الياس توما من براغ : اتهمت رئيسة البرلمان الجورجي نينو بورجانادزي روسيا بأنها أظهرت في الأزمة القائمة الآن مع بلادها الوجه الحقيقي لها وهو الوجه الغير ديمقراطي والوجه الإمبريالي على حد قولها .

وأكدت في حديث أدلت به لصحيفة ملادا فرونتا اليوم خلال تواجدها في براغ الآن للمشاركة في مؤتمر منتدى 2000 أن سبب الخلاف القائم الآن مع روسيا يعود إلى أن روسيا بدأت تشعر بان جورجيا أخذت تمتلك فرصة حقيقية للانضمام إلى حلف الناتو والتخلص من نفوذها .
واعتبرت أن بلادها تتواجد الآن أمام مفترق تاريخي مثلما كانت عليه دول البلطيق قبل 10 أعوام حين قررت وقتها فيما إذا كانت ستنضم إلى الناتو وبالتالي الخروج نهائيا من منطقة نفوذ روسيا الأمر الذي تسعى إليه الآن جورجيا .

وكشفت عن وجود محادثات مكثفة تجري الآن مع الناتو للانضمام إليه الأمر الذي جعل روسيا تغضب لأنها أيقنت بان جورجيا حقيقة يمكن لها أن تخرج من دائرة تأثيرها ولذلك فان ما تقوم به موسكو الآن من خطوات تجاه بلادها حسب رأيها ا هو المحاولة الأخيرة لمنعها من الخروج من نطاق نفوذها

واعترفت انه كان لديها رأي أفضل بالسياسيين الروس وأنها لم تكن تتصور أبدا بان الروس سيقدمون على هذه الخطوات الراديكالية فقد كان متوقعا أن يتم فرض عقوبات أما أن يتم إبعاد الأطفال من المدارس فقط على أساس أصلهم أو اعتقال الناس في الشوارع لمجرد أنهم يبدون كجورجيين وتسفير المواطنين الجورجيين بطائرات الشحن وإهانة اعتبار مواطنينا فانا حزينة على القيادة الروسية فقد أصابتني بخيبة الأمل وأكدت هذه القيادة أنها أسوأ مما كنا نظن ولكن من جهة أخرى من الممكن أن يكون هذا الأمر حسنا لان روسيا أظهرت وجهها الحقيقي وهو وجه إمبريالي وغير ديمقراطي

ودافعت عن موقف بلادها بشان اعتقال الضباط الروس مشددة على أن حكومتها تصرفت كدولة عادية فقد ألقت القبض على جواسيس وقامت بترحيلهم الأمر الذي يحدث في العلاقات الدولية بشكل مستمر أما مواطنينا في روسا فهم يعانون ولذلك ليس من السهل الحديث عن انتصار وان كان بمعنى من المعاني يمكن الحديث بان جورجيا ربحت هذه المعركة لان المجتمع الدولي يدرك جيدا ماذا يحدث فجورجيا تتم معاقبتها لأنها تريد أن تكون مستقلة ولأنها تريد بناء مجتمع ديمقراطي عادي والخروج من منطقة النفوذ الروسية .

وتوقعت أن تحل الكثير من المشاكل لاحقا غيران بلادها حسب قولها بدأت تتعود عليها فقد كان هناك مشاكل في الماضي حين حظرت موسكو مثلا استيراد المواد الغذائية والنبيذ والمياه المعدنية من جورجيا وحين انفجر كأنه صدفة أنبوب الغاز الرئيسي الذي ينقل الغاز إلينا في أكثر الأيام برودة.

وأضافت ان المشاكل ستحل ولكن صدقوا بان روسيا تستهين بنا وتستهين بنفسية مواطنينا . إن روسيا وجورجيا عاشتا سوية 200 عام غير ان روسيا لم تدرك بان من يتفاوض مع جورجيا بشكل جيد فانه يتفق معها بدون مشاكل أما عندما يجرب احد ما الضغط عليها فإنها تتمرد على ذلك بمنتهى القوة وهذا الأمر هو الذي أبقانا على قيد الحياة حتى الآن .

ورأت أن سعي موسكو لتجميد الصراعات الموجودة داخل جورجيا ولاسيما في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية ينطلق من تفكيرها بان عدم حل هذه الإشكالات سيعيق طريقنا إلى حلف الناتو ولهذا من الضروري أن نثبت بأنه يمكن لنا الانضمام على الر غم من وجود هذه الإشكالات وفي نفس الوقت السعي لحل هذه المشاكل.

وأكدت أن الحكومة الجورجية تعرض أوسع شكل من أشكال الحكم الذاتي مع ضمانات بكافة الحقوق من الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة وحتى روسيا ولكن ليست روسيا كالتي هي عليه الآن لان روسيا لا يمكن لها أن تكون وسيطا وحيدا يتوقف عليها كل ما يجري هناك .

ورأت أن مفتاح الحل الوحيد يكمن الآن في تخليص روسيا من موقعها الاحتكاري في منطقة النزاع عن طريق نشر قوات شرطة دولية محايدة تكون الضمان الموضوعي للسلام وأكدت انه بعد الأحداث الأخيرة فان المجتمع الدولي أيقن بان قوات السلام الروسية الموجودة في منطقتي النزاع لا يمكن لها أن تكون موضوعية .

وشددت على أن جورجيا بعد ثورة الورد قد شهدت تغييرات هامة ولذلك فإنها تستحق مساعدة المجتمع الدولي وأنها تثبت خطوة وراء خطوة بأنها تنتمي إلى الحضارة الأوربية .