إيلاف من واشنطن: يواجه روبرت كينيدي جونيور وتولسي غابارد ماراثونا صعبا للفوز بتصديق مجلس الشيوخ على تعيينها في إدارة الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب.

ويتحتم على المرشحين اللذين أعلن ترامب أثناء حملته الرئاسية انضمامها لفريقه الإجابة على أسئلة المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين، اللذين لديهم تحفظات كبيرة على الإسمين بسبب مواقفها السابقة.

ولا ينتمي كينيدي وغابارد إلى أوساط الحزب الجمهوري، لكن ولاءهما لترامب خلال حملة الرئاسية الصعبة دفعه إلى إعلان ترشيحه لهما في مناصب وزارية.

كينيدي جونيور.. مسار تعيين "بطل الكوكب"
وكينيدي جونيور (70 عاما) هو سليل عائلة سياسية ديمقراطية، ترشح في البدء مستقلا للانتخابات الرئاسية، ثم أنهى حملته وأعلن تأييد ترامب.
وهو واحد من أكثر دعاة حماية البيئة تأثيرا في الولايات المتحدة، وحصل على لقب "بطل الكوكب" من مجلة تايم وجائزة "سارتيسكي" للسلام.

ومع ذلك، يتحفظ مشرعون، من بينهم السيناتور الجمهوري البارز، ميتش ماكونيل، الناجي من شلل الأطفال، على سجله المناهض للقاحات، وينتقدون ما يعتبرونه "افتقارا" إلى الخبرة الطبية والصحية لترشيحه في منصب وزير الصحة.

لكن كينيدي حاول خلال الفترة الماضية تعديل موقفه المناهض للقاحات، بما في ذلك التطعيمات الروتينية للأطفال.
ونقلت شبكة "إيه بي سي" عن مصادر إن نائب الرئيس جيه دي فانس يبذل "جهودا مكثفة" لإقناع المشرعين في مجلس الشيوخ بالترشيح خلف الأبواب المغلقة.

وقالت المصادر إن كينيدي قال لأعضاء في اجتماعات خاصة إنه ليس "مناهضا للقاحات"، بل يسعى إلى إجراء مزيد من الدراسات بشأن سلامتها.

وحتى الآن، لم يتعهد أي ديمقراطي بدعمه، ووصفت السيناتورة الديمقراطية، باتي موراي، اجتماعا عقدته معه بأنه كان "أغرب" اجتماع لها مع وزير محتمل.

وقالت "لقد شعرت بالفزع إزاء إجاباته وافتقاره إلى المعرفة.. نحن بحاجة إلى شخص مسؤول عن هذه الوكالة يتأكد من أن أطفالنا وأحفادنا لديهم معلومات الرعاية الصحية الصحيحة وليس المعلومات المضللة".

غابارد.. هاجس "ظل الأسد"
أما تولسي غابارد، المشرحة لمنصب وزيرة الاستخبارات الوطنية، فستواجه أيضا أسئلة صعبة، اليوم الخميس، بعد توقف عملية التصديق على تشريحها لأكثر من شهرين.

ومن المتوقع أن تواجه استجوابات من أعضاء لجنة الاستخبارات بالمجلس عن ماضيها وآرائها المثيرة للجدل.

كانت غابارد خدمت في الجيش الأميركي، قبل أن تفوز بعضوية مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي، ثم انشقت عنه .

وفي السنوات اللاحقة، انضمت للجمهورين، وأعلنت صراحة دعمها مرشحين جمهوريين بارزين، وداومت الظهور على قناة "فوكس نيوز". ومع تزايد انتقادها لإدارة بايدن، خلال إطلالاتها الإعلامية، حظيت بشعبية متزايدة جمهوريا.
ومن أكثر المواقف الصعبة المتوقع أن تواجه أسئلة بشأنها الاجتماعات التي عقدتها مع الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، الذي كانت تتهمه الولايات المتحدة بارتكاب جرائم حرب عندما التقت به وزوجته، أسماء، في 2017.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن جدول أعمال غابارد، الذي وافقت عليه لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب قبل مغادرتها لسوريا في ذلك الوقت ولقاء الأسد، لم يتضمن أي اجتماعات مع سياسيين أو مسؤولين سوريين.

لكن أثناء وجودها هناك، التقت بالأسد مرتين في ثلاثة أيام. وأظهر تقرير قدمته إلى الكونغرس لاحقا أن الاجتماع مع الأسد استمر لمدة 90 دقيقة.
ويتحفظ ديمقراطيون على تعليقاتها بشأن حرب أوكرانيا
ويلام عليها تأييد نظرية مؤامرة مفادها بأن أحد أسباب غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022 أن المختبرات التي تمولها الولايات المتحدة هناك كانت تعمل على خلق فيروسات قاتلة يمكن استخدامها أسلحة بيولوجية.

وأيدت غابارد النظرية في البداية لكنها تراجعت لاحقا، قائلة إنها لم تتهم أي دولة ولكنها فقط عبرت عن مخاوفها.

وانتقدت غابارد بشدة الدعم الأميركي لأوكرانيا، وقالت إنه كان بالإمكان تفادي الحرب، إذا قامت إدارة بايدن والناتو بمراعاة ما وصفتها بـ"المخاوف المشروعة" لروسيا بشأن انضمام أوكرانيا المحتمل إلى الناتو.
ومما يزيد الأمور تعقيدا التغطية الإعلامية الروسية لها.

ووصفت في مقال نشر على وكالة الأنباء الروسية الخاضعة لسيطرة الدولة "ريا نوفوستي" بأنها "امرأة خارقة"، وأشار التقرير إلى ظهورها السابق على التلفزيون الروسي.