اتهام 9جنود بريطانيينبتهريب المخدرات
قائد الجيش البريطاني لإنسحاب سريع من العراق

الوفاق العراقي: الأقاليم تقسيم بإرادة خارجية

عادل درويش من لندن: نفى قائد الجيش البريطاني الجنرال السير ريتشارد دانات وجود أي خلاف بينه وبين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير الدفاع ديز براون حول إدارة الحرب في العراق، موضحا أن اللقاء مع صحيفة quot;ديلي مايلquot; تطرق لعدة مسائل، إلا أنه لم يقصد فيه الدعوة لانسحاب فوري من العراق إنما الحث على التفكير في جدول زمني لإنهاء المهمة هناك.

وبعد ساعات من تداول الوكالات مقتطفات من المقابلة التي أجرتها معه quot;ديلي ميلquot; البريطانية، أوضح دانات للـ بي بي سي أنه دعا إلى أن تكون مهمة الجنود البريطانيين في العراق متواضعة وحددها ببضعة نقاط بينها الحفاظ على وحدة وتماسك العراق وتمكين الحكومة العراقية من فرض الأمن في البلاد.

وكانت الوكالات والبي بي سيى نقلت عن الديلي ميل اجزاء من مقابلة اجرتها مع السير ريتشارد، مركزة على قوله ان وجود القوات البريطانية في العراق اصبح جزءا من المشكلة وليس الحل، وطالب بسرعة الخروج لأن الوجود يسبب لبريطانيا مشاكل اخرى في انحاء العالم.(التفاصيل هنا)

وردت مصادر داوننغ ستريت في محاولة للتخفيف من أثر تصريحات قائد الجيش البريطاني، خاصة بعد أن التقطت المعارضة الخبر، وبدأت بشن هجوم على الحكومة، في مقابلات أجرتها البي بي بي سي أيضا مع متحدث الشؤون الخارجية للمحافظين ليام فوكس، وزعيم الأحرار الديمقراطيين مينزيس كامبل اللذين وجهوا انتقاداتهم للسياسة البريطانية الخارجية وخاصة في العراق ولتورط الحكومة مع السياسة الأميركية.

وعلمت quot;إيلافquot; أن مستشاري داوننغ ستريت أعلنوا حالة طوارئ للتعامل مع الموقف، واجروا اتصالات خلال الليل مع وزارة الدفاع وبلير الذي يحضر قمة لحل المشاكل الإيرلندية في سانت اندروز في اسكتلندا، كما بذلوا جهودا كبيرة لإقناع البيت الأبيض بالبقاء بعيدا عن هذا الجدل وعدم الإدلاء بأية تصريحات وافساح المجال للداخلية البريطانية لحل المسألة.

وفي تصريح مقتضب قال مكتب رئيس الوزراء في داوننغ ستريت إن القوات البريطانية باقية كجزء من قوات التحالف بناء على طلب الحكومة العراقية المنتخبة ديموقراطياً لدعمها أمنيا. ومن الأمور النادرة أن ينتقد ضابط في الجيش البريطاني سياسة الحكومة، وخصوصا إن كان في رتبة دانات الذي تولى رئاسة الأركان في أغسطس(آب) الماضي.

وفي مقابلة مع البي بي سي في السابعة بتوقيت غرينيتش صباح اليوم نفي ريتشارد دانات وجود أي خلاف مع الحكومة، موضحا أنه كان يقصد أن القوات البريطانية بقيت في العراق ثلاث سنوات ونصف quot;ويجب ان نفكر الآن في الاستعداد لجدول زمني للانسحاب، فقد كنا في أربع محافظات في العراق، سلمنا منها محافظتين للعراقيين ويجب أن نؤمن المحافظتين الآخرتين ثم نفكر في الخروجquot;.

وكرر السير ريتشارد أكثر من مرة أن بعض ما قاله أخذ خارج السياق، quot;فوجودنا في بعض المناطق يجعلنا هدفاً للهجمات بينما وجودنا في مناطق أخرى أمر ضروري ونعمل مع العراقيين لدعم الحكومة المنتخبةquot;، مضيفاً بثقة أن هذا ما قصده، مبدياً استغرابه من تحول ما قاله إلى عناوين رئيسية للأخبار.

وضرب مثلا عن تعرض القوات للهجوم بقوله إن دورية أسترالية تعرضت لهجوم في المثني منذ عشرة أيام لمجرد أنها تمرّ من مكان إلى آخر، وبرر المهاجمون ذلك بالقول إن قوات التحالف انسحبت ولذلك فإن مرور تلك الدورية في المثني أعطى مبررا لمن يريدون إثارة المتاعب. إلا أنه كرر إن quot;وجودنا (في أماكن أخرى في العراق) يساعد على بناء العراق وعلى التوصل للتسوية والسلام وعلى دعم الحكومة المنتخبةquot;.

