تناولت الصحف البريطانية في مقالاتها وتحليلاتها عدداً من المواضيع والقضايا، من بينها اقتراحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهدد "الآمال الضعيفة" للفلسطينيين في غزة، إضافة إلى تزايد عدد السكان والهجرة في بريطانيا، فضلاً عن التنوع العصبي، هل هو إعاقة أم موهبة.

ورأت صحيفة الغارديان في افتتاحيتها أن اقتراح ترامب "بتطهير" قطاع غزة عبر ترحيل أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني إلى خارج القطاع مؤقتاً أو لفترة طويلة إلى الأردن ومصر - هو "تهديد جديد" لهم.

وقالت الصحيفة إنه "لا سبب" يدفع الفلسطينيين للاعتقاد بأن هناك فرصة للعودة نظراً لتاريخهم الطويل مع النزوح.

وأضافت: "يبدو أن (اقتراح ترامب) بمثابة نكبة أخرى".

وأشارت الصحيفة إلى أن حديث ترامب عن قلقه تجاه الفلسطينيين وأنه يريد لهم العيش في مكان أكثر أمناً وراحة، لا يغير حقيقة أنها ستكون "جريمة حرب".

وإخراج الفلسطينيين من الشمال "أصبح أكثر صعوبة الآن" بعد عودة الآلاف إليه، وفق الصحيفة.

وقالت الغارديان إن تعليقات ترامب بمثابة "موسيقى لآذان" اليمين الإسرائيلي المتطرف، وقد تكون لمساعدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحفاظ على ائتلافه.

ولفتت النظر إلى أن "اقتراح ترامب لا يحتاج إلى أن يكون عملياً ليكون ضاراً"، بل من شأنه أن "يعزز" اليمين المتطرف في إسرائيل، المتحفز، بعد إلغاء عقوبات أمريكية على مستوطنين ضالعين بالعنف في الضفة الغربية، و"يزيد من تهميش الفلسطينيين".

ورأت الصحيفة أن ترامب، يبدو أنه ينظر للفلسطينيين على أنهم "عقبة أمام تطوير عقارات وصفقاته الكبرى التي ناقشها لفترة طويلة، وليس باعتبارهم بشراً لهم الحق في إبداء رأيهم في حياتهم".

وقالت الغارديان إن التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين "يبدو في كثير من الأحيان نظرياً" لكنه "لا يزال مهماً"، مشيرة إلى أن الفلسطينيين "لا يزالون بحاجة إلى مستقبل طويل الأمد في دولة خاصة بهم".

التنوع العصبي موهبة أم إعاقة؟

أسماء لامعة في عالم المال والأعمال والتكنولوجيا شخصوا بالتوحد
Getty Images
أسماء لامعة في عالم المال والأعمال والتكنولوجيا شخصوا بالتوحد

ونشرت صحيفة التايمز مقالاً كتبته، أليس تومسون، تتحدث فيه عن التنوع العصبي وكيف يمكن التعامل معه بشكل إيجابي، بدل الحكم عليه بأنه كله إعاقة ذهنية.

وتذكر أليس حواراً أجرته مع بيل غيتس قال لها فيه: "لو أنني نشأت في هذه الأيام لشخص الأطباء حالتي بالتوحد". وحدثها الملياردير عن طفولته وكيف أنه كان مختلفاً عن أقرانه يتصرف تصرفات غريبة عنهم، ولم تكن نتائجه في المدرسة جيدة، كما كان له هوس بأمور محددة.

وينطبق الشيء نفسه على إيلون ماسك، حسب كاتب سيرته، ولتر إيزاكسون. الذي يذكر إن مالك تويتر يعاني من نوع من التوحد. وقال ماسك عن نفسه في مقابلة تلفزيونية: "أعدت اختراع السيارة الكهربائية، وأنا بصدد إرسال البشر إلى القمر، هل تعتقدون أنني نشأت نشأة عادية".

