هذا الرجل الآن يشغل كل العالم بما في ذلك الولايات المتحدة وحتى مجلس الأمن ، إنه الشيخ موسى هلال زعيم عشيرة المحاميد بدارفور. ويخفي موسى هلال تحت هيئته "المدينية" روح بدوية متمرسة وشرسة ، حاول جاهدًا وهو يرد على أسئلتنا أن يبدو حذرًا وكأنه يخشى الدخول في إجابات محظورة واجتهد أكثر في السيطرة على توتره الذي ظهر عندما ضغط بأسنانه على غطاء قارورة المشروب الغازي حتى ثناه . وموسى هلال رجل تحيط به الحراسة المشددة ، أحسسنا ونحن ندلف إلى مكتبه داخل بناية وسط الخرطوم أنه إختاره كذلك لأسباب أمنية. ونستطيع أن نقول إن الرجل تحكم في إجاباته ويعرف بالضبط ماذا يريد أن يقول . في ما يلي حوار تنفرد به " إيلاف":

*في خضم الحديث الطاغي هذه الايام عن الجنجويد نسأل؛ لم الشيخ موسى هلال بالذات تحوم حوله الشبهات بزعامة هذه الجماعة؟

الجنجويد مصطلح في دارفور (غرب السودان) يعني لص وقاطع طريق وهم مجموعة من صغار النفوس الذين يتسرب اليهم السلاح من دول مجاورة ولقد نفيت مرارًاً وتكرارًاً علاقتي بالجنجويد.

* وهل اتهامكم عائد الى ان قبيلتكم لم تعتذر من الاعمال التي يقوم بها الجنجويد؟

حتى هذه غير صحيحة فنحن اكثر قبيلة تضررت من حوادث الجنجويد وذلك راجع الى اننا قبيلة رعوية والنهب اصلاً يستهدف الرعاة ولقد نهبت منا اموال كثيرة وقتل منا كثيرون بواسطة الجنجويد وكما يستهدفنا الجنجويد يستهدفنا التمرد الذي تقوده قبائل الزرقة ( الزغاوة والفور والمساليت) وهؤلاء دمروا لنا عدة قرى وعملهم هذا منظم لبناء اقتصاد من اجل اهداف سياسية وسلطوية معروفة لدينا.

*شيخ موسى هل انت مصاب بالقلق نتيجة اتهامك بزعامة الجنجويد؟

(ضحك ) لست مصابًا بالقلق ولن اصاب به طيلة عمري لاني لست زعيمًا للجنجويد ولا علاقة لي بهم وانا زعيم عشيرة معروفة تاريخيًا.

*من خلال معرفتك بالمنطقة هل للجنجويد منطقة محددة ينطلقون منها؟

الجنججويد لا يرتبطون بقبيلة معينة ولا مكان محدد لهم فهم مجرد لصوص متشردون في كل دارفور واؤكد بأني ضدهم!.

*على ذكرك الزغاوة في صف التمرد ذكرت سابقاً علاقة رحم تجمعك بهم فما هي؟

الزغاوة طبعاً (خشم بيوت) ومنهم البديات وعلاقتي بالآخرين علاقة دم ورحم والتقي معهم في الجد الخامس، وتجمعنا غير ذلك علاقة تاريخ واعراف مشتركة واذكرهم مذ كنت

صغيرًا كانوا يأتون إلى والدي ويطلبون منه المساعدة في مناسبات الزواج ودفع الدّيات وهذه الصلة مستمرة حتى الآن بيننا وبينهم.

* عودة لموضوعنا الرئيسي (الجنجويد) البعض يتحدث عن مهارة لهم فائقة في القتال وترى في ذلك حكايات اقرب للاساطير فهل ما يروى عنهم صحيح؟

اعود فأقول ان الجنجويد مجرد لصوص يحملون اسلحة ويستخدمونها غدراً ولكن البدو بصورة عامة وبحكم تكوينهم وبيئتهم يجيدون استخدام السلاح وركوب الخيل في الغرب او الشرق.

*شيخ موسى هل تعرف للجنجويد قيادة موّحدة ؟

لا اعرف لهم قيادة موّحدة فهم عبارة عن جماعات من اللصوص تسير في الخلاء وتجدهم من مختلف القبائل في مجموعة واحدة وليس لهم زعيم واحد.