وكان السير ريتشارد قال للـquot;ديلي ميلquot; إن أهداف مهمتنا العسكرية يجب أن تكون أقل تواضعاً من الأهداف التي كانت الحكومة البريطانية تأمل بها، مثل بناء الديموقراطية والليبرالية في العراق، وتأثير ذلك على بناء الليبرالية والديموقراطية في منطقة الشرق الأوسط.
إلا أنه فسر تلك التصريحات خلال حديثه مع البي بي سي صباح اليوم بالقول إنه ردد كلام المحللين والمراقبين ولم يقصد أبدا سرعة الإنسحاب.
وأضاف أن ما يقصده من الاكتفاء بالتوصل لتحقيق أهداف أكثر تواضعاً، هو أهمية الإبقاء الآن على العراق موحدا متماسكا quot;ويجب ان يكون ذلك هدفنا الأول وأيضا دعم قوات الجيش والأمن العراقية في الحفاظ على الحكومة المنتخبة ديموقراطياًquot;.

وكان رئيس الوزراء توني بلير قال منذ أسبوعين في خطابه في المؤتمر السنوي إن الانسحاب من العراق الآن هو استسلام للقاعدة وللارهابيين. وكرر دانات للـquot;بي بي سيquot; انه يدعم رئيس الوزراء تماماً كما يدعم وزير الدفاع ديز براون، مؤكداً انه كجندي لن يرفع الراية البيضاء وينسحب، مؤكدا أن الجيش باق لإتمام المهمة، موضحاً إن المقابلة التي أجرتها معه محررة التحقيقات في ديلي ميل سارة ساندز كانت عن حياة الجنود البريطانيين وما يتعرض له الجيش، وما يخشاه من نشر الجيش في امكان كثيرة من العالم دون توفر الامكانيات المطلوبة، ولم يقصد ابدا ان تركز الصحيفة على جزء من المقابلة، ثم يحوله الإعلام الى قضية كبيرة وخلاف مع وزارة الدفاع والحكومة مضيفاً quot;هذا مالم اتصوره أبداًquot;.

وأضاف دانات أن مقابلته لساعة ونصف مع السيدة ساندز تمت بموافقة وزارة الدفاع وبحضور المسؤول الصحافي في الوزارة. وكرر دانات انه قصد رسم خطة للخروج فور اتمام المهمة لأن quot;الوقت ليس في صالحناquot; فالوقت يكلف جهداً ومالا ودم الجنود.

وكان قائد الأركان قال للـquot;ديلي ميلquot; إنه يعلم أن quot;مصيرنا ليس بأيديناquot;، وفسر المعلقون ذلك بأنه يخشى إبقاء القوات البريطانية في العراق لمدة أطول من المطلوبة لأغراض سياسية بناء على طلب واشنطن وليس لأسباسب عسكرية.

وبينما قال السير ريتشارد للبي بي سي صباح اليوم انه يعلن انه والجيش البريطاني يقفان جنبا إلى جنب مع الأميركيين ويطيع الأوامر وليس على خلاف مع بلير كما انه ليس على مسافة quot;تسمح بتمرير ورقة كتابquot; بينه وبين وزير الحريبة ديز براون.

لكن رئيس الأركان لمح الى امكانية تأثير البقاء في العراق لفترات طويلة على مسؤوليات بريطانيا وعن المهام في مناطق اخرى من العالم، فقال ان افغانستان مشكلة مختلفة ودارفور مهمة ثالثة، لكنه اضاف اذا لكن اذا كان الربط هو الجهاديين الأسلاميين، فقد تكون دارفور ساحة المواجهة القادمة مع المتطرفين لكن يجب ان نواجه هذه المشاكل في كل هذه المناطق وفي بريطانيا نفسها. ولمح الى الأصوليين الاسلاميين في بريطانيا ضارب مثالا باللذين حاولوا الشوشرة على وزير الداخلية اثناء لقائه بالمسلمين في مسجد في شرق لندن قائلا انهم يحاولون تغيير نمط الحياة في المجتمع البريطاني ، ويلاحظ هذا التهديد، لكنه ،كمسؤل عن جيش يدافع عن بريطانيا فانه يعرف اين ينشر الجيش، وقد تكون ذلك اشارة ضمنية الى ضرورة ايجاد جدول زمني للانسحاب من العراق، والتركيز على كسب المعركة ضد الأصوليين في افغانستان، والاستعداد لو طلب من الجيش التدخل في دارفور.