وتضيف الكاتبة إلى القائمة أسماء لامعة أخرى في المال والأعمال والتكنولوجيا، كلهم شخصوا بالتوحد أو فرط الحركة، منهم مارك زوكربرغ، مؤسس فيسبوك، وجيف بيزوس، مؤسس أمازون، وتشارلز برونسون، وجيمس دايسون، وكلهم أثبتوا ذكاءهم الخارق للعادة.

وتقول الكاتبة إن تشخيص الأطفال بهذه الحالات من التنوع العصبي يؤدي غالباً إلى اعتبارهم معاقين، وينتهي بهم الأمر إلى التهميش في المجتمع، وإلى عبء ثقيل على ذويهم، الذين يتحملون الاعتناء بهم، والتعامل مع تصرفاتهم المختلفة.

وترى أن الأولى أن تبحث الحكومة عن سبل لتمكين هؤلاء الأشخاص من استغلال مواهبهم الخاصة، وإيجاد وظائف ونشاطات تناسب قدراتهم، ينتفعون بها وتخدم المجتمع.

وتحذر من أن عدداً كبيراً من الأطفال الذين يعانون من التوحد في بريطانيا ينتهي بهم الأمر بين أيدي العصابات، التي تستغلهم في أعمالها الإجرامية. وتبين الأرقام أن ثلاثة من 10 فقط من المصابين بالتوحد يجدون وظائف ثابتة، بينما 77 في المئة منهم يريدون العمل.

وتشير دراسة أنجزتها الجمعية الوطنية للتوحد في بريطانيا أن 60 في المئة من المصابين بالتوحد يعتمدون مالياً على عائلاتهم، و40 في المئة منهم يعيشون مع عائلاتهم.

وتعتقد أليس أن التنوع العصبي لابد أن نتعامل معه على أنه كفاءة متميزة فريدة من نوعها، بدل اعتباره في كل الأحوال إعاقة ذهنية، وعبء على العائلات وعلى المجتمع.

"الهجرة مخيفة لكن المهاجرين مطلوبون"

الهجرة لها دور كبير في النجاح الاقتصادي
Getty Images
الهجرة لها دور كبير في النجاح الاقتصادي

ونشرت صحيفة الاندبندنت مقالاً كتبه، جون رنتول، يعلق فيه على الإحصائيات البريطانية الأخيرة التي تتحدث عن الهجرة وتأثيرها على ارتفاع عدد السكان في البلاد.

ويقول جون أن الديوان الوطني للإحصائيات يشير إلى ارتفاع عدد السكان في بريطانيا سيرتفع بـ 5 ملايين نسمة في 10 سنوات بسبب الهجرة، ولكننا دون مهاجرين سنتحول إلى جزيرة وحيدة ومعزولة.

ويذكر الكاتب أن الرأي العام متناقض في بريطانيا. فالهجرة منبوذة عند الناس، ولكنهم يقدرون دور المهاجرين. فأغلب البريطانيين يطالبون بتخفيض مستوى الهجرة، ولكن عندما تسألهم عن الأعمال التي يقوم بها المهاجرون، يرحبون بالمزيد منهم.

فلا أحد يريد خفض عدد المهاجرين من الأطباء والممرضين والعاملين في الرعاية الصحية، ولا حتى في العاملين في الوظائف الأقل شعبية مثل موظفي المصارف.

ويرى الكاتب أن الذين ينظرون إلى أرقام ديوان الإحصائيات على أنها مؤشر مقلق، لابد لهم أن يتذكروا أن النجاح الاقتصادي مرتبط بالهجرة أيضاً.

ويقول جون إنه بإمكان معارضي الهجرة أن يردوا بأنه على بريطانيا أن تدرب الأعداد الكافية من العمال الذين تحتاجهم. ولكن المسألة ليست بالبساطة التي يتصورها.

فالطريقة الوحيدة لإنهاء الهجرة تماماً، وهو الهدف الذي يسعى إليه نايجل فاراج زعيم حزب الإصلاح، هو أن "تغرق البلاد" في الديون والأزمات المالية، فيهرب الناس منها بدل الهجرة إليها. وحينها يغادر الأطباء الذين ندربهم إلى أستراليا وكندا، وفق المقال.