*ولماذا يرتدي الجنجويد زيّاً موحداً ان كانوا اصلاً ينتمون لقبائل عدة؟

ليس للجنجويد زياً موحداً والشال الذي يغطون بهم وجوههم من اجل اخفاء الملامح وحتى هذا الشال وطريقة لبسه جاءت من الخارج.

*وهل رصدت من ابناء عشيرتك من انضم للجنجويد؟

لا اجزم بذلك وربما هناك (نفر او نفرين) ومثلهم انضم للتمرد ولا يخلو مجتمع من شواذ.

*فيما يتردد يا شيخ موسى ان الجنجويد يستهدفون القبائل غير العربية فالى اي مدى هذا صحيح؟

لا استطيع ان احكم بهذا ولكن اعرف اننا ايضاً مستهدفين من الجنجويد ..

ويقال ايضاً ان الجنجويد متسلحين باسلحة متطورة فمن اين لهم بهذا السلاح المتطور؟

والله لا ادري ولكن الحدود مفتوحة مع دول الجوار ولا اجزم بأن كل الجنجويد يحملون اسلحة متطورة ولا اعرف كذلك بقية اسلحتهم وحتي الجيش ليس مسلحاً تسليحاً موحداً وعموماً اقدر ان اقول ان الجنجويد مسلحين وهذه حقيقة ولا يمكن ان يكونوا غير ذلك.

*يتردد ان موسى هلال مطلوب حياً او ميتاً لدى الغربيين لدى مقابلتك لرموز غربية هل تعزز لديك ما يتردد؟

ابداً فانا التقيت مع عدد من الاجانب منهم ممثلين لحكومات واخرين لمنظمات ولم احس منهم باتجاه كهذا وانا ادافع عن نفسي في وجه معلومات خاطئة مراد منها تشويه سمعة من وقفوا في وجه التمرد وأحسب ان الجميع اخيراً يقفون على الحقائق داخل وخارج السودان.

*من بين من التقيتهم كان سفير بريطانيا بالخرطوم فما الذي دار بينكما ؟

السفير طرح عليّ العديد من الاسئلة حول ازمة دارفور وكان لقاءً ممتازاً خلص الى ان مشكلة دارفور معقدة جداً وان على زعمائها ان يشجبوا ما يجري ببيان ممهور بأسمائهم ووافقت على ذلك.

*شيخ موسى هل هناك قبائل ( زرقة) يقفون الى جانبك؟

(اجاب بذكاء).. هناك زرقة يقفون الى جانب الحكومة التي اقف الى جانبها.

- وهل تلعب دور المنسق في ذلك؟

بوصفي زعيم عشيرة اعتبر منسقاً وان لم اكن منسقاً بالمعنى المتعارف عليه مركزياً .

* وقوفك الى جانب الحكومة هل يعني انك منتمٍ سياسياً؟

انا زعيم عشيرة كل حكومة تأتي ثم تمضي عليّ وانا كذلك ولن املك رأي لاتجاه سياسي معين!!

*ربما يجمعك بالحكومة الدين؟

انا معتدل ومرن وهذا اصل الدين والذي هو دين حوار واحمد الله على اني مسلم ومتصوف على الطريقة التيجانية.

*شيخ موسى البعض يتحدث عن تطهير عرقي في دارفور وانت تحدثت عن تهديد للوجود العربي فيها فالى اي شئ ارتكزت في دعواك؟

كلامي مبنيّ على منشورات واعلام على المستوى الداخلي والخارجي والكثير من الاجندة والشواهد تؤكد ذلك وقبائل الزغاوة والفور والمساليت بعد استهدافها للدولة اصبحت تستهدفنا وهذا عمل عرقي وعنصري يجعلني اجزم بأن هناك تهديد للوجود العربي في دارفور.

*ربما كان ذلك سبب تضامنكم مع الحكومة في رد التمرد والسؤال بكم فارسٍ شاركتم الدولة في هذا العمل؟

مشاركتنا في الدفاع الشعبي مثلها مثل مشاركة الاخرين وكوننا نجند ابناءنا في القوات النظامية فهذا حق من حقوقنا .

*قيل انك ذهبت الى عزاء يخص صلاح الغالي بمعية مسلحين وكانت زيارة كأنها استعراض للقوة؟

انا حتى الان لم اذهب لعزاء عمنا صلاح الغالي في من استشهدوا من ابنائه بسلاح التمرد وهذه معلومة كاذبة من اساسها ، وان كنت قد عزيت العم صلاح الغالي هاتفياً..

