الجامعة لم توجه دعوات لرموز النظام السابق
ضباط سابقون ومسلحون في "الوفاق العراقي"

أسامة مهدي من لندن : حين سيظهر مقاومون مسلحون أو مندوبون عنهم وضباط سابقون من الجيش العراقي المنحل في مؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي تحتضنه القاهرة السبت المقبل الى جانب ممثلين عن قوى وأحزاب مشاركة في العملية السياسية سيكون ذلك تطورا كبيرا في مسيرة العراق المضطرب الذي اصبحت اوضاعه المأساوية تهدد المنطقة كلها بمخاطر غير محدودة في وقت اكد رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق زعيم الائتلاف الشيعي عبد العزيز الحكيم والسفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد خلال اجتماعهما الليلة الماضية على ضرورة عدم حصول مفاجآت في المؤتمر وان يكون هناك وضوح بالنسبة لجدول اعماله وللمشاركين فيه .

وابلغت مصادر عراقية "إيلاف" اليوم انه برغم بعض التحفظات الداخلية وخاصة من قبل الاحزاب الشيعية فان عددا من ضباط الجيش العراقي القديم سيشاركون في الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي سينعقد لمدة ثلاثة ايام في مقر الجامعة العربية التي ترعى المؤتمر والتي كان أمينها العام عمرو موسى أطلق مبادرته للحوار والتوافق اثناء زيارة الى بغداد الشهر الماضي .. واشارت الى ان حوالي 40 ضابطا من الجيش القديم كانوا عقدوا إجتماعا مع موسى في بغداد وقدموا له مذكرة تتضمن رغبتهم في المشاركة اضافة مطالب منها اعادة تشكيل الجيش القديم وجدولة انسحاب القوات الاجنبية واطلاق المعتقلين .

مشاركون معارضون
وأضافت ان ممثلين عن المسلحين او مقربين منهم ومن االبعثيين السابقين الذين لم يرتكبوا جرائم سيحضرون أيضا حيث اعلن أيهم السامرائي رئيس تجمع المستقلين العراقيين وزير الكهرباء السابق عن علاقته بعدد من فصائل المقاومة المسلحة في المنطقة الغربية من العراق وقال "اجتمعت مع قادة من سبعة فصائل مسلحة للمقاومة للاستماع لمطالبهم ونقلها للحكومة الأميركية مقابل مشاركة تلك الفصائل في العملية السياسية وترك المقاومة المسلحة بعد تلبية مطالبهم ". وأوضح ان "الشروط التي طالب بها ممثلو المقاومة المسلحة هي إيقاف العمليات التي تقوم بها القوات الأميركية غرب العراق واطلاق سراح آلاف المعتقلين في السجون بشكل كامل وانسحاب قوات الاحتلال من المدن العراقية ووضع جدول زمني لانسحاب القوات متعددة الجنسية من العراق كليا بضمانات دولية فضلا عن إيقاف التدخل الإيراني المستشري في الشأن العراقي وحل الميليشيات المسلحة للأحزاب وتعويض المتضررين في المناطق التي تعرضت للعمليات العسكرية واعادة اعمار العراق بأيدي عراقية".

وأشار السامرائي الى أن "هذه الفصائل المسلحة التي حملت السلاح ضد قوات الاحتلال منذ دخولها إلى العراق وهي تقاتل في مناطقها لا تمت بصلة إلى تنظيم القاعدة وجماعة الزرقاوي " مؤكدا مشاركة هذه الفصائل المسلحة في مؤتمر المصالحة والوفاق مشيرا الى أنه يسعى "لنقل مطالب المقاومة المسلحة إلى الولايات المتحدة بصفته حامل لجنسيتها إضافة لجنسيته العراقية ". وكشفت المصادر أن شخصيات سنية التقت الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان خلال زيارته لبغداد السبت الماضي وانه ابلغها ان مؤتمر الحوار والوفاق الوطني هو خارطة الطريق لبناء عراق ديمقراطي جديد وقالت ان الوفد طرح على انان ضرورة مشاركة جميع العراقيين دون تمييز وحل المليشيات وايقاف القصف على المدن والاعتقالات العشوائية فرد انان داعيا جميع الاطراف الى الحوار بدلا من رفع السلاح بوجه بعضهم مؤكدا ضرورة تشخيص العناصر الارهابية.

