أماني خليفة العبسي

فيصل القاسم إعلامي‮ ‬الجزيرة كان أحد هؤلاء الذين‮ ‬يقولون إن إيران ليست العدو وأن عدونا المشترك أمريكا وإسرائيل،‮ ‬وأن أمريكا كما استغلت‮ ''‬المتطرفين‮'' ‬للقضاء على الخطر الشيوعي‮ ‬تستغلهم اليوم لمواجهة الخطر الشيعي،‮ ‬وهناك كثيرون ما‮ ‬يزالون‮ ‬ينامون في‮ ‬العسل وينظِّرون بهكذا نظريات،‮ ‬وطبعاً‮ ‬أغلب المنظرين معروفة توجهاتهم‮.‬ نحن لا نعتبر إيران ممثلة للشيعة نظراً‮ ‬لسياساتها التي‮ ‬أساءت للشيعة في‮ ‬المقام الأول،‮ ‬ولا نعتد بمصطلح‮ ''‬خطر شيعي‮'' ‬فالخطر اليوم إيراني‮ -‬من الجارة المسلمة الشقيقة‮- ‬كما هو من بقية الأطماع الأجنبية‮.‬ لم نظلم إيران التي‮ ‬قالت إن البحرين هي‮ ‬المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة وليس تهديدها اليوم بإرسال سفنها للبحرين هو البادرة الأولى السلبية من جهتها،‮ ‬لا أعلم هل‮ ‬يجب أن نأخذ هذه التصريحات والتهديدات بروح رياضية؟ خاصة أننا نعلم أن أي‮ ‬رئيس إيراني‮ ''‬سيطيب خاطرنا بكلمتين‮'' ‬ليس هو من‮ ‬يحكم إيران فعلياً،‮ ‬وأن أكبر قائد إلى أصغر عنصر في‮ ‬الباسيج‮ ‬يتخذ قرارات العدوان دون الرجوع للرئيس‮.‬ كيف إيران ليست العدو وإيران ونحن في‮ ‬أكثر الأوقات حاجة إلى توحد الجهود الإسلامية تقف منا هذا الموقف بتصريحاتها وبتأجيجها واستثارتها العالم ضدنا ونحن من مد لها‮ ‬يده في‮ ‬العديد من المناسبات وواجهنا أسلوبها العدواني‮ ‬بالحلم والتسامح‮. ‬ نريد أن نؤمن أن إيران صديقة وشقيقة وجارة خيرة لكن كيف نفعل وهم‮ ‬يهددوننا ويتدخلون في‮ ‬شؤوننا ويزرعون الخونة في‮ ‬صفوفنا ويستهدفون أنظمتنا وشعوبنا ويضروننا بكل طريقة ممكنة‮.‬ من لا‮ ‬يزال‮ ‬يعطي‮ ‬إيران عذراً‮ ‬باسم عدائها المزعوم مع الأمريكان أو الصهاينة فليوفر جهده،‮ ‬لم تعد شعوب الخليج ساذجة،‮ ‬بل هي‮ ‬في‮ ‬صحوة لم تعرفها ربما على طول تاريخها،‮ ‬كنا نتمنى التعامل مع دولة جارة في‮ ‬ظرف احترام وتعاون وتبادل‮ ‬يعود بالخير علينا وعليهم فهذا هو الوضع الطبيعي،‮ ‬لكن لم‮ ‬يحدث ولا‮ ‬يبدو أنه سيحدث مستقبلاً‮ ‬بناء على هذا التاريخ المشرف‮.‬ والمفترض اليوم والذي‮ ‬نتمناه هو أن‮ ‬ينأى شيعة الخليج الكرام بأنفسهم ويتبرأون من سياسة إيران تجاه دول مجلس التعاون والبحرين تحديداً،‮ ‬عليكم أن تعلنوها واضحة أنكم مع قوميتكم العربية وأن وجود مطالب أو‮ ‬غيرها لا‮ ‬يعطي‮ ‬إيران الحق في‮ ‬التحدث باسمكم والإساءة لكم أكثر مما فعلت،‮ ‬يفترض أن‮ ‬يكون من‮ ‬يواجه الخطاب الإيراني‮ ‬الذي‮ ‬تحمله جماعة لندن إلى الشرق والغرب هم الطائفة الشيعية الكريمة قبل‮ ‬غيرهم،‮ ‬وهم أول من‮ ‬يجب أن‮ ‬يجمع التوقيعات ويخاطب المنظمات الدولية،‮ ‬لماذا نطالب بحقوق طوال الوقت ثم وقت الشدة‮ ‬يتضح أننا لا نعرف أبسط الواجبات؟ ولماذا لا‮ ‬يرى‮ ''‬البعض‮'' ‬البحرين تستحق بعض التقديس الذي‮ ‬تحظى به دولة الولي‮ ‬الفقيه؟‮ ‬