الياس توما من براغ : رأى وزير الدفاع التشيكي ييرجي شيديفي الذي كان لفترة طويلة مديرا لمعهد العلاقات الدولية ويعتبر من المتخصصين الأوروبيين بقضايا الإرهاب بأن العالم قد أصبح اقل أمانا بعد الغزو الأمريكي للعراق وأن النتائج السلبية له تفوق النتائج الايجابية . وأكد انه يقول هذا الرأي بكل مسؤولية معترفا بان الحلفاء الغربيين لم يكونوا يرون مسبقا كل تداعيات عملية الإطاحة بنظام صدام حسين. وأعتبر في حديث أدلى به لصحيفة ملادا فرونتا بان العراق قد تحول إلى حد ما إلى دولة تستقطب الإرهابيين الجدد أو المهتمين بالقتال بوسائل إرهابية وان هؤلاء يتدربون في العراق وأحيانا يمارسون العمليات فيه ولكن في الكثير من الأحيان يعودون إلى الدول التي أتوا منها وهناك يشكلون خلايا نائمة أو يخطون للقيام بعمليات إرهابية .

ورأى أن الإرهابيين في الوقت الحاصر يتصرفون بشكل مختلف عما كانوا يقومون به في الماضي فهم الآن يريدون إشاعة الخوف الشاقولي عن طريق إحداث خسائر وضحايا جماعية بين البشر بينما كانوا في الماضي يسعون بان يكون عدد القتلى قليل لكن أن يشاهد ذلك عدد كبير من الناس وأنهم أرادوا من ذلك كسب الرأي العام في الدول التي تم فيها تحضير الهجمات الإرهابية . وأضاف أن المرحلة الرابعة أو الحالية من تطور الإرهاب تتضمن نزع الطابع المركزي عن نشاطات التنظيمات الإرهابية. ورأى أن القاعدة التي كانت لها ملامح التنظيم هي الآن بمثابة الحركة الإيديولوجية ولذلك يتم الحديث عن ظاهرة quot; القاعدية quot; بمعنى أنها ليست تنظيم ورغم ذلك يتم الإعلان عن الانتماء إليها .
ولفت إلى انه في الكثير من الأحيان تقوم مجمعات صغيرة بالتحرك والنشاط بشكل مستقل في مختلف دول العالم ومع ذلك تدعي الانتماء إلى القاعدة رغم أن ما يربط بينها ليس سوى فكرة مقاومة الغرب ولهذا فمن الصعوبة تتبع العقد التنظيمية لها إلى درجة أن ذلك غير ممكن عمليا .

ورأى أن أسامة بن لادن قد أصبح مثالا كبيرا للإرهابيين وان الكثير من المنظمات المستقلة والخلايا تعلن الانتماء إليه وأنها لا تتواصل مع أي مركز لان مثل هذا المركز غير موجود أصلا. ونفى أن يكون هناك صراع حضارات أو حتى حرب على الإرهاب قائلا إن ما يجري في حقيقة الأمر هو صراع بين متطرفين وجزء قليل العدد من الإسلاميين وبين الهياكل الأمنية الغربية . وردا على سؤال فيما إذا يخشى حدوث مواجهة مسلحة بين الغرب والعالم الإسلامي قال انه يستبعد ذلك لان العالم الإسلامي ليس منسجما وهو داخليا مشتت وحتى متخاصم وفي النهاية ليس هناك من دولة أو قوة عظمى في العالم الإسلامي تمتلك جيشا وأسلحة دمار شامل بنفس قوة الغرب . وأضاف أن العالم الإسلامي لذلك لا يمكن له أن يشكل تهديدا مساويا للتهديد الذي كانت تشكله الكتلة السوفيتية سابقا أو العالم الشيوعي في النصف الثاني من القرن الماضي . وشدد على أن الإرهابيين لا تربط بينهم الإيديولوجية وان كانوا يحاولون تقديم أنفسهم بهذا الشكل . وأكد أن الإسلام يتضمن أطيافا واسعة منها المعتدلة جدا هي أغلبية ومنها التيارات الثانوية وانتهاء بأصوليين متطرفيين .