واوضحت ان الولايات المتحدة أسهمت في شكل فاعل في تطوير مبادرة الجامعة العربية وانها تعول عليها ولن تقبل بأي اعتراضات أو تحفظات بعض الأطراف العراقية عليها كما اشارت الى ان حكومتها وافقت بالفعل على الاطراف التي اقترحها عمرو موسى ولاسيما بعض الاطراف التي لم توافق عليها بعض القوى المشتركة في الحكومة العراقية .

شروط للمشاركة

تصر الاطراف الشيعية المنخرطة في العملية السياسية وخاصة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بقيادة السيد عبد العزيز الحكيم والدعوة الاسلامية بزعامة ابراهيم الجعفري رئيس الحكومة العراقية وحلفائهما من القوى السياسية على عدم مشاركة الارهابيين والبعثيين في مؤتمر الوفاق مؤكدة ان ذلك خطوط حمراء لن تسمح بتجاوزها .

وبحث السيد عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد بمكتبه في بغداد مع السفير الاميركي في العاصمة العراقية زلماي خليل زاد التحضيرات الجارية لمؤتمر الوفاق . وقال مصدر في المجلس انه جرى في اللقاء الذي تم ليلة أمس التطرق الى آخر التطورات بالنسبة الى سير العملية السياسية في العراق والاجتماع المزمع عقده في القاهرة "حيث تم التأكيد على ضرورة أن تجري الأمور بشفافية وأن لا تحصل مفاجآت في الاجتماع وان يكون هناك وضوح بالنسبة للمشاركين وكذلك مواضيع وأجندة هذا الاجتماع ".

ومن جهته يقول الجعفري معبرا عن هذا الموقف "اننا عند كلمتنا بحضور المؤتمر بشكل مميز وجيد عندما يتحلى بالمواصفات الوطنية المطلوبة" محذرا من مشاركة أعضاء من حزب البعث المنحل وأوضح "كنت صريحا مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وأحمد بن حلي الأمين العام المساعد في أن يكون البرنامج معدا مسبقا وألا نفاجأ بأي بند من بنوده " محذرا بالقول "والا فسيكون لنا موقف اخر" . وشدد الجعفري بالقول "لن يسمح لمؤتمر الوفاق أن يكون منبراً للإرهاب أو لكبار المسؤولين السابقين في نظام الرئيس المخلوع صدام حسين".

وتأمل الجامعة العربية التي تقوم بتدخل نادر في السياسات العراقية في إمكانية ان يساعد المؤتمر في رأب الشقاقات الطائفية في العراق قبل الانتخابات المقررة في منتصف الشهر المقبل واصبح السماح للاعضاء السابقين في حزب البعث المنحل والذي كان يتزعمه صدام بالحضور قضية سياسية مثيرة للجدل.

محاور المؤتمر

على الرغم من اصرار القوى السياسية العراقية المساهمة في العملية السياسية على معرفة بنود جدول اعمال المؤتمر قبل انعقاده الا ان الجامعة العربية ارتأت ادراج جميع الموضوعات التي يطرحها الفرقاء السياسيين من اجل مناقشتها والاتفاق بعد ذلك على محاور المؤتمر الحاسم الذي سينعقد في بغداد مطلع العام المقبل .

