نصر المجالي من لندن: كشف تقرير أميركي صادر عن هيئة معنية في الشؤون الدفاعية أن عشرات الجنود من المحاربين الذين عادوا للحياة المدنية من بعد المعارك في كل من العراق وأفغانستان حيث الديكتاتورية والإرهاب قالوا انهم يعيشون مشردين في الشوارع الأميركية بلا مأوى وليس هناك من يتابع أوضاعهم أو أساليب معيشتهم.

وطالب موكلون لهؤلاء حكومة الولايات المتحدة بضرورة اتخاذ إجراءات لتمكين هؤلاء من حياة مدنية هادئة بعد سنوات من الحياة في سلك الجندية. وأرسل موقع Military.com لـ "إيلاف" تصريحات لليندا بون وهي المدير التنفيذي للتحالف الوطني لمشردي قدامى المحاربين، قالت فيها إن حوالي مائتي جندي سابق قاتلوا في العراق وأفغانستان اتصلوا بالاتحاد في العامين الماضيين طالبين المساعدة.

وقالت ليندا بون "أعتقد أن الأمة الأميركية ستصاب بالهلع والإحباط إذا ما عرفت هذه الحقيقة المؤلمة، صحيح أن هذا العدد ليس كبيرا، ولكنه يكشف قصورا كبيرا من جانبنا ومن جانب الحكومة"، يذكر أن هذا الاتحاد تأسس في العام 1990 ، وتقول بعض الإحصاءات غير الرسمية إن هنالك 250 ألف من قدامى المحاربين الأميركيين مهددون بحالة التشرد والشتات. وأشارت إلى أن بعض هؤلاء عانوا سلفا في فترة من الفترات تلك التجربة القاسية.

وأضافت مسؤولة الاتحاد الوطني، حسب ما نقله عنها الموقع الالكتروني المتخصص في الشؤون الدفاعية، أن مظاهر التشرد ومشاكله تعود لأسباب مختلفة بعضها عاطفي ونفساني نتيجة لتجاربهم في ميادين المعارك، وبعضهم لا يتمكن من إيجاد فرصة عمل، وهنالك منهم من يتحمل نفقات باهظة بسبب فواتير العلاج الصحي الأمر الذي يتركهم يعيشون ضائقة مالية كبيرة.

ومن جهته قال مدير فرع نيويورك لشؤون قدامى المحاربين إن المشكلة تكمن على ما يبدو في أن بعض هؤلاء المقاتلين العائدين وخاصة رجال الحرس ومنسوبي التجنيد الإلزامي لا يخضعون لبرنامج المساعدة الانتقالية من حياة الجندية للحياة المدنية الذي أعدته الحكومة في هذا الشأن.

وتخشى المصادر الأميركية المعنية في شؤون المقاتلين القدامى أن عشرات الآلاف من هؤلاء سيجدون أنفسهم مهددين بفقد مساكنهم تحت الضغوط المالية الكثيرة، وطالبت بضرورة توفير العناية الصحية وعيادات استشارية خاصة لمتابعة أوضاع هؤلاء بشكل حثيث ودائم.

وفي الأخير، قالت ليندا بون إن بعض قدامى المحاربين الذين يعودون من ميادين القتال لا يزورون العيادات النفسانية المتخصصة، وقالت "نحن أمام مشكلة كبيرة فلم تفعل أجهزتنا الرسمية أي شيء حتى الآن، وبالتالي سنرى أعدادا كبيرة من المقاتلين القدامى مشردين بلا مأوى في شوارع مدننا".