*شيخ موسى ما هي علاقتك بالصحف، هل تقرأها .. وهل لك من يدافع عنك اعلامياً، وهل قرأت اتهامك من الاعلام الغربي؟

اولاً ليس لدينا جماعة دفاع اعلامي وان كان بعض ابنائنا في الصحف يتصدون لقضايانا بالتصحيح والبيان وعموماً انا اتابع الصحف.

* وهل يتلقي الشيخ موسى اي دعم حكومي؟

الحكومة لم تقدم لي اي دعم مادي ولكنها تصرف على عساكرها ومنهم ابناؤنا في شكل مهام عسكرية ورواتب وحتى هذه لا تأتي عن طريقنا وانما عن طريق المؤسسات المعروفة في القوات النظامية.

* كيف يرى زعيم المحاميد الطريقة الى حل الازمة بدارفور؟

بالحوار ووضع السلاح.

* وهل تتوقع من الاخرين وضع سلاحهم؟

رغم ان هذا فعلاً قرار رئاسي الا ان الامر ليس سهلاً ولكنه يمكن ان يتم عبر الإدارة الأهلية والجيش .

*وماذا عن أسلحتكم أنتم؟!

نحن بطبيعتنا مسلحين ومنذ عهد الإنجليز فقد كنّا نحمل (بندقية) التي كان يتسلح بها الجيش والسلاح ما جديد علينا ومعنا في ذلك أغلب القبائل وسوف نلتزم بما يتواضع عليه الجميع.

*كم حولك من الحرس؟

في دارفور يجب أن يكون مع كل زعيم عشيرة حرس، ومعي حرس يصل عددهم إلى الثلاثين وذلك حتى يكون للزعيم هيبة وسط تلك الأجواء غير الأمنية.

*وهل حرسك الشخصي يلازمك حتى في الخرطوم؟!

نعم بل حتى وأنا معتقل وأنت تعلم الجو الذي أعيش فيه.

*هذا يعني أن حرسك من عشيرتك؟!

هم في الأصل عساكر ولكن بينهم من أبناء عشيرتي .

*وهل أنت مطمئن في ظل هذا الوضع؟!

مطمئن جداً!

*أنت الآن تقيم بالخرطوم كيف تدير شؤون عشيرة بدارفور؟!

علاقتي بدارفور علاقة لصيقة ووجودي بها أكثر من وجودي بالخرطوم.

*شيخ موسى إذا طلبت الحكومة الأميركية تسليمك هل تتوقع أن توافق الحكومة السودانية على ذلك؟

هذا أمر يعني الحكومة و لا أستطيع تقديره، ولكن إن كان القانون الدولي يوافق قانون بلدي فلا اعتراض لدي من المثول أمامه للدفاع عن نفسي، والأميركان في النهاية بشر يحكمهم أيضاً القانون.

*هل تدير في الخرطوم أو غيرها عملاً تجارياً؟!

لكن لدي ركشة (دراجة هندية لنقل الافراد ) ونسميهم "شوايل" والشايلة عندنا هي الناقة التي يتركها الرجل لأهل بيته .

*وهل لزعامة العشيرة عائد مادي؟!

أيضاً لا ... وعائدها أدبي فقط ولكن الأهل دائماً يساندونني في المناسبات فأنا ممثلهم.

*وهل يتطلع الشيخ موسى هلال من بعد زعامة العشيرة إلى زعامة سياسية؟!

انا لست طالب سلطة!.

*رأيك في هؤلاء؟.

صدام حسين؟!

أنا لا أميل للرجل الذي لا يمتلك الحكمة واحسب أن صدام كان سبباً في إشكالات بلاده والتدخل الدولي فيها.

*الدكتور جون قرنق؟

أدعوه للعمل على إستقرار البلد ووحدتها.

*في بطاقة عائلية حدثنا عن زوجاتك؟!

أنا متزوج من ثلاث نساء الأولى إبنة عمي والثانية جعفرية من النيل الأبيض والثالثة من قبيلة الرزيقات وكنت متزوجا قبلاً من أخرى من قبيلة البديات الزغاوية ولكنني إنفصلت عنها لخلاف اسري .