إيلاف من دمشق: من يحكم سوريا في أخطر يوم في تاريخها؟ سؤال قفز إلى أذهان الملايين من أبناء سوريا في الداخل والخارج، كما اقتحم دائرة تفكير الملايين في المنطقة العربية، وسيطر على فضول العالم، بعد فرار بشار الأسد إلى وجهة غير معلومة فجر الأحد 8 كانون الأول (ديسمبر) 2024.
الجلالي مستعد لاستمرارية الحكم
على رأس الشخصيات التي برزت خلال الساعات الماضية كوجه يصلح لمرحلة انتقالية آمنة دون خسائر أو وقوع في هوة حرب أهلية لن تكون لها نهاية هذه المرة، رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي الذي قال فجر الأحد إنه باق في منزله ومستعد لدعم استمرارية الحكم بعد فرار الرئيس بشار الأسد من دمشق مع دخول مقاتلي المعارضة إلى العاصمة.
وأعلن الجلالي أنه يتمنى أن يسود عهد جديد وأنه سيكون في مجلس الوزراء صباحا ومستعد لأي إجراء للتسليم.
وقال الجلالي في بيانه: "حرصا على المرافق العامة للدولة التي هي ملك لكل السوريين، فإننا نمد يدنا لكل مواطن شريف حريص على مقدرات هذا البلد وذلك للحفاظ على مقدراته، وأهيب بالمواطنين عدم المساس بالأملاك العامة، لأنها في النهاية هي أملاكهم".
وأضاف: "وأنا هنا في منزلي، ولا أنوي مغادرته إلا بصورة سلمية، بحيث أضمن استمرار المؤسسات العامة ومؤسسات مرافق الدولة، وإشاعة الأمن والأطمئنان للمواطنين، واتمنى أن يفكر الجميع بعقلانية ووطنية".
وتابع: "إننا نمد يدنا حتى للمعارضين الذين مدوا يدهم وأكدوا انهم لن يتعرضوا لأي إنسان ينتمي إلى هذا الوطن السوري، وإننا نؤمن بسوريا لكل السوريين وأنها بلد جميع أبنائها وبأن هذا البلد يستطيع أن يكون بلدا طبيعية دولة تبني علاقات طيبة مع الجوار والعالم دون أن تبني أي تحالفات أو تكتلات إقليمية ولكن هذا متروك لأي قيادة يختارها الشعب السوري، ونحن مستعدون للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب بحيث نقدم لهم كل التسهيلات الممكنة ونقل كل الملفات الحكومة بشكل سلس ومنهجي يحفظ مرافق الدولة".
الجيش يتخلص من ظل بشار
الطرف الحاضر كذلك هو الجيش السوري، والذي لم يعد محسوباً على بشار الأسد، ويمكن القول إن الجيش هو الطرف الأكثر أهمية وتأثيراً في مثل هذا الظرف الاستثنائي، فهو الذي يملك القوة لمنع البلاد من الانزلاق إلى الهاوية، وقد يكون عدم مقاومته للمعارضة خلال الأيام الماضية، بهدف اسقاط بشار الأسد، مع احتفاظ الجيش بقوته وعتاده لهذه اللحظة المهمة.
وقد أفادت وكالة "رويترز " نقلا عن مصادرها بأن قيادة الجيش السوري أبلغت الضباط بسقوط "النظام"، وهو الأمر الذي يعني أن الجيش عاد للوقوف مع الشعب، وانه على استعداد للتعاون في تسيير أمور البلاد في هذه المرحلة الخطيرة.
المعارضة السورية
الصورة المباشرة القادمة من داخل سوريا في الوقت الراهن، بعيداً عن ترقب القوى الخارجية وعلى رأسها إيران، وتركيا، والدول العربية، وروسيا وأميركا، تشير إلى وجود "أبو محمد الجولاني"، القائد الأعلى لهيئة تحرير الشام، واسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع، ، ويبلغ 41 عاماً، وقدم نفسه لوسائل الإعلام العالمية، في الأيام الماضية باعتباره وجه سياسي، وليس زعيم ميليشيا، أو مطلوب من جانب الإدارة الأميركية التي خصصت 10 ملايين دولار للقبض عليه.
بيان من الثوار
من ناحيتها قالت الجماعات المسلحة التي دخلت دمشق في بيان لها: "بعد 50 عاماً من القمع في ظل النظام، و13 عاماً من الجريمة والاستبداد والتهجير، وبعد نضال طويل وكفاح ومواجهة كافة أشكال قوات الاحتلال، نعلن اليوم بتاريخ 12-8 -2024 نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا".
وتابع البيان :"إلى النازحين في جميع أنحاء العالم، سوريا الحرة تنتظركم."
وأضافت أن سوريا الجديدة ستكون مكاناً يتعايش فيه الجميع بسلام، ويسود العدل، وتثبت الحقوق، حيث يُكرم كل سوري وتُصان كرامته، ونطوي صفحة الماضي المظلم، ونفتح أفقاً جديداً للعالم".
بيان البيت الأبيض الأميركي
قال البيت الأبيض يوم السبت إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريقه يراقبون "الأحداث الاستثنائية في سوريا" ويتواصلون مع الشركاء الإقليميين.
وقال البيت الأبيض في بيان: "الرئيس بايدن وفريقه يراقبون عن كثب الأحداث غير العادية في سوريا ويظلون على اتصال دائم مع الشركاء الإقليميين".
التعليقات