حماس تتسلح وإسرائيل للتصعيد
حرب لبنان أجلت اجتياح غزة ولم تلغه
خلف خلف من رام الله: كشف المعلق العسكري الإسرائيلي إليكش فيشمان اليوم أن القيادة العسكرية الإسرائيلية كانت وضعت مخططاً لاقتحام قطاع غزة عقب آسر الجندي جلعاد شليت إلا أن حرب لبنان غير المخططة التهمت كل الأوراق وأجلت العملية العسكرية، ويقول فيشمان إنه وفقا للتقديرات الإسرائيلية على الأقل كانت المواجهة في قطاع غزة ستتم في بداية 2006 إلا أن حرب لبنان غير المخططة جاءت لتلتهم كل الأوراق، وبالتالي المجابهة في غزة تأجلت لعدة اشهر. وتابع فيشمان: الجيش ركز نشاطاته الدفاعية quot;في قطاع غزةquot; حتى حرب لبنان على قاعدة quot;إطلاق النار من الطرف المقابلquot; حيث كان يرد بالقصف المدفعي أو الجوي بعد إطلاق صواريخ القسام واكتشاف الخلايا التي أقدمت على ذلك. ويضيف المعلق العسكري: قيادة المنطقة الجنوبية غيرت فرضيتها هذه في الأسابيع الأخيرة وعادت (ربما كعبرة مستفادة من حرب لبنان) إلى النظريات الحربية الكلاسيكية وquot;المحافظةquot; التي تظهر في الأدبيات العسكرية الاختصاصية.
الاجتياح مسألة حتمية
وتفيد التقارير الإسرائيلية بأن اجتياح قطاع غزة بات مسألة حتمية في ظل وصول أسلحة متطورة لأيادي عناصر حركة حماس. وأعطى اليوم إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي الضوء الأخضر لوزير الأمن الداخلي آفي ديختر بتكثيف العمليات العسكرية في قطاع غزة ضد مطلقي الصواريخ على المناطق الإسرائيلية، وطالب شاؤول موفاز وزير المواصلات الإسرائيلي باغتيال وزير الداخلية بحكومة حماس كونه قام مؤخراً بزيارة طهران وسوريا.
وكتب فيشمان يقول: ما يحدث في قطاع غزة في هذه الأيام ما هو إلا مقدمة للانفجار الأكبر. إسرائيل تسير بأعين يقظة وصفاء ذهن نحو مجابهة مباشرة مع سلطة حماس في غزة. الجانبان يخططان لهذه المجابهة بإصرار وشعور بأنها قادمة لا محالة. الفلسطينيون يتسلحون حتى أسنانهم ويبنون قوة عسكرية وأنظمة دفاعية ويعدون المفاجآت على غرار حزب الله.
ويقول فيشمان: في إسرائيل يتابعون بترقب ما يسمونه بخبراء quot;الإرهابquot; الفلسطينيين الذين عادوا إلى القطاع بعد اشهر تدريب وإعداد طويلة في لبنان، ويقومون تحت أنوفنا بالإشراف على سلسلة عمليات تدريبية عسكرية ممولة جيدا من حماس. كميات هائلة من السلاح - من بقايا حرب العراق - تتدفق عبر سيناء إلى غزة بواسطة تجارة السلاح الدولية.
3 منظومات دفاعية ضد حماس
ويتحدث فيشمان عن عمليات تهريب الأسلحة للقطاع قائلا: في الأسبوع الماضي فقط دخلت إلى غزة أسلحة بقيمة ستة ملايين دولار، وقد نجح الفلسطينيون مؤخرا في تهريب عدة عشرات من الصواريخ المضادة للدبابات من طراز كونكورس التي من شأنها أن تزيل تفوق المدرعات الإسرائيلية التي تنشط في القطاع. لن نستغرب أيضا إذا اكتشفنا أنهم قد أقاموا - أو في طور الإنشاء - في غزة منشآت عسكرية دفاعية وهجومية على غرار quot;المحميات الطبيعيةquot; التي أنشأها حزب الله في جنوب لبنان.
ويقول فيشمان في مقال له بعنوان quot;حرب خلف الزاويةquot;: يتبين أن كل شيء مدون هناك، وأن لا حاجة إلى اختراعات جديدة. النشاط الوقائي الدفاعي ضد حماس يقوم على ثلاث منظومات: quot;ستار الحمايةquot; وquot;منظومة الحمايةquot; وquot;منظومة الصيانةquot;. هذا هو القتال الدائر في غزة في الأيام الأخيرة في واقع الحال.
quot;لدى حماس نواة صلبة من المقاتلين المدربين الموجودين في عمق القطاع، ويضاف اليهم عدة آلاف من المقاتلين موزعين في المناطق المختلفة والمراكز السكنية مع مستوى تأهيل أقل درجة. أغلبية مقاتلي حماس الذين يضربهم الجيش الإسرائيلي في هذه الأيام هم من المقاتلين الموزعين على المناطق. أما الأهداف النوعية ومخازن السلاح والقيادات فتتعرض للهجوم عادة من الجو.أما quot;منظومة الصيانةquot; فهي منظومة دفاعية منتشرة على امتداد الخط الإسرائيلي الحدودي حيث تقوم بالدوريات دفاعا عن التجمعات الإسرائيليةquot;، على حد تعبير فيشمان.
ويختتم فيشمان مقاله قائلا: لذلك، نقول إن هذه المجابهة آتية لا محالة، وليس بامكان التحركات العسكرية الإسرائيلية أن تمنع بناء قوة حماس العسكرية، إلا أنها تسهم في الإبقاء على الجاهزية العسكرية الإسرائيلية استعدادا لساعة الاختبار. وهذه ليست بالمسألة التي يُستهان بها كما قد تعلمنا من حرب لبنان.
حماس تتزود بمنظومة حزب الله الصاروخية
بينما رأى الكاتب يوسي يهوشع في صحيفة يديعوت ان الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ترمي إلى منع تهريب السلاح إلى القطاع. ويقول يهوشع: فقد سُمح أمس بالنشر بان حماس هربت مؤخرا من مصر عشرات الصواريخ المضادة للدبابات المتطورة من إنتاج روسي - من طراز يشبه الصواريخ التي أطلقها حزب الله على جنود الجيش الإسرائيلي في لبنان.
quot;وتضاف هذه الصواريخ إلى أطنان من المواد المتفجرة، والى صواريخ جراد المحسنة وبنادق القنص التي هربت إلى القطاع عبر معبر رفح. وحذر مسؤولون كبار في قيادة المنطقة الجنوبية من أن quot;غزة تغطي الفوارق بسرعة. وإذا لم نعمل الان فسيتآكل التفوق النسبي الذي يتمتع به الجيش الإسرائيلي على الأرضquot; كما يقول يهوشع.
ويذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس قال في محادثات مغلقة أنه محظور أن يتحول قطاع غزة إلى جنوب لبنان: دروس لبنان تعلمناها جيدا. سنعمل ضد التسلح بشكل فوري ولن نسمح لمنظمات الإرهاب بالتعاظم. إسرائيل تعمل على منع حماس من الانضمام إلى محور الشر الإيراني، ودعا بيرتس القوات المصرية المنتشرة على طول الحدود مع غزة إلى تعزيز الرقابة ومنع التهريب.
التعليقات