوية أردنية هاشمية، وسنواصل الدفاع عن مقدساتها والحفاظ عليها، استنادا إلى الوصاية الهاشمية، التي نؤديها بشرف وأمانة.

غزة

يقف الأردن بكل صلابة، في وجه العدوان على غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ونعمل جاهدين من خلال تحركات عربية ودولية لوقف هذه الحرب.

لقد قدم الأردن جهودا جبارة ووقف أبناؤه وبناته بكل ضمير يعالجون الجرحى في أصعب الظروف. وكان الأردنيون أول من أوصلوا المساعدات جوا وبرا إلى الأهل في غزة، وسنبقى معهم، حاضرا ومستقبلا.

هؤلاء هم أبناؤكم وبناتكم، أدوا التحية للعلم ولبوا الواجب بكل شرف، وسيبقى جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية مصدر فخر واعتزاز لوطنهم وأمتهم. أنتم على العهد النشامى، النشامى.

مواصلة البناء

سنواصل البناء وسيكتب الأردن فصولا جديدة في مسيرته التي ستبقى مسيرة أغلى ما فيها الإنسان.

وسيبقى الأردن عظيما وطنا طيبا مباركا بأهله وأرضه... ووجها عربيا صادقا.... وعنوانا لكل خير... وكل يوم من أيامه بداية لمستقبل نصنعه بإيمان وعزيمة وثبات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."