إيلاف من لندن: يأمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي في استخدام المؤتمر الدولي التاسع للمانحين الذي بدأ أعماله في بروكسل، يوم الإثنين، كبداية جديدة مع سوريا في عهدها الجديد، على الرغم من المخاوف بشأن أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط قتلى هذا الشهر.

وتشارك الحكومة السورية الجديدة في المؤتمر الهادف لجمع المساعدات لسوريا التي تُواجه مشاكل إنسانية خطيرة وانتقالًا سياسيًا بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ويُشكّل المؤتمر فرصة للأوروبيين لتعزيز التعبئة الدولية لدعم سوريا التي دمّرتها الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد.

وللمرة الأولى، يحضر المؤتمر ممثلون عن الحكومة في دمشق، حيث سيُشارك وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى جانب العشرات من الوزراء الأوروبيين والعرب وممثلي المنظمات الدولية.

ومنذ عام 2017، يستضيف الاتحاد الأوروبي المؤتمر في بروكسل، لكنّه كان ينعقد من دون مشاركة حكومة النظام، بسبب أفعاله الوحشية في الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011.

أعمال عنف

وارتُكِبت أعمال عنف خلال الأسابيع الأخيرة في منطقة الساحل السوري في غرب البلاد، تُعَدّ الأعنف منذ وصول هذا الائتلاف بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية، المصنفة من قِبل الأمم المتحدة كمنظمة إرهابية، إلى السلطة.

وقتل نحو 1400 مدني على الأقل غالبيتهم العظمى من العلويين وهي الطائفة التي ينتمي إليها الأسد، جراء أعمال العنف التي شهدتها هذه المنطقة اعتبارا من السادس من مارس، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحسب دبلوماسيين، فإن دول الاتحاد الأوروبي الـ27 التي سارعت بعد 8 ديسمبر إلى دعم العملية الانتقالية في سوريا، تريد أن تعتبر ما حصل حادثا معزولا. وقد رحبت بتعيين لجنة تحقيق، قائلة إنه "يجب القيام بكل شيء منعا لحدوث جرائم كهذه مرة أخرى"، وفق ما جاء في بيان.

وكذلك، أكدت هذه الدول استعدادها لإعادة النظر في الرفع التدريجي للعقوبات المفروضة على سوريا الذي تقرر في نهاية فبراير، إذا تكررت حوادث كهذه، وفقا لدبلوماسيين في بروكسل.

وأعلنت فرنسا الأربعاء أنها ستُعارض أي رفع إضافي للعقوبات "إذا مرت هذه الممارسات بلا عقاب".

وستحاول الدول الـ27 الاثنين في بروكسل حشد مساعدة المجتمع الدولي لإعادة بناء هذا البلد. وكانت النسخ السابقة للمؤتمر تكتفي بالمساعدة الدولية إلا ان الطموحات هذه المرة مختلفة تماما.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي "من المؤكد أن المؤتمر هذا العام سيكون مختلفا". وأضاف "ثمة فرصة سانحة، لكنها ليست كبيرة بما يكفي، لذا يتعين علينا استغلالها، وإلا فسيكون الأوان قد فات".