إيلاف من لندن: وجه عاهل بريطانيا رسالةً بمناسبة عيد الفصح، قال فيها إن العالم لا يزال بحاجة إلى "الإيمان والرجاء والمحبة". وشارك الملك تشالز في قداس العهد السنوي مع الملكة، الذي يُقام هذا العام في كاتدرائية دورهام.
وقال الملك تشارلز الثالث: "هناك ثلاث فضائل لا يزال العالم بحاجة إليها: الإيمان والرجاء والمحبة. وأعظمها المحبة. وبهذه الحقائق الخالدة في ذهني وقلبي، أتمنى لكم جميعًا عيد فصح مباركًا ومسالمًا".
وألقى العاهل البريطاني في الرسالة الضوء على أمثلة "القسوة الشديدة واللطف العظيم" التي "تظهر أمام أعيننا يوميًا"، مُشيرًا إلى أنها يجب أن تُذكّر العالم بأهمية "فضائل الإيمان والرجاء والمحبة".
وقال: "من ألغاز إنسانيتنا كيف نملك قسوة عظيمة ولطفًا عظيمًا في آنٍ واحد".
وأضاف: "تتجلى هذه المفارقة في الحياة البشرية في قصة عيد الفصح وفي المشاهد التي نراها يوميًا - تارة، صورٌ مروعةٌ لمعاناة إنسانية، وتارةً أخرى، أعمالٌ بطوليةٌ في بلدانٍ مزقتها الحروب، حيث يُخاطر العاملون في المجال الإنساني من جميع الأطياف بحياتهم لحماية أرواح الآخرين."
الرسالة الخالدة
وتأمل الملك البريطاني فيما يعتقد أنه يمكننا تعلمه من عيد الفصح اليوم، وأضاف: "إن الرسالة الخالدة لعيد الفصح هي أن الله أحب العالم - العالم أجمع - لدرجة أنه أرسل ابنه ليعيش بيننا ليُعلّمنا كيف نحب بعضنا بعضًا، وأن نبذل حياته من أجل الآخرين في محبةٍ أثبتت أنها أقوى من الموت.
وقال: "هناك ثلاث فضائل لا يزال العالم بحاجة إليها: الإيمان والرجاء والمحبة. وأعظمها المحبة. بهذه الحقائق الخالدة في ذهني وقلبي، أتمنى لكم جميعًا عيد فصح مباركًا ومسالمًا".
كما تحدث تشارلز عن "إعجابه العميق بصمودهم وشجاعتهم وتعاطفهم" مع العاملين في المجال الإنساني الذين التقى بهم في قصر باكنغهام قبل بضعة أسابيع.
تقليد
يشار إلى أنه عندما كان أمير ويلز، بدأ تشارلز بإصدار رسالة في عيد الفصح. والآن، بصفته ملكًا، واصل هذا التقليد، وهو أمر لم تفعله الملكة إليزابيث الثانية.
الملك هو الحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا، ولكنه، بصفته وريثًا للعهد وملكًا، كرّس نفسه للعمل مع الديانات الأخرى والاحتفاء بها.
مؤكدًا أن رسالته ليست موجهة فقط إلى جماعة مسيحية، قال: "إن المحبة التي أظهرها (يسوع) عندما سار على الأرض عكست الأخلاق اليهودية في رعاية الغريب والمحتاج، وهي غريزة إنسانية عميقة تردد صداها في الإسلام وغيره من التقاليد الدينية، وفي قلوب كل من يسعى لخير الآخرين".
قداس العهد
وشارك الملك تشارلز الثالي رسالته قبل حضوره قداس العهد السنوي مع الملكة، وهو هذا يُقام هذا العام في كاتدرائية دورهام.
وقال تشارلز في رسالته بمناسبة عيد الفصح: "في خميس العهد، ركع يسوع وغسل أقدام كثيرين ممن تخلوا عنه". وأضاف: "كان تواضعه رمزًا لمحبته التي لا تعرف حدودًا، وهي جوهر الإيمان المسيحي".
وخلال مراسم خميس العهد، قدّم الملك للمستفيدين - 76 رجلاً و76 امرأة - حقيبتين: واحدة حمراء والأخرى بيضاء، تحتويان على نقود خميس العهد.
وهذا العام، تحتوي الحقيبة الحمراء على عملة معدنية من فئة 5 جنيهات إسترلينية تخليدًا لذكرى الملكة الأم، وعملة معدنية من فئة 50 بنسًا تحمل قصصًا عن الحرب العالمية الثانية.
وتُمنح هذه العملات للمستفيدين تقديرًا لخدمتهم المسيحية المتميزة وعملهم في مجتمعاتهم المحلية.
ويُعد توزيع الصدقات وغسل الأقدام يوم خميس العهد تقليدًا عريقًا. ويعود تاريخ خميس العهد الملكي في إنجلترا إلى القرن الثالث عشر.
ويذكر ختاما بأنه في العام الماضي، اضطرت الملكة كاميلا لحضور قداس خميس العهد نيابة عن الملك، بعد أن نصحه الأطباء بتجنب الواجبات العامة بسبب تشخيص إصابته بالسرطان.
التعليقات