وقالت المصادر ان بنود مناقشات المؤتمر ستتضمن بشكل مبدئي: تحديد زمان المؤتمر العام الذي سيعقد في بغداد ومكانه وعما اذا كان في العراق أو خارجه والاتفاق على الجهات التي سيتم دعوتها للمؤتمر العام من شخصيات واحزاب وقوى سياسية اضافة الى الاتفاق على المواضيع التي سيناقشها المؤتمر العام وتحديد آلية العمل التي سيسير عليها المؤتمر الى نهايته. وتوقعت عدم اتخاذ قرارات حاسمة بشان المصالحة او الوفاق في هذا المؤتمر الذي سيكون بمثابة اعداد للمؤتمر المقبل واشارت الى ان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيقوم على هامش المؤتمر بعقد عدة اجتماعات مع عدد من الاحزاب السياسية العراقية لاحداث توافق بينها وتقارب في وجهات النظر.

المشاركون في المؤتمر

وجهت جامعة الدول العربية دعوات لأكثر من 70 شخصية عراقية تمثل كل الاحزاب والطوائف والحكومة العراقية والقوى السياسية والدينية وشخصيات مستقلة لحضور المؤتمر لكنها استثنت من الدعوات رموز النظام السابق والقيادات البعثية التي ارتكبت جرائم ضد الشعب العراقي .
وتم توجيه هذه الدعوات الى الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري ومسعود البرزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني واياد علاوي زعيم القائمة العراقية الوطنية وهوشيار زيباري وزير الخارجية وعبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى والتيار الصدري الذي يقوده رجل الدين الشاب مقتدى الصدر وهيئة علماء المسلمين بقيادة امينها العام حارض الضاري والحزب الإسلامي برئاسة محسن عبد الحميد ومؤتمر أهل العراق برئاسة عدنان الدليمي وأحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني وعدنان الباجة جي رئيس تجمع الديمقراطيين المستقلين. كما وجهت الى الشخصية السنية بشارالفيضي وابراهيم الجنابي من حركة الوفاق بقيادة علاوي ووطارق الهاشمي من الحزب الاسلامي وخلف العليان من مجلس الحوار السني وفؤاد معصوم وبرهم صالح وزير التخطيط من الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة طالباني وشيخ الصابئة وهمام حمودي وجواد المالكي ونديم الجابر وخضير الخزاعي وهادي العامري وجلال الصغير واحمد تقي المولى وسلام المالكي وبهاء الاعرجي وعباس البياتي من الائتلاف الشيعي الموحد وصالح المطلك الامين العام لجبهة الحوار السنية . ومن المدعوين كذلك رئيس الجمعية الوطنية حاجم الحسني والشيخ انور ندا اللهيبي والشيخ جواد الخالصي الامين العام للمؤتمر التاسيسي العراقي الوطني وصبحي عبد الحميد الامين العام للتيار القومي العربي المعارضين .

ووجهت دعوات كذلك الى زعماء احزاب ليبرالية من بينهم حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي وعبد الاله النصراوي الامين العام للحركة الاشتراكية العربية ونائب رئيس الجمهورية غازي عجيل الياور وحسين الشهرستاني نائب رئيس البرلمان . اما بالنسبة لدعوة الشخصيات غير العراقية فقد اشار مصدر مسؤول في جامعة الدول العربية الى ان وزراء خارجية الدول العربية الثماني المعنية بالعراق وهي الكويت والسعودية والبحرين والعراق وسوريا والاردن والجزائر ومصر اضافة الى الامين العام للجامعة عمرو موسى والذين سيحضرون المؤتمر سيعقدون اجتماعا تشاوريا الجمعة في مقر الجامعة عشية الاجتماع التحضيري للمؤتمر.

واشار الى ان مشاورات تجري حاليا بشان امكانية مشاركة كل من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الحالي للقمة العربية والرئيس المصري حسني مبارك "رئيس دولة المقر" والرئيس العراقي جلال طالباني في افتتاح المؤتمر "لاعطاء الزخم اللازم لهذا المؤتمر والتعبير عن الدعم العربي الكامل له".