إيلاف من بيروت: قبل ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، عادت صفارات الإنذار لتخترق صمت مدينتي تل أبيب والقدس. هذه المرة، كان التهديد قادمًا من اليمن، حيث أطلق الحوثيون صاروخًا بعيد المدى، ما أعاد حالة التأهب وألقى بظلاله على جهود التهدئة. الجيش الإسرائيلي أعلن اعتراض الصاروخ، لكن رسائل التصعيد بدت واضحة: المنطقة ليست مستعدة للهدوء بعد.
هجوم حوثي "لن نوقف عملياتنا ما دامت الحرب مستمرة"، بهذه الكلمات وجه الحوثيون رسالتهم عقب إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه إسرائيل، ما تسبب في تفعيل أنظمة التحذير وإطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس. الهجوم يأتي قبل ساعات قليلة من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة حيز التنفيذ، ما يضع التهدئة المنتظرة على المحك.
الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان رسمي أن الصاروخ تم اعتراضه بنجاح، وأن الحادث لم يسفر عن إصابات أو أضرار، فيما أكدت خدمات الطوارئ التابعة لنجمة داود الحمراء (MDA) عدم تسجيل أي إصابات بين المدنيين.
رسالة من اليمن الهجوم الأخير ليس الأول في سلسلة التحركات الحوثية التي توسعت مؤخرًا لتشمل استهداف السفن في البحر الأحمر وإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. الجماعة، التي تؤكد ارتباط تحركاتها بالمشهد في غزة، أشارت بوضوح إلى أن عملياتها ستستمر طالما استمرت الحرب الإسرائيلية هناك.
هذا التصعيد الحوثي يثير مخاوف من أن تكون التهدئة في غزة غير قادرة على احتواء التوترات الإقليمية، خاصة مع اتساع نطاق الصراع ليشمل مناطق جديدة.
اتفاق غزة على المحك في الوقت الذي تصاعدت فيه المخاوف، أعلنت الحكومة القطرية أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس سيبدأ رسميًا في الساعة 8:30 صباحًا بالتوقيت المحلي (9:30 صباحًا بتوقيت مكة). الاتفاق، الذي يتضمن تبادل الأسرى بين الطرفين، يمثل خطوة محورية نحو تهدئة الأوضاع في غزة.
لكن إطلاق الصاروخ الحوثي عشية هذا الاتفاق يثير تساؤلات حول قدرة الأطراف على الالتزام بالتهدئة، خصوصًا مع استمرار التصعيد من جهات خارجية تسعى لتوسيع دائرة الصراع.
هل تصمد الهدنة؟ رغم أن الجيش الإسرائيلي تمكن من اعتراض الصاروخ دون أضرار، إلا أن الحادثة تعكس تصعيدًا قد يمتد إلى ما بعد التهدئة.
في الوقت الذي يترقب فيه العالم لحظة دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، يأتي التصعيد الحوثي كرسالة واضحة: التهدئة لا تعني نهاية الصراع. وبين صفارات الإنذار والتحديات الإقليمية، يبقى التخوف قائماً من أن تكون المنطقة على موعد مع فصل جديد من التوتر.
